اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

شيعة علي وشيعة الدولار ...// حسن حاتم المذكور

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

شيعة علي وشيعة الدولار ...

حسن حاتم المذكور

 

عراقيو الجنوب والوسط, تجمعهم علاقة روحية مع الأمام علي (ع), علاقة  غنية بالصدق والحب ونبل العواطف, لا يعنيهم ابعد من ذلك سوى الوطنية العراقية, الأرض (الوطن) كانت الأم التي تغذي مراضعها الجميع, كانوا في حضنها الواسع يهودها ومسيحييها وصابئتها المندائيين كما هم سنتها وشيعتها, في شمالها الكرد والتركمان والأيزيديين والشبك, اخوة مشتركون في خيراتها وفرحها و واجب الدفاع عنها, يمارسون حياتهم قطعة من حضارات عمرها الاف السنين, في بغداد ومراكز مدن الأشقاء, سمعوا انهم شروگية ومعدان وهنود واشياء اخرى, لم يستسخفوا تلك البذاءات , كانوا منشغلين كعادتهم بنقل مصادر المعرفة والأداب والفنون والفرح, تنشد اصواتهم الشجية النص الجنوبي المؤلف والملحن والمعزوف والمغنى نزيف حزن يطرب عليه (الأشقاء).

 

كان الآخر يشيد حواجز الطائفية والتعنصر القومي, ينابزهم "شروگية ومعدان لا يستعملون الشوكة والسكين" لم تثيرهم تلك الجهالة الرثة, ما يثير استغرابهم روائح الكراهية والأحقاد المجانية, وما يبرر اعتزازهم, هناك مكونات عريقة انسكبت فيهم حباً وامناً كما انسكبوا فيها, تجمع البعض الى قلوب البعض علاقات عفوية تتغذى من وحي الشراكة في العافية والفرح والمسرات والأمان ونسيج الفلكلور الشعبي, بينما الأشقاء!!! لا يسمحوا لهم الأقتراب من وليمة اقتطعت من جوعهم  .

 

علمت ان اهلي اختاروا ان يكونوا شيعة لأمير المؤمنين علي (ع), ايماناً بمبادئه التي لم تكن غريبة عن طبيعة شخصيتهم وعراقة معتقداتهم, عرفوا عنه فلاحاً امتزج عرق جبينه مع الأرض كما هم, مع انه خليفة الأسلام, وتحت تصرفه بيت المال, وقد عاش وعائلته الكفاف كما هم, وانه الذي قال "لو كان  الفقر رجلاً لقتلته" كما هو القائل "الناس اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق" (في الوطن) وقال "لا تعلموا اولادكم على اخلاقكم فهم خلقوا لزمان غير زمانكم" امام لا فرق عنده بين انسان وآخر مهما كان دينه وقوميته وميوله ومعتقده, يمقت الجهل والتخلف والخذلان واللصوص وقطاع الطرق, هكذا عرفوه وامنوا به فأصبحوا شيعته, منه تعلموا التسامح والأخوة وحب العدالة والمساواة والعيش الأختياري الآمن مع الآخر.

 

شيعـة العملة الصعبة: هم الخلل التاريخي والشلل الحضاري والعوق الوطني الأنساني, يملكون كل اسباب الجهل والتجهيل ومواهب الخداع والتضليل وسحر الدسيسة, يحرثون فقر الناس وبساطتهم وطيبتهم وثقتهم, ليحصدوا معاناتهم منافع ذاتية فئوية حزبية مليشياتية ومراجعية, انها لعبة استغفال التاريخ وتقية خذلان الناس والوطن في مراحل الأنتكاسات, ثم العبور على ظهور الأبرياء في مراحل الأنفراجات والأمل, او التدخل سلباً في شؤون ومصائر المخدوعين بهم, اغتصاب روح المبادرات الوطنية وهتك الحريات والكرامات المجتمعية, انهم خبراء في قولبة القيم السماوية وتحجيم مفعولها الأنساني, ليجعلوا من الآخرة ممحاة لأزالة مفاسد دنياهم وكأنها مزاد للمساومات كما هم عليه من داخل المنطقة الخضراء.

 

شيعة الدولار, لا يفرقون بين قم الأيرانية والنجف العراقية, بين الخصوصيات الفرعية للطوائف والأعراق وبين الهوية الوطنية الموحدة لجميع مكونات الأمة, بين مرجع باكستاني الهوية والأنتماء واخر عراقي الهوية والأنتماء, غربة جذورهم عن العراق, جعلتهم لا يشعرون بعطره الوطني, وللخيانات عندهم نكهة الشطارة, الأقليم الكردي, كارثة موقوتة الأنفجار في خاصرة الوطن, حالات الأذلال والأستحقار لصبيان العنصرية الكردية وهم يتبولون على جبين الوطن, اكتسبت جنون تكريد استيطاني لم تبلغ نقطة سفالته حتى شوفينية التعريب البعثي, طائفيون استهلكوا عافية الوطن واتفقوا على ترخيص اجزاءه حتى لا يفقدوا مراكزهم ومكاسبهم كعلاسين اذلاء, لا يشعرون ان للخذلان رائحة كريهة, انهم القطط التي تفترس صغارها ومزادات لبيع العراق "على السكين".

 

عجبي ان اغلبهم يدّعون التخرج من الحوزة العلمية في قم او النجف,  هل تعلموا شيء غير الذي هم عليه من فساد وتزوير للذات, هل قرأوا شيئاً عن امير المؤمنين علي, علمه تقواه وشجاعته الروحية, هل فُسر لهم المعنى التاريخي والمثال الكوني لأستشهاد الأمام الحسين بن علي (ع) , هل هناك دروس في الأيثار والنزاهة والصدق والشفافية وحد مقبول من الأخلاق اومخافة الله على الأقل, بودي ان اطلع على المواد التي حصلوا عليها شهادات التخرج بأستثناء عبادة المال والسلطة والجاه والجسد الأنثوي, ثم معاتبة الأستاذ الذي خرجهم قراد يتطفل على هتك الدولة وافقار وتجهيل المجتمع, انهم رجال الصفقات المشبوهة والأتفاقات الخيانية, لا يستحقون الا الأغتسال منهم  .

 

شيعة علي  ليس كما هم شيعة الدولار وسنة الدولار وكرد كل العملات, انهم مواطنون عراقيون في الأنتماء والولاء, مجبولون على اصالة تاريخهم وعراقة حضاراتهم وقيم ومباديء وتقاليد اجدادهم, يحترمون الأرض والأنسان والمرأة والطفولة, في شرايينهم تجري دماء الولاء والحرية والكرامة والسيادة والرفض, لقد وصلوا الآن نهاية صبرهم والحيف احنى ظهورهم ونداء الحاضر والمستقبل يستغيث بهم, انهم الآن مستعمرة كردية, وما ابشع الأذلال حين يرتكبه الأذلاء, وما افضع ان تُفتح مجاري الأستحقار والعبودية فتختلط مستنقعات الطائفيين والشوفينيين على اشكالها, ليسترخي الكل بين افخاذ الكل, ويصبح الأعلى واطيء والتيار راكد وسرير العروبيين دبق وشوفينية الصبيان تلطع فضلاتها, انه الباطل على ظهر الحق , اتفاقية النفط الأخيرة نصف السرية, بين الخيانة والخيانة واللصوص مع اللصوص, عقدتها حكومة الحجاج وهي راكعة, فضيحة لا يمكنها ان تمر إلا على أطلال شعوب ميتة, والعراقيون كما هم دائماً , يولدون وينهضون من داخلهم.

 

11 / 12 / 2014

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.