كـتـاب ألموقع

• العراق في انتفاظة مصر الباسلة ... غيث الأنتفاضات اوله العراق

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسن حاتم المذكور

مقالات اخرى للكاتب

    العراق في انتفاظة مصر الباسلة ... غيث الأنتفاضات اوله العراق

02/02/2011

 

في مقالة سابقة ’ اشرت الى ان السياسي اذا ما تقمص دور الطاغية ’ يدمره الغرور واوهام العظمة ’ ثم يذهب به غبائه الى الأعتقاد ’ ان الوطن اصبح مزرعة موروثة للعائلة والمقربين وقطيع المنتفعين من القيادات الحزبية ’ والشعب رعية ينتظرون مكرمات وصدقات الرئيس الظرورة ’ ويتجاهل ان هناك اعصار يتشكل ويتجه بما لاتشتهي سفن النهاية ’ ثم يستيقظ متأخراً على بؤس نهايتة .

حاولت انظمة الجوار العراقي اقناع شعوبها ’ ان التغيير معصية ومغامرة ’ وجعلت من العراق وعبر مجازر دموية وخراب شامل كانت هي سببها مثالاً لها ’ لكن شعب العراق بصبره وتحمله وبسالته وانتزاعه الكثير من المكاسب على طريق التحرر والديموقراطية ’ اقنع شعوب المنطقة ’ بأن قطار مستقبلها ’ لايمكن لـه الا ان يسير على سكة التضحيات ووحدة الأرادة ورغبة التغيير ’ وان الأنظمـة الشمولية الوراثية ’ هي نتاج مراحل شاذة طارئة واصبحت الآن مستهلكة تماماً ’ تقف على جرف نهايتها تنتظر اللحظة التي تدفع بها شعوبها الى مكانها في مزابل تاريخ الرذائل .

العراقيون ورغم شراسة المشروع الطائفي العرقي لقوى الردة ’ فمن تحت واقع الفساد والدمار والفتن وصناعة الموت اليومي ’ يعيدون بنـاء واقعاً جديداً لعراق جديد ’ يؤثر ويتأثر بقوة ارادة التغيير لشعوب المنطقة والعالم .

ان الذي حدث في تونس ويتكرر الآن في مصر والذي سيحدث عاجلاً في اليمن وسوريا والجزائر وليبيا والأردن وكيانات الأسر الخليجية وغيرها ’ لم يكن صدفة او رغبة او ردة فعل طارئة ’ انـه منظومة تراكمات وحتمية تغييرات وضغوط وعي الوثبة الشعبية’ انه مجرى التاريخ الأنساني يصطدم في صخرة الجمود والتحجر لقوى الردة .

قد تنتكس بعض التجارب او تتعثر او تتراجع نسبياً ’ كما يحصل الآن في العراق ’ لكنها تبقى عملية صراع لبقاء الأصلح والأنسب بين المشروع الطائفي العرقي ممثلاً بقوى الردة ’ وبين المشروع الوطني العراقي ممثلاً بقوى التحرر والديموقراطية ’ عملية ولادة حياتية معقدة تتحكم في نتائجها النهائية حتمية الحراك الهائل من داخل المجتمع وديالكتيك التغيير والتجديد والتأثيرات المتفاعلة بين المجتمعات على الأصعدة الدولية والأقليمية ’ اضافة لذلك ’ فالأنظمة الشمولية الوراثية قومية عنصرية كانت ام طائفية ظلامية ’ اصبحت كالزائدة الدوديـة في الجسم الأنساني’ لاتنفع ابداً لكنها مؤذية ومصدر احتمالات مهلكـة ولم يبق امام المجتمعات ومنها العربيـة الأسلامية سوى استئصالها وتجنب تواصل كوارثها ’ وهذا ما يحدث الآن فعلاً وبمستويات واشكال وحالات مختلفة ’ وهنا على شعوب المنطقة والعالم ’ ان تتبادل الخبر والتجارب والدعم ’ فمصيرها ومستقبلها واحد ’ مثلما هو مصير ومستقبل الأنظمة الشموليـة واحد وينبغي ان تكون عملية التغيير نشيطة فاعلة سريعة ’ فواقع المجتمعات اصبح غير قادر على تحمل المزيد من المآساة والمظالم المجانية .

انتفاظة الشعب التونسي التي اطاحت برأس النظام الفاسد وانتفاظة الشعب المصري وكذلك الحراك الشعبي المتصاعد في دول الجوار ’ اعطتنا دروساً في غاية الأهمية ’ اننا لم نشاهد من بين المنتفظين من حمل صور رموز العارالقومي ’ كجمال عبد الناصر او صدام حسين مثلما شاهدناه في ردود الأفعال عند استقالة عبد الناصر بعد انتكاسة 67 ’ وبعد ادانة واعدام صدام حسين كمجرم مبتذل ’ انها كانت ردود افعال النظام العروبي ’ وتظاهرات غوغـائيي ومرتزقة واجهزة تلك الأنظمة ’ وان الذي حصل في العراق من دمار وخراب ’ كان من مسؤولية انظمة الجوار ’ وان الذي وصل الى العراق من مفخخين وانتحاريين واسلحة واموال ’ كان مصدراً من قبل الأتظمة ’ بغية اجهاض التجربة العراقية واعاقة اكمال مرحلة التحرر والديموقراطية ’ ليجعلوا منها حالـة عبثية دموية وخراب شامل على شعوب المنطقة تجنبها ولا تجعل منها مثالاً او بديلاً عن انظمتها الشمولية ’ لكن تظاهرات الأنتفاظات الشعبية الأخيرة كانت همومها وطنية واهدافها تدفع بأتجاه التغيير الجذري ’ انها صاحبة مشروع وطني تستعيد بـه حرية وكرامـة وخبز الملايين وقيمها الأنسانية ’ وهنا على الشعب العراقي ’ ان يميز بين شعوب المنطقة المبتلية بأنظمتها مثلما كان هو مبتلياً بالنظام البعثي ’ وبين غوغائيي ومرتزقة الأنظمة التي دعمت الأرهاب والقتلة والخونة من بقايا النظام البعثي مادياً ومعنوياً واعلامياً ’ فشعوب المنطقة عربيـة كانت ام ايرانيـة هم اصدقاء للشعب العراقي تجعهم معـه مشتركات التحرر والديموقراطية ومباديء العدل والمساواة بين الأفراد والمكونات التي تتشكل منها المجتمعات ’ وهنا يجب علينا ان نتجنب تعميم اللعنـة ونحسم مواقفنا التضامنية الى جانب شعوب المنطقة والعالم .

ولم لا ... ؟ والعراق هو اول غيث ما يحدث هناك من انتفاظات وتغييرات وجزء منها ...