اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القصةُ الصوريةُ// علي الجاف

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي الجاف

 

عرض صفحة الكاتب 

القصةُ الصوريةُ

التنموي الاستاذ علي الجاف

 

    يحدثني كثيراً عندما نلتقى معاً عن الابداعِ ، عند ينبوعِ الحياةِ ، مازلتُ صبياً لاطلعَ على تفاصيلٍ جديدةٍ وعصريةٍ في حياتي.  كوني طالباً ، في مقتبلِ حياتيِ التربويةِ الأولى.  لم أعهدُ هكذا أقاويلٍ وحكمٍ عند الامكنةِ العامةِ علناً!

 

     أعتدتُ - منذُ صباي أسرياً - على مجالسةِ الفضلاءُ والعقلاءُ من عامة القوم دوماً، وأستلهمُ العبرَ منهم ، والخبرةَ المنقولةَ عنهم، وأحاولُ جاهداً تطبيقها في مشواريَ اليوميَ مستنيراً ومستعيناً في ذاكرتيِ النشطةِ ، كونيِ تلميذاً مميزاً في الدراسةِ!

 

    هناك، في مكانٍ بعيدٍ وجميلٍ، أجدُ ظالتي : هي نفسِ وحيداً ، أتابعُ الناس وهم ينشغلونَ في التبضعِ والتسوقِ والحديثِ ؛ ولكني بعيداً أسيراً في حيرتيِ.  أسمي "علي" ، كُنيتيِ هي وطني ، بل هو هويتيِ التي أعتزُ بها دوماً ، لنعود ثانياً ، وهو يطالعُ المكانَ خلسةً وشوقً وخوفً ؛ ولكنَ الجميلَ في المكانِ هو: "الأملُ" ! حيث الخضار واسعاً يبسطُ ذراعيهِ طويلاً ، والماءُ بهديرهِ ولونهِ البديعُ معلناً : الأمل هو حصتيِ ، والحركةُ هي مصدريِ... آه ...، كم أشتاقُ أيامَ مكتبتيِ ، هي مصدرُ ألهاميِ وتفوقيِ، نداءُ من بعيدٍ يطرق مسامعيِ ، من يكونُ ذلكَ الصبيُ الحزينُ في وسطِ الركامِ يجالسُ الكبار ، وهو فتى ... ليعودَ عن أحلامهِ ، ويحاولُ مراراً التواصل معهم ، "من هم؟ يا ربّ  أعني ، عبدكَ وحيداً ، ألتمسُ عطفكَ ولطفكَ ، ساعدنيِ مكنيِ ، لأقواى على الاوهامِ المزيفةِ شاهراً سيفيِ : أنها لحظةُ التسامي ، لستُ أقوى على النزالِ صبياً ... بعباراتٍ مألوفةٍ لجيليِ ، يبدو الحديثُ معهم عقيماً ومتطفلاً .  لنجربَ ثانياً في جملاً منمقمةً وغريبةِ الاطوارِ ، ... كم هي الحياةُ صَعبةٌ : الشوقُ أرحمُ من الكتبِ ... ليتني أعودُ لايامٍ خلت!

 

     يا لها من لوحةٍ فنيةٍ رائعةٍ ، الريامُ "شوق" ثبتَ أسمهُ عليها بخطهِ ، تتوسط المكانَ لتضيفَ لهُ رونقاً وجمالاً ، ويتلهفُ المارة والزائرينَ لأخذِ لقطةٍ عفويةٍ بقربهِ ، لا بل يتمتعونَ في تفاصيلَ كثيرةٍ عن الرسمِ والفنِ والاريادةِ : أنهُ الابداعَ نصيبُ والجمالَ واضحاً ، "كم أنتَ مميزُ ومثابرُ ؟" يستدركُ قواهُ العقليةِ ثانياً، وبصوتِ الجرسِ  معلناً أنتهاءِ الحصةُ الأولى ، شاهراً عن ذراعيهِ ، معلناً الانتفاضةِ على نفسهِ. علي! أنتَ في مقتبلِ حياتكَ الحقيقيةِ ؛ كن مميزاً في الريمِ كما أطلعت - الاجيالِ - على أعمالِ "بيكاسو" و "محمد غني" ، وأخرون ...، لا...، لا تهويني الفكرةُ حافزاً ، ولا يعنيني الرسمُ شوقاً .  إذن ، "ماذا؟" سؤالاً بسيطاً ، هي القصةُ القصيرةُ : النوع المهمُ  منها هو: نصُ نثريُ أدبيُ فيهِ حبكةٍ مشوقةٍ عن صراعٍ ، لغتها البساطةِ والمتعةِ ، واختصارُها يبدء تاريخهُ في القرنِ السادسِ عشر كعنوانٍ ، لهُ لونهُ الفريدِ وذوقهُ الممتعِ...

"هل هذا شائعاً في وقتنا ؟" : يسأل "علي" نفسهُ، ويأتي الجواب مسرعاً : ربما أننا إدركنا مجالهُ في بداية القرنِ التاسعِ عشرَ وصفاً لاشخاصٍ في رحلةٍ ، ويأتيهِ المعلمُ مسرعاً من بعيدِ قائلاً : "علي" كيفَ  نعرفُ القصةَ القصيرةَ الصوريةَ التي ظهرت في بدايةِ القرنَ التاسعَ عشر؟"

 

     ينتابهُ الخوفَ والاربكاكَ والحيرةَ بوضوحٍ معلناً عبر قطراتِ التعرقِ التي ملات جبهتهُ ، وانكماشِ الجسدِ على المقعدِ ، وتذهبُ نظراتهِ صوب زميلة الدراسةِ "هوس" ، فتحرك بِرأسها صوبَ الأرضِ ، معلنةً الرفضَ والتخليَ عنهُ وقتَ الشدةِ ، يا لها من زميلٍ غريبٍ ، وإذا بهِ يعودَ بنظراتهِ الحائرةِ صوب الاستاذ "شوق" موضحاً:

   "التركيزُ على اللحظةِ الآنيةِ ، هي من مميزاتِ تلكَ القصصِ ، والنشرُ في المجلاتِ والصحفِ بات سائداً في عصرنا، جاعلةً الجميع - القارئ والجمهور - يتخيلونَ الاحداثَ بإنفسهم ، والاختصارُ هو ميزةٌ شائعةٌ أيضاً ... "شيكوف" : هو رائداً فيها .."

     "من هو "شيكوف"؟ : يستعلمُ المدرب همساً .

    يردُ الجوابَ من التلميذِ "علي" قائلاً : الكاتبُ القاصُ ، روسي الهوية ، ...

    ويتركهُ الاستاذ ليعيد أنفاسهُ فرحٍ ومسرورٍ ؛ ولكن نظراتهُ يشوبها الغضبُ والعتبُ على زميلِ الدراسةِ لما بدرَ منهُ علناً ...

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.