اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من ستنتصر: الديمقراطية ام المؤامرة؟// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

من ستنتصر: الديمقراطية ام المؤامرة؟

حسن حاتم المذكور

 

ذات الأخطبوط الشباطي , بذات الرأس الأمريكي وذيوله المحلية التي التفت على جسد ثورة 14 / تموز 1958 وقياداتها وانجازاتها الوطنية , تتجمع الآن مؤامرة تقسيم , ولدت عن الأحتلال عام 2003 مباشرة , مجلس حكم موقت , حكومة شراكة وطنية عملت  من داخل السلطات , حتى ساعة صفرها بأحتلال الموصل واجزاء من تكريت وديالى واستلاب كركوك وسهل نينوى واراض عراقية اخرى , على ارضه المحتلة المغتصبة يستشهد العراق كل يوم , ينزف مواطنية وثرواته وكرامته وسيادته , واصل نزيفه متحدياً حتى نهض جيشه وثلاثة ملايين متطوع وحراك شعبي ,  ليرتق الثغرات التي حاول المتأمرون النفاذ منها الى حيث بغداد العراق .

يوم 10 / 06 / 2014, كانت انتكاسة وطنية, اهتز لها الوجدان العراقي وارتجت ضمائر العراقيين وانفجر عنها عراق جديد , وعي ونخوة وحمية كما هو دائماً عندما يقرر العراقيون مواجهة المصائب متوحدون , تعرى المخجل من خيوط المؤامرة والمتأمرين, تمددت ردة فعل العراقيين البواسل , حاصرت هجين داعش , بذات الوقت , تراجع الأخطبوط برأسه وذيوله , ليواصل تمدده من داخل مجلس النواب, صراع مرير بين هامش الديمقراطية الفتي وذيول الردة .

الديمقراطية التي نتحدث عنها هامش لا بديل له , يمسك عروته العراقيون تجربة واغناء وتهذيب وممارسة واعية , يرافقها صبر جميل يتجاوز العثرات والردات , العراقيون زحفوا بأتجاه صناديق الأقتراع يوم 30 / 04 / 2014 , وبوعي وارادة وحرية واستقلالية , منحوا ثقتهم واصواتهم لمن يعتقدونه يمثلهم , ورغم بعض المآخذ الثانوية , كانت انتخابات وكانت النتائج هم وهم النتائج , امر لا يقبل التأويل والتسويف .

العراق , بهامشه الديمقراطي المتواضع , سيتعرض من داخل مجلس النواب الى مواجهات ستحدد المستقبل العراقي , اما ان يعود الى ازمنة العبودية والذل ونظام المقابر الجماعية , واما ان يكون قادراً على صياغة نفسه جديداً يرتقي بأهله كما يرتقون به , ما نحتاجه الآن الدقة والثبات في تشخيص حراك اخطبوط المؤامرة وادوار وهويات وعلاقات ذيوله المحلية دون تردد .

اشرنا الى ان الرأس الأمريكي لأخطبوط المؤامرة وذيوله (ادواته) المحلية التي تشكل بعضها منذ تأسيس الدولة العراقية , وبعضها افرزته ضغوط الأنجازات الوطنية لثورة الرابع عشر من تموز , ولو انصفنا التاريخ الحديث , فأن المتبقي من طائفيي التراث العثماني الذي اسس للسلطة الطائفية منذ العهد الملكي وحتى نهاية زمر الرسالة الخالدة عام 2003 , قد ترك اثار فكرية سياسية اجتماعية وثقافية مدمرة على الملايين من بنات وابناء المناطق الغربية , حيث اغلبهم مواطنون يحبون وطنهم موحداً مزدهراً يتعايش من داخله جميع مكوناته التاريخية , لكن مع الأسف , ان مد التأثير الطائفي الأقليمي العروبي المدعوم مادياً ومعنوياً , جرف منهم الكثير بعد ان غيب وعيهم الوطني , الأمر ساعد على تفجير ردة فعل طائفية للوجه الآخر من العملة , اشعلت مزيداً من حرائق الأحقاد والكراهية , فالعلاج هنا ينبغي ان يكون شاملاً , اجتثاث وطني لجذور التطرف الطائفي والعودة الواعية الى الوطنية العراقية والأمساك بالهوية المشتركة .

القيادات الكوردية ــ البرزانية حصراً ـــ وليس الشعب الكوردي , وبالقدر الذي لا تحكمه عشيرة , اكتسبت من العثمانيين تحجرهم ووحشيتهم , وتراكمت داخلها ومنذ تأسيس الدولة العراقية , مفاهيم غريبة , اخلاق وثقافات وشوفينية مكبوسة في عمق وعيها القومي , لا تمنعها حتى عن ارتكاب الخيانات بحق المكونات التي تشاركها االوطن , لا تميز بين شيطان وآخر , تتبنى نظرية حق المصير عبوراً على ظهر او برفقة شياطين المنطقة, تستيقظ دائماً متأخرة , دون ان تقدم دليلاً , عن اي حركة تحرر استطاعت ان تعبر على ظهر الشيطان بسلامة , او رفقه انتهت الى نتيجة مشرفة ؟؟؟ ولم تتعض بعدد المرات التي عبر عليها وكسر ظهرها اكثر من شيطان وتركها عارية تواجه مصيرها وشعبها اعزل ينزف معاناته , لا تستوعب انها تشارك العراقيين وطنهم ودولتههم وثرواتهم , ولها حصة الأسد في حكومتهم , انها وبكل حماقة تسكب الماء على الرمال وعطشها ينتظر السباحة في سراب صحراء الشياطين انها كمن يحرث الماء , او يبلط الصحراء , في زمن توقفت فيه ساعة مسعود البرزاني وحزب عشيرته تماماً .

اشارة متواضعة , الى بعض اطراف التحالف الوطني (الشيعي), سليلي العوائل المبجلة بشكل خاص , انهم لا يقدرون حجم الأضرار الفادحة التي ستلحقها ضبابية وعبثية ردود افعالهم الشخصية بمستقبل الناس والوطن , انهم وبحكم تربيتهم العائلة وسؤ فهمهم للعقائد التي يؤمنون , لا يفقهون معنى الوطنية العراقية والتزامات الأنتماء والولاء , انها سطحية الجذور داخل المجتمع العراقي , تنقصهم رغبة تحمل المسؤولية تجاه الملايين وناخبيهم من بينها , انهم اشكالية مكلفة سترافق المستقبل العراقي, يجهلون ان هناك مراجع تحترم الشعب والوطن وتستجيب الى ارادة الرأي العام العراقي, ستسحب البساط من تحتهم ولو آجلاً .

زمن كان فيه العملاء يخجلون من عورة خياناتهم , اليوم هناك من يتبجح بالعمالة , بعضهم يتشرف انه عميلاً للخارجية الأمريكية واخر للبنتاكون او لمخابرات المركزية وبعضهم يتباها , انه (طماطة) تتركب مع طبخية الجميع , خونة الـ (نجيفي) ومتحدوه ,  اوحال تعلقت في ثوب الوطنية العراقية , علاوي يرقص على طبل بعثي مثقوب , وبوقاحة غير مسبوقة , يحاول بعضهم الترشيح لرئاسة الجمهورية او لرئاسة الوزراء او نواباً للرئأستين , واغلبهم لا تتجاوز قيمتهم الأنتخابية لأكثر من نصف مقعد  .

لقد تراكمت تلال التجاوزات على الشعب العراقي , كما تراكم معها الغضب الشعبي, ونضجت اسباب لحظة الأنفجار ولم تسأذنهم ساعة صفره , واوان الحثالات قد فات, انها الديمقراطية ستنتصر والحق العراقي سينتصر , وسيكون احتكاك المواجهات بين الديمقراطية والمؤامرة من داخل مجلس النواب الذي صمم ميداناً لحرائق المصير , سيكون حاسماً ولا توجد من خارج اللهب ثمة حلولاً مؤجلة, الديمقراطية التي اجتازت مرحلتها , كتلة برلمانية بمواصفات دستورية وحدها صاحبة الحق في تشكيل الحكومة القادمة مع اشراك القوى التي لم تتلوث تواريخها وسمعتها بقذارات الخيانة والخذلان , هنا يمكن الحديث صراحة عن حكومة اجماع وطني مؤطر بأحضان الرأي العام العراقي, احشاء المنطقة الخضراء ليس الا روائح افرازات كريهة لا مكان لها داخل فضاءات الديمقراطية .

 

06 / 08 / 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.