اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دولة القانون والخطوات القادمة// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

دولة القانون والخطوات القادمة

حسن حاتم المذكور

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

الدولار اصبح شيعياً ـــ وابن الجنوب دينار عراقي معنقد بالأصفار

العمل السياسي لا يعتمد الحظ كلعبة اليانصيب , انه تداخل عناصر برنامجية فكرية تنظيمية , ومنظومة مباديء وقيم واخلاق تؤسس لوعي مجتمعي , ترافقها عملية تحولات وتراكم تجارب قد تستغرق وقت وتتطلب صبر واعادة تقييم , انها فن الذكاء  .

العملية السياسية العراقية, تتميز بخصوصية استثنائية, كونها فرضت على الواقع العراقي من خارجه وضمن مشروع غير وطني , ولدت محاصرة بأطماع دولية واقليمية واختراق ارادات شرسة , ورصيد جاهز من سفلة محليين , لكن رغم كل ذلك , لا يمكن ان يكون الأمر مبرر للهزيمة والأستسلام , فللرأي العام العراقي دوره المؤثر في تغيير المعادلات الى كفة المصالح الوطنية , الأمر يتطلب حالة وعي لمشروع عراقي واضح , يتبلور عنه حراك نشيط لتيار وطني ديمقراطي حداثي , طليعته غير ملطخة التواريخ والسمعة بأوحال نهج المساومات وتحالفات لا تخلوا من روائح التبعية والخيانات .

ائتلاف دولة القانون , كان مفروضاً ان يكتسب عبر الثمانية اعوام الأخيرة بعض الخواص الفكرية والسياسية والتنظيمية للتيار الوطني , يأخذ من مشروع ثورة 14 / تموز / 1958 روحه ليضيف اليه ما هو نافع من خصائص الواقع الراهن , الآن يتوجب على الأئتلاف ان يتجاوز اثار الأنتكاسة الراهنة رغم خطورتها , ليجعل منها مكسباً على المديات اللاحقة , فتلك العناصر الرثة التي تجاوزت على الدستور وانقلبت على الديمقراطية وتنكرت للعرف الأنتخابي واستهترت بالأستحقاقات الدستورية للأغلبية البرلمانية , قد ابتلعت الطعم والصنارة معاً (الشص), وستبقى معلقة في خيط الغباء والخذلان , حصادها الأنتكاسة الأخلاقية والقيمية والأجتماعية , وستبقى عفن في الذاكرة العراقية .

حسناً فعل السيد نوري المالكي , عندما انحنى تفادياً لمزيد من الأضرار التي سيلحقها اعصار المؤامرة الدولية الأقليمية المحلية بمصالح العراق والعراقيين , انه لم يخسر على المدى البعيد , بقدر ما انهارت القيم الديمقراطية للغرب المتأمرك , وسقطت حيادية هيئة الأمم المتحدة , وتعرت قوى الخذلان والتبعية في الداخل , المرجعية الدينية التي صمتت عقود التسلط البعثي وكانت شاهداً على تدمير اضرحة ومقدسات عراقيي الجنوب والوسط , نطقت جرحاً مهادناً سينزف حقوقهم وكرامتهم وحريتهم ومستقبل اجيالهم , لا يهمها من المذهب الا الخمس الذي تدفعه الطبقة النفطية , فاصبح الدولار شيعياً وابن الجنوب دينار عراقي مؤثثاً بالأصفار  .

ائتلاف دولة القانون والخطوات القادمة :

1 ـــ حالة الخذلان التي تعرض لها السيد نوري المالكي كرئيس لكتلة دولة القانون من اقرب حلفاءه وكتلته وحزبه , جعلته ملزماً لأخذ الحيطة والحذر  بنظر الأعتبار , والقيام بعملية مراجعة هادئة لكوادر نقاط الضعف التي لازالت تؤثث بعض زوايا الأئتلاف والحزب .

2 ــــ  ليدرك الأئتلاف والمالكي بشكل خاص , على ان اكثر من 90 % من ناخبيه , هم قوى وطنية من خارج قاعدة حزب الدعوة , منحت ثقتها واصواتها لدولة القانون كمشروع وطني لحكومة الأغلبية البرلمانية, تلك الحقيقة تدعو المخلصين من داخل الأئتلاف ورئيسه الى الأنفتاح على القوى الوطنية العراقية من خارجهم , والتي وقفت وطنياً ولا تزال الى جانب دولة القانون والسيد المالكي , انها قوى (تيار شعبي) لا تعرف الخذلان والمساومة ومن الخطأ التعامل معها واجهة سياسية  .

3 ـــ  اغلب الأحزاب الشيعية غير متماسكة فكرياً وتنظيمياً من داخلها , انانية سهلة التفكك, بيئة للصراعات والخذلان  كما هو حاصل الآن , نحن على ثقة ان اغلب كوادر دولة القانون , منفتحة على فضاء الوطنية العراقية , مؤهلة للتفاعل والأندماج مع الحراك المجتمعي ومتغيرات الواقع العراقي , عليها الآن ان تفكر جدياً لمغادرة  قعر التاريخ (التحالف الوطني) لتلعب دورها من داخل الحراك الشعبي ومنظمات المجتمع المدني  .

4  ـــ الآن تتوفر لدى ائتلاف دولة القانون والسيد نوري المالكي بشكل خاص , فرصة استيعاب ردود الأفعال الوطنية التي تجتاح الشارع العراقي وتتسع صمتاً مدافعًاً عن الديمقراطية, والعمل الجاد على احتوائها والتفاعل معها ايجاباً, الفرص الجيدة لا تتكرر بالصيغ ذاتها , والذي تفلت منه واحدة سوف لن يصطاد الآخرى , انها حالة وعي ينبغي التجاوب معها بوعي مماثل .

5  ـــ على ائتلاف دولة القانون , ان يكون بكامل الجاهزية للمواجهات القادمة , داعشي الأنقلاب على الدستور والديمقراطية سيواجهون مأزقهم عاجلاً, وطريقهم ملغم بالهفوات والعثرات والسقطات ونهاية مغلقة , فمن ابتدأ خطأ سيحصد الأخطاء, ومن سار على طريق اعوج سوف لن يصل الى نتيجة مشرفة , والذين خذلوا الوطن وخانوا الشعب سيتآكلون , ويجب هنا التوحد حول مهمات تغيير المعادلة من داخل العملية السياسة التي تشكلت من كيانات متناثرة كلصوص جمعهم مخطط السرقة وستفرقهم الغنائم .

آخر ما نريد قوله لأئتلاف دولة القانون والسيد المالكي شخصياً , الملايين التي منحتكم ثقتها واصواتها , اغلبها قوى وطنية واصحاب مشروع عراقي , تملك عقولها وتمارس وعيها وتحترم حريتها وكرامتها ونهجها الديمقراطي, ما تحتاجه الآن , مجتمع وطني , بوعي وطني وايمان وطني وارادة وطنية , وطليعة عابرة للطائفية وكل اشكال العبودية , وهنا يجب وبالضرورة روحنة وانسنة علاقة المواطن مع المراجع الدينية من داخل جغرافيتها .

 

17 / 08 / 2014

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.