اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجواهــري في سنوات السبعين, مابين السيـرة والذكريــات (2/2)// رواء الجصاني

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

رواء الجصاني

 

عرض صفحة الكاتب 

الجواهــري في سنوات السبعين

(1970-1979)

مابين السيـرة والذكريــات (2/2)

رواء الجصاني

 

في مؤلف اسماه (ذكرياتي) وصدر في دمشق الشام بجزأين، عامي 1989 و1990 ، وثــق محمد مهدي الجواهري المعروف، والمعرف، بشاعر العرب الاكبر (1899-1997) مواجيز ومحطات عن بعض سيرة حياته المديدة: الشعرية والسياسية والاجتماعية والانسانية، من الولادة وحتى عام 1969 وعلى اساس ان يصدر لاحقا جزء ثالث ليغطى السنوات اللاحقة.. ولكنذلك لم يحدثوحتى رحيله في دمشق بتاريخ 1997.7.27. بل ولم يعمل – الجواهري- بذلك الاتجاه اصلا، لاسباب ودوافع يطول ويعرض التكهن والتوثيق بشأنها.

  ولأن الحال هكذا، شئنا في هذا التوثيق والبحث ان نساهم في المسعى على طريق تارخة الفترة من 1969 حين توقف الجواهري عن سرد ذكرياته ذات الجزأين المشار لهما اعلاه، وحتى تاريخ الرحيل في تموز / يوليو 1997 وبخلاصات ومحطات موجزة كما نظن، اذ ثمة في تلك الفترة المعنية، اي ما يقارب ثلاثة عقود، الكثير الكثير الذي يتطلب  التوقف عنده وخاصة انها – اي العقود الثلاثة- شهدت احداثا ووقائع، بل وعواصف، عراقية وعربية ودولية،عاشها الجواهرى، وعايشها عن قرب، بل وفي صميم الصميم، ولا نبالغ. وسواء كان ذلك بالموقف او الشعر او الرؤى، ما طفح منها، وما خفي وربما كان أعظــم..

----------------------

 وفي التالي القسم الثاني والاخير :

7/ جائزة اللوتس.. وقصيدة !

  من قصائد الجواهري السبعينية المتميزة دالية " أرحْ عن صدركَ الزبدا" التي القى قسما منها بمدينة النجف العراقية، عام 1975 في حفل مهيب اقامته له هناك الرابطة الادبية، بمناسبة منحه جائزة(لوتس) من اتحاد كتاب اسيا- افريقيا، ومقره القاهرة آنذاك (*). وقد كان حضور الاحتفاء بالشاعر لافتاً، لم تشهد له مثيلا، لسنوات وسنوات،بحسب مشاركين  ومتابعين.. وفي فترة لاحقة، اضاف الشاعر  لقصيدته أبيات أخريات ، ليتجاوز العدد مئة بيت وبيت، وتكتمل فتنشرها مجلة "الديار" اللبنانية في آذار/مارس 1976  وقدمت لها: " في هذه القصيدة نرى الشاعر ينتقد عصره المليء بالزيف والخداع، وهو يسمو متعالياً بكبرياء الشاعر. ناهيك عن كبرياء محمد مهدي الجواهري. انها ضرب من الطموح الى تجاوز النفس والآخرين، في محاولة اختراق للمستحيل..".

   ولعل أول ما تجدر الاشارة اليه ان الجواهري القى القصيدة المعنية في مدينته – النجف، التي يزورها لأول مرة بعد أزيد من اربعةعشر عاماً، على الاقل. فقد رحل الى المغترب البراغي منذ العام 1961 ولم يعد الى بلاده حتى اواخر العام 1968. وكما يظهر من من ابيات القصيدة ، فأن كل الحوار والمخاطبة فيها كان مع الذات، وهي طريقة طالما لجأ اليها الجواهري في قصائد عديدة، ليوصل الفكرة وبـيت القصيد، بل لنقل ابياته.. وجاء المطلع:

أزحْ عن صدرك الزبدا ، ودعه يبث ما وَجدا ...

ولا تكبت فمن حقب ذممتَ الصبر والجلدا

أأنت تخاف من أحدٍ، أأنت مصانعٌ أحدا؟!

أتخشى الناس، أشجعهم يخافك مغضباً حردا

ولا يعلوك خيرهم ، ولست بخيرهم أبدا

ولكن كاشف نفساً ، تقيمُ بنفسها الأودا ...

  وفي اطار استعراضه لبعض سيرته ومساره الوطني والشعري، يوحي ويشي الجواهري لغير العارفين به، الى ما كان متاحاً امامه، من فرص ومجالات، عافها اختيارا، ليستبدلها بالتمرد، والثورة: الشخصية والاجتماعية والثقافية والسياسية، جمعاً متشابكــاً يصعب التمييــز فيه، مؤكداً "تركتَوراءك الدنيا، وزخرفها وما وعدا / ورحت وانت ذو سعة ، تجيع الآهل والولدا".

وعن رؤاه وفلسفته ونهجه في الحياة، يوثق الجواهري شعرا: قيماً ومفاهيم راسخة، معتزاً بها، ثابتاً عليها، عزوفاً عن تغييرها برغم ما أودت به، وما تأذى بسببها .. كما يوضح في ذات الآن، وبكل صراحة وأقتناع، تناقضاته التي" تميّـز" بها:

ظللتَتصارع الأسدا، تريد المجد والصفدا

وتطمعُ تجمع القمرين فخرهما اذا أنفردا...

عجيبٌ أمرك الرجراج لا جنفاً ولا صددا

تضيق بعيشة رغدٍ، وتهوى العيشة الرغدا..

وتخشى الزهدَ تعشقهُ، وتعشق كل من زهدا

ولا تقوى مصامدةً، وتعبدُ كل من صمدا

ويدنو مطمحٌ عجبٌ، فتطلب مطمحاً بَعدا

ثم يعود الشاعر تالياً، وفي مقطع أو ابيات لاحقة، فيشير ويصف الذين عانى منهم، متصديالتطاولهم، وخاصة في سنوات ما بعد عودته من مغتربه، براغ، ذي الاعوام السبعة. وهو – اي الجواهري هنا – يستكمل ما عاناه منهم، ومن عناهم في قصائد سابقة، وخاصة قصيدته الشهيرة ( ياآبن الفراتين) عام 1969:

أزحْ عن صدرك الزبدا، وهلهل مشرقا غردا

وخلْ "البومَ" ناعبة ، تقيء الحقد والحسدا

مخنثةً فان ولدت ، على "سقط" فلن تلدا…

ألا انبيكَ عن نكد ٍ، تُهوّن عنده النكدا

بمجتمع تثير به، ذئاب الغابة الأسدا…

خفافيش تبص دجىً، وتشكو السحرة الرمدا

ويعمي الضوء مقلتها، فتضرب حوله رصدا…

  وبعد ذلكم التمهيد تحـلّ المواجهة، ويروح الشاعر يشخص تحديدا، واحدا أو أكثر، وإن اراد التعميم، وثمة تكهنات – بل وربما معلومات مؤكدة- عن أولئك، ولكن لن نشير لهم هنا، مسايرةً لترفع الجواهري عن ذكـر الاسماء المهجوين، وتلك هي حالة ثابتة عامة عنده، في كل قصائده مع أستثنائين أو ثلاثة .

وصلف ٍ مبرق ختلاً ، فان يـرَ نُهزةَ رعدا

يزورك جنح داجية ، يُزير الشوق والكمدا

فان آدتك جانحة، اعان عليك واطردا ..

وآخر يشتم الجمهور، لفَّ عليك واحتشدا...

يعدُّ الشعر أعذبه، اذا لم يجتذب احدا..

  وعلى طريق توثيق سيرته الذاتية ايضا، ترميزاً وشعرا، يروح الشاعر مفتخراً بمحطات من مواقفه الوطنية، ومواقفه أثناء التحركات الجماهيرية عام 1948 التي أصطلحَ عليها بـ"وثبة كانون" واستشهد فيها شقيقه الاصغر، جعفر الجواهري . كما يستطرد ليشيع مفاهيمه في تجاوز الصغار، فيخاطب نفسه، ويستثيرها: ..

أبا "الوثبات" ما تركتْ ، بجرد الخيل مطردا

يضجُ الرافدان ، بها، ويحكي "النيلُ" عن "بردى"

ويهتف مشرق الدنيا، بمغربها اذا قصدا:

ترفعْ فوق هامهمُ، وطـرْ عن ارضهم صعدا

ودع فرسان "مطحنة" خواء تفرغ الصددا...

   ويعود الجواهري في مقطع تالٍ، فيذكر من جديد بانتقاده، بل وغضبه العارم،  على تلك الجهة المقصودة، ومنها – كما اسلفنا- اشخاص محددون من الشعراء والادباء والنقاد، فيشكو منهم، معتمراَ الصراحة والوضوح، ويكشف عنهم، ويحرض ضد مواقفهم ودروبهم، وابتعادهم عن الانتصار للحقوق والواجبات، ويقيس ذلك على نفسه، فاللغة العربية أنتهكت، وهي أم الضاد، وكذلك "ربّ الضاد" زاعما بأنه يمثله(**)..

وغافين ابتنوا طنباً، ثووا في ظله عمدا

رضوا بالعلم مرتفقاً ، وبالاداب متسدا…

يرون الحق مهتضَماً، وقول الحق مضطهدا

وام "الضاد" قد هتكتْ، وربُّ "الضاد" قد جُلدا

ولا يعنون - ما سلموا - بأية طعنة نفدا

بهم عوزٌ إلى مددٍ ، وانت تريدهم مددا…

 

8/ في المَقامة اليونانيــة

ما بين براغ التي أطالت الشوط من عمره... وبغداد "دجلة الخير" والأزمات والمرارة في آن، حطّ الجواهري ركابه في النصف الثاني من السبعينات الماضية، في أثينا، مستأجراً "شقيّقةً" متواضعة دون حدود، ولكن أهم ما عندها من مغريات وقوعها على ساحل البحر مباشرة، وذلك الأحب عنده، وهو التوّاق والطامح لمزيد من الإيحاء، كما في لاميته عام 1977 وجاء مطلعها:

سجا البحر وانداحت ضفافٌ ندية ولوح رضراض الحصى والجنادلِ

وفكت عرى عن موجة لصق موجة تماسك فيما بينها كالسلاسل...

وما حمل "الاصباح" شرقاً إلى الضحى من الورق النَديان أشهى الرسائل

وفي "مَقامة" الجواهري اليونانية نؤشر إلى ان وجوده  في أثينا لم يكن إلا لفترات قصيرة ومتقطعة، اغتراباً عن الأحداث، وركوناً إلى النفس، وتمعناً في ما يمتليء به فكر الشاعر: فلسفة في الحياة ووقائعها، والمشاغل الانسانية العامة . ثم انقطع أمـد تلك الإقامة لأسباب مالية، ليس إلا، إذ لم يستطع شاعر الأمة العراقية أن يوفر إيجار الشقة الزهيد، بينما كانت البلاد تتراكم فيها ثروات الفورة النفطية آنذاك، والبقية معروفة على ما نظن...

 

9/ اول طبعة "شبه" كاملة للديوان

شهدت سنوات السبعين الماضية، ولأول، صدور المجموعة "شبه" الكاملة لديوانه، بسبعة أجزاء تعدت (2650) صفحة من القطع الكبير، وبإشراف نخبة مـن رجـالات الأدب واللغة: د. مهدي المخزومي، ود. علي جواد الطاهر، ود. ابراهيم السامرائي، وأ. رشيد بكتاش. وكان حريصا على مراجعة مسوداتها بشكل دؤوب، وحريص كما تشهد بذلك مراسلاته الى اللجنة المشرفة على الديوان الذي صدر الجزء السابع، والاخير منهعام 1980  وقد اصبحت تلك الطبعة مرجعا لاحقا لطبعة دمشق ذات الاجزاء الخمسة، في الثمانينات، وطبعة بيروت، الاكثر شمولية عام 2000...ولعل من المفيد ان نشير الى ان الفترة (1969-1979) صدرت للجواهري عدة مجاميع شعرية من أهمها:

1-  الجزء الثاني من المجموعة الشعرية الكاملة – دار الطليعة / بيروت- 1969 وكان الجزء الأول من تلك الطبعة قد صدر عن الدار ذاتها عام 1968.

2- بريد العــودة – مجموعة من قصائد الجواهري-مطبعة دار المعارف / بغداد 1969.

3- ايها الأرق: - قصيدة طويلــة نشرتها وزارة الاعلام العراقية- مطبعة الأديب / بغداد- 1971.

4-خلجـات: مجموعة من أشعار الجواهري عن وزارة الاعلام- مطبعة الأديب بغداد– 1971.

 

10/ زيارتان الى الكويت والامارات

في كانون الاول/ يناير 1979 يتوجه الجواهري لزيارة الكويت، وبرفقته زوجته آمنة،   تلبية لدعوة ثقافية، شمل برنامجها امسية حاشدة القى فيهامختارات من شعره القديم / الجديد، وافتتحه بابيات تحية للمضيفين. كما غطى الزيارة تلفزيون الكويت والعديد من وسائل الاعلام الاخرى، ومن بينها صحيفة القبس التي كتبت  في العدد 2409 الصادر في 1 شباط/ فبراير 1979 عن الأمسية تقول:"قبل حضور الجواهري الى الكويت كنا نتساءل: هل فقد الشعر جمهوره؟ وبعد أمسية ابن الفرات وأبي فرات" تبين ان الجمهور كان موجوداً.. لكن الشعر كان غائباً".وأضافت "القبس":"قاعة رابطة الأدباء التي قلما تمتليء مقاعدها، اكتظت أمس حتى البهو الخارجي، وكان عدد الواقفين يتعادل مع عدد الجالسين" ترفرف فوق رؤوسهم جميعاً هيبة الشعر الأصيل، التي تجسدها شاعرية فذة أعادت أجواء عظمة الشعر العباسي في العهد الذهبي للحرف المنغم".

وقدمالجواهري في الامسية، رئيس "رابطة الأدباء" أحمد السقاف بكلمة جاء  فيها:"لعلكم توافقونني الرأي أن الشاعر العربي الكبير "محمد مهدي الجواهري" غني عن التعريف، فشهرته العربية والعالمية قد فاقت الآفاق، وجهاده الصلب في سبيل أمته العربية جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة".وأضاف: "لقد عرف الجواهري شاعراً ثائراً على الاستعمار وعلى الظلم والاضطهاد، ولقد وقف بصدق الى جانب الشعوب المناضلة في سبيل الحرية والعدالة، فكان، بذلك، صوتاً حراً جريئاً ترتجف له قلوب المستعمرين. لقد حفظ الشباب قصائد الجواهري، وتغنوا بها في مسيراتهم الوطنية، لكونها شعراً أصيلاً يمجد التضحية والفداء في سبيل الوطن، ويرفض الخنوع والذل والاستسلام. ان الجواهري زوبعة في دنيا الشعر، لا تضاهيها إلا زوبعة الشعر العباسي".

وفي عام 1979 ايضا يلبي الجواهري دعوة الى (ابو ظبي) من وزارة الاعلام والثقافةفي دولة الامارات، ورافقه فيها نجله البكر: فرات، ليلقى هناك وامام حضور كثيف، نوعا وكما، مقاطع عديدة من اشعاره، وافتتحها بقصيدة جديدة  عنوانها "أفتيان الخليــج"  شملـت الكثير من المواقف والرؤى السياسية حول العديد من القضايا الساخنة التي كانت تسود المنطقة العربية في ذلكم الوقت. وكان مطلعها : أعيذك ان يعاصيك القصيدُ، وان ينبو على فمك النشيــد.. وان تعرولسانكَ تمتماتٌ وان يتفرط العقد الفريــدُ".

 

11/ عشيّة العودة للأغتراب عن العراق

 في اواخر عقد السبعينات الماضية تزداد الاوضاع الداخلية في العراق ضراوة في ظل النظام الشمولي لحزب البعث، وينتشر العنف والارهاب ليطال الالاف (ومن بينهم بنت الجواهري – خيال، التي احتجزت لعدة ساعات في مقر أمني، ونجلـه– كفاح، الذى اعتقل وعذب على مدى اسابيع، في النصف الاول من عام 1979) . ويتنبئ الشاعر بأن القادم اسوأ، وذلك ما حصل بالفعل في السنوات اللاحقة ... وهكذا يقرر الجواهري الاغتراب، موقفَ غضب  ولو صامتا، ولم يكن مطلع العام 1980 يحلّ حتى يشد الرحالالى  براغ مجددا، وهو الاخير عن العراق، وحتى رحيله الى الخلود في دمشق الشام بتاريخ 1997.7.27..

(انتهى هذا التوثيقلبعض محطات الجواهري في السبعينات، ويليه: في الثمانينات والتسعينات)

 

* المصادر والاحالات ----------

1/ اجزاء ديوان الجواهري / بيروت 2000 عن دار بيسان .

2/ كتاب (اصداء وظلال السبعينات ) لرواء الجصاني/ براغ 2001 عن دار بابيلون .

3/ كتاب ( الجواهري .. قصائــد وتاريخ ومواقف) لكفاح الجواهري  ورواء الجصاني/ دمشق عام 2012 عن دار سندبـــاد .

4/ كتاب ( الجواهري بعيون حميمة) لرواء الجصاني/ عام 2016 عن مركز الجواهري- براغ.

5/ معايشات واحاديث، وشهادات شخصية للكاتب في بغداد وبراغ ودمشق .

(*) جائزة "لوتس" السنوية الدولية للآداب، اطلقها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عام 1969 وممن مُنحت لهم ايضا، من العرب: الكاتب المصري: يوسف السباعي، والروائي الفلسطيني: غسان كنفاني.

(**) لربما كان الجواهري يريد ان يشير هنا الى ما أطلقه عليه الشاعر العراقي البارز، معروف الرصافي، من لقب أفخـم، حين كتب له عام 1941:"أقولُ لربّ الشعرِ (مهدي الجواهري) ..الى كم تناغي بالقوافي السواحرِ".

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.