اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• دار السيد ليست (مامونـه ...)

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

       دار السيد ليست (مامونـه ...)

24/01/2011

 

السياسي ـــ مهما كانت عقيدته ومبادئه وبرامجه ’ عندما يلعب دور الطاغية او يتقمص شخصيته ’ يصاب بفقر البصيرة ولايرى من الواقع ابعد من ظلـه ’ ولن يستيقظ من غفوة غروره حتى يجد نفسه في حفرة نهايته حيث الندم متاعه الأخير .

الطغات كبيرهم وصغيرهم ينتفخوا وهماً ’ علـى ان مصيرهم ومصير سلطتهم وثرواتهم وامتيازاتهم اصبحت في مأمن ’ وان ( دار السيد مامونـه .. ) ولن يدركوا ان الواقع من حولهم يتحرك بأتجاه نهايتهم .

امريكا كطليعة للمصالح الغربية ’ ادركت ان هناك عائقين في طريق مشاريعها وخاصة في العالمين الأسلامي والعربي ’ هما القوميـة والدين ’ لما لهذين القضيتين من جذور تاريخية وروابط روحية متأصلة في وجدان وثقافـة المجتمعات وعاداتهم وتقاليدهم ’ امريكا ومعها الغرب وهما اصحاب الخبرة والتجربة والمبادرة والنفس الطويل ’ ابتدأت في عزل وتفتيت التيارات والأفكار القوميـة عبر وضع رموزها على رأس السلطة والثروات ’ حيث كانت نهاية شمولية ودكتاتورية جمال عبد الناصر وحتى حفرة العار لصدام حسين نموذجاً ’ ولم تترك من الفكر القومي وتياراته وانظمته الا مجاميع مأزومـة منتكسة تحت مسميات ( الناصريين وحركة القوميين والأشتراكيين العرب وحزب العودة البعثي ) وبعض الأنظمـة المتهرئة التي ينتظرها مصير النظام التونسي اخيراً ’ حيث كانت السلطة والثروات والجهل ’ هي المصيدة التي وقع فيها الفكر القومي بجميع تياراته وافرغتـه من ضرورته سلطة وفكر وعقائد وممارسات وسلوكيات .

بعد ان اصبح الفكر القومي على ابواب نهايته ’ توجهت الدوائر الأمريكية والغربية الى تصفية حساباتها مع تيارات وقوى الأسلام السياسي’ وبذات مصيدة السلطة والجاه والثروات والأختراقات المعقدة مزقته الى سلطات شمولية وتيارات ظلامية ومليشيات دموية ومجاميع ارهابيـة وبيئآت مثالية للفساد والأختلاس وعورات اجتماعية واخلاقية لاحصر لها .

لتقريب وجهة نظرنا الى القاريء الكريم ’ نختار العراق نموذجاً .

بعد سقوط النظام الملكي وانتصار ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية ’ كان مقدراً للعراق ان يقود شعوب المنطقة نحو التحرر والديموقراطية والسلم والأزدهار ’ وهذا المستقبل لاينسجم مع المخططات القريبة والبعيدة لأطماع ومصالح امريكا والغرب ولا حتى مع مصائر الأنظمـة القومية والطائفيـة في المنطقـة ’ فكان حلف التأمر والدسائس والعمالة والخيانة الذي اسقط ثورة 14 / تموز في انقلاب 08 / شباط 1963 الدموي وتصفية قادتها وزعيماً وطنياً سوف لن يتكرر مثلـه في تاريخ العراق والمنطقة على المدى المنظور ــ انه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ــ .

بعد ان استهلك النظام العروبي البعثي وظيفته عبر بشاعات مدعومة من قبل امريكا وحلفائها على امتداد اكثر من اربعـة عقود من الأرهاب والحروب والحصارات والدمار الشامل للوطن والأنسان والقيم ’ جعلت من العراقيين مرغمين ان يتقبلوا الأحتلال بكل عيوبــه وقباحاته بديلاً عن ابشع نظام دموي واقذر رمزاً قومياً طائفياً فكان 09 / 04 / 2003 نهاية مرحلـة التسلط القومي وبداية مرحلة تسلط الأسلام السياسي ’ المرحلة الأخيرة لتصفية الحسابات مع فكر وسلطة التيارات القوميـة والأسلاميـة معاً وكلاهما لاعلاقة لهما بالقومية والدين , ففي حساب الدوائر الأمريكية والغربية ’ اذا كان الفكر القومي وسلطته استغرقتـه اربعـة عقود ’ فسلطة الأسلام السياسي سوف لن تصمد لأكثر من عقدين’ استهلكت عقدها الأول باخفاقات مرعبة ’ وسوف لن تستمر حتى نهاية عقدها الثاني فهي الآن مسرعـة نحو نهاية مرحلتهـا .

كان مجلس الحكم الموقت ونظام التحاصص والتوافقات ثم المصالحات والمشاركات خارطة طريق المصالح الأمريكية الغربيـة نحو عراق تصبح فيه جميع طاقاته البشرية والحضارية والتاريخية والجغرافيـة في قبضتها ’ ثم تصبح مصالح اصحاب الوطن الحقيقيين ـــ الشعب العراقي ـــ ونخبـه وحسب فصال نموذجها مندمجة مع مصالحها من دون اختراقات وتدخلات اقليمية ومن دون الحاجة الى وكلاء وعملاء ودلالين ( ودوخة راس) كما هو حاصل في اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا ’ امريكا تدرك يقيناً ’ ان مشتركات احزاب الأسلام السياسي مع بقايا النظام العروبي هي اكثر من مشتركاتها مع قوى وتيارات المشروع الوطني العراقي’ لهذا اصبحت المصالحة والمشاركة مـع فلول النظام البعثي اقصر الطرق لتفريغ واسقاط سلطة الأسلام السياسي .

ان امريكا والغرب وانظمـة الجوار ’ وبأختراقاتها غير العادية ’ تدفع الآن بأحزاب الأسلام السياسي الى ارتكاب اخطاء فادحة بحق الأغلبية التي منحتها ثقتها واصواتها لثلاثة دورات انتخابيـة ’ وكذلك بحق الشعب العراقي ’ واساءت لنفسها وجعلت مستقبلـها السياسي والأجتماعي وكذلك الأخلاقي يتعرض الآن الى هزات جدية وانتكاسات وعزلة تتسع مساحتها في الشارع العراقي ’ وان اغلب رموزها دمرها الغرور والثقة غير المبررة بالنفس الى جانب انفلات شهوة التسلط والأثراء غير المشروع ’ ان الأمر بمجمله سيدفع بقاعدتها الشعبية الواسعة ’ الى قبول الأحتلال بديلاً عن هكذا سلطـة جعلت من نفسها سبباً لتصفية المكتسبات الديموقراطية والتجاوز على الدستور واستباحة حريات المواطنيين وهدر كرامتهم اضافـة الى هوية الفساد والأختلاس وتفشي المحسوبية والمنسوبية والرشوة ’ ثم التصالحات مع المليشيات والمشاركات مع بقايا مجرمي البعث الى جانب تردي الخدمات والأنهيارات الأمنية .

تعتقد احزاب الأسلام السياسي ’ ان ما تملكه من مليشيات مسلحة واجهزة مختلفة تكفي ان تجعلها في مأمن من شر الأقدار وان السلطة سوف لن تفلت من يدها ’ ان صدام حسين ونظامه البعثي كان يمتلك الأكثر من الزيتوني وفي لحظات انفلات التوازن ’ نزع اغلبهم ما عليهم من ملابس وعقائد زيتونية ’ ولم يحصل صدام حسين على عموم العراق بيتاً واحداً يأويه ’ فأنتهى الى حفرة مهينـة ’ وبذات الحالة والمصير ستخلع المليشيات والأجهزة والوعاظ من خلفهم جميع اشيائها ’ فهناك اكثر من 80 % من القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنيـة هم من احفاد وابناء ضحايا المقابر الجماعية وهم الآن مشروع موتاً يومياً لحكومة المصالحة والمشاركـة يعيشون معاناة اهلهم في انعدام الخدمات والفقر والبطالة ومجازر متواصلة ذات خلفيات مثيرة للشكوك ’ وفي اللحظات الحاسمة سينحازون الى شعبهم المغدور ويسحقون كل من يحاول الحاق الأذى باهلهم’ سواء كانت زمر مليشياتية او منظمات بعثية ارهابية او اختراقات وتدخلات جواريـة .

ان احزاب الأسلام السياسي وكذلك الأحزاب القومية التي شكلت ائتلافاتها الحكومة الراهنة ’ تعيش الآن مأزقاً وعزلة حقيقية ’ وان الهوة بينها وبين القاعدة الشعبية التي انحازت ليها طائفياً وعرقياً وصوتت لها ’ ادركت الحقيقة ’ ولم تعد كما كانت بضائع تحت الطلب في اسواق الأتجار بالكراهية والفتن المصنعة دولياً واقليمياً ومحلياً ’ ان مهازل الثمانية اشهر التي سبقت تشكيل الحكومة والفضائح العلنية والسرية التي رافقت تشكيلها حكومة تراضي مترهلـة وزرائها اكثر عدداً من فضائياتها ولايوجد بينها وزارة يتنفس وزيرها برئـة المشروع الوطني العراقي ومصالح ومستقبل الناس ’ انها ستكون اسوأ نموذجاً لما سبقها .

ان المحافظات العراقية ومنها محافظات الجنوب والوسط بشكل خاص ’ وبعد ان نفذ صبرها وتجاوزت حمى يأسها وخيبـة املها ما يطاق ’ فهي الآن حبلى بأحداث وتغييرات هائلة ستصرخ مـن محطة المآساة مدفوعة بيقضـة الوعي ونضـج الحراك داخل المجتمع ’ وحتى الأدوار التمويهية البائسة لممثلي السيرك على شاشـات الفضائيات وخزعبلات المقاومات الشريفة وشخبطات افتعال معادات الأحتلال فهي الأخرى لايمكن لها ان تكون مصنعـة خارج ورشات ذات الأحتلال .

ان ثمانية سنوات عجاف وتجارب مريرة واثمان باهظـة ’ حررت الملايين من عقدة الخوف من الآخر ’ وترسخت قناعاتها ’ بان العراق وطن الجميع وليس بضاعـة مرخصـة يسمسر عليها الوكلاء او كعكـة يتقاسم فضلاتها الدلالون ’ وان طريق الأخوة والتسامح وتشابك المصالح والمشتركات ’ وحدها ستجمعهم وتوحدهم وتمكنهم من استرجاع وطنهم الذي سرقته ومزقته وافترسته مجاميع المنطقة الخضراء .

ليس في الأمر شماتـة او حسد لوضع نعرف نهايته ’ ولاتوجد رغبة في ان نرى اخوة الأمس يفتكون بتاريخهم ومواقفهم ومعتقداتهم بمثل تلك الوحشية المخيفة ’ كما لانريد لهم ان يغادروا مواقعهم داخل المشروع الوطني العراقي ’ لأن الثمن سيدفعه الجميع ’ وما نراه الآن على الواقع لايمكن انكاره ’ انه حقاً يثير الفزع والريبـة ’ جعل الملايين يستيقضون ليجدوا الذي في سلـة احلامهم كان بيضاً فاسداً لاوهام طائشـة .

واخيراً نقول للذين نأسف لسقوطهم في شباك الأحتلال ومصائد انظمة دول الجوار ودمرت بصيرتهم وافقدتهم رشدهم شهوة السلطـة والجاه والثروات واخذت بهم بعيداً على طريق التصالح والمشاركات وتقاسم الأسلاب غير الأمنـة ’ ان يستيقظوا ويتداركوا امرهـم ويتراجعوا الى حيث كانوا جزاً من اهلهم ’ فالواقع العراقي سيدق ابواب سلطتهم عاجلاً ’ ودار السيد لم تعـد مأمونة .

 

24 / 01 / 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.