اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

للذين لا يفرقون بين الناقة والجمل// علاء الخطيب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

للذين لا يفرقون بين الناقة والجمل

علاء الخطيب

كاتب واعلامي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

شاءت الأقدار ان التقي بشخص معروف يمتهن السياسة ويستهويه بريقها في بيت أحد الاصدقاء وهو يحدثني عن حزبه الجديد الذي سيخوض الانتخابات القادمة تحت اسمه، وبعد حديث طويل أخرج كراس صغير وكتب في صفحته الأولى إهداء قدمه لي، واصفاً الكراس بأطروحة الحزب، وطلب مني ان أسجل ملاحظاتي  وأرسلها له، وما ان وصلت الى البيت حتى عكفت على قراءة الكراس، فوجدت ان الرجل لا يميز بين الوطنية والمواطنة وبين الديمقراطية والشورى وبين الدولة المدنية والتمسك بأوامر المرجعية الدينية، ولديه رؤى مشوشة عن المرأة  والطفل والاقتصاد وغيرها وبعد أسبوعين كتبت له ملاحظاتي، فقطع اتصالاته بي وهو الذي اتصل بي ثلاث مرات قبل ذلك يطلب مني  إرسال ما كتبت، وتجاهلني حين التقيته، ولكنه اصبح نائباً فيما بعد ولسان حالي يقول "عليه العوض ومنو العوض".

 

وعلى غرار ممتهن السياسة سالف الذكر الذي كما يبدو أنجب مجموعة من  السياسيين الأميين سمعت شخص يتحدث عن حزبه فيقول: ان تجمعنا ليبرالي وان  كان زعيمه معمم ورجل دين فنحن نستأنس بتوجيهاته وآرائه ونتبع أوامر المرجعية، يبدو ان الموضة الجديدة هي الحديث عن المدنية وتوابعها.

  

ممتهن السياسة الجديد يعتقد ان السياسة هي التمشدق بالكلمات أو لقاءات على الفضائيات وزعيق فارغ، وهو لا يفرق بين الليبرالية والثيوقراطية (السلطة المعتمدة  على الدين)  ولا أعتقد أنه قرأ يوماً ما ان الليبرالية تعتمد على عنصرين أساسين  هما الحرية والمساواة وان الليبرالية تدعم حرية التعبير والحقوق المدنية والحكومات العلمانية. وان حزبه وزعيمه لا يؤمن بهذه المبادئ بل يعتبرها كفرٌ والحاد. فحرية التعبير عنده وزعيمه وحزبه محددة بشروط، فالحرية ليست مطلقة كما هي عليه في الفلسفة الليبرالية والحقوق المدنية تعني القانون المدني ومثاله قانون الأحوال الشخصية (الزواج والطلاق والإرث وغيرها) والحريات الاقتصادية الثلاث لآدم سمث, اما العلمانية فتعني فصل الدين عن الدولة وحزبه وزعيمه لا يؤمنان بذلك.

 

 ويبدو ان ممتهن السياسة الشاب لم يقرأ ان الليبرالية ترفض مبدأ الوراثة في الحكم  وزعيمه الشاب أصبح زعيما للحزب وأخذ منصبه بالوراثة، كما انه لا يفقه ان الليبرالية لا تعترف بدين الدولة، وحزبه وزعيمه يؤكدان على الدين في الدولة.

 

ممتهن السياسة الجديد لم يطلع على آراء مؤسس الليبرالية جان لوك الذي يقول ان كل انسان يمتلك الحق الطبيعي في الحرية والملكية، وحزبه يعتبر ان الحرية مقيدة بشروط وان الملكية اعتبارية فليس هناك ملكية حقيقية وان الولي له الحق في نزع الملكية متى شاء في موارد، وهذا تماماً عكس الأفكار الليبرالية.

كما لم يعلم ان الخصم العنيد لليبرالية هو المحافظة، وحزبه وزعيمه محافظان والمحافظة تعني الحفاظ على التقاليد الاجتماعية في سياق الثقافة والحضارة بينما الليبرالية كما عرفها جان جاك روسو بأنها الحرية الحقة في تطبيق القوانين التي شرعناها نحن لأنفسنا.

 

اما لاشييه فيقول عنها انها الانفلات المطلق ومعنى ذلك ان لا تكون تابع الا لنفسك وان لا تكون أسيراً إلا  لهواك، وممتهن السياسة الجديد لديه زعيم ويعتبره رمزه ويأتمر بتوجيهاته، ويدعي الليبرالية.  وما عشت  اراك الدهر عجبا.

فالليبرالية  liberalisme تعني التحرر من العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية. فهي فلسفة ذاتية مؤطرة بعقد اجتماعي.

 

وبعد كل هذا يتحدث البعض من ممتهني السياسة بمصطلحات لا يفقهونها ولم يتعبوا أنفسهم ليقرؤوها او يطلعوا عليها قبل ان يتمشدقوا بها في المنتديات والندوات، فإذا كانوا لا يميزون بين الناقة والجمل كيف يمكنهم ان يفقهوا في السياسة ولكن لله في خلقه شؤون. وعلي وياك علي...

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.