اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الجِدار الطباشيري والتراجع الشرقي (الإسلامي)!// نيسان سمو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نيسان سمو

 

عرض صفحة الكاتب 

الجِدار الطباشيري والتراجع الشرقي (الإسلامي)!

نيسان سمو

 

زار مدير مستشفى المجانين مرضاه في احد الأيام كالمعتاد للإطلاع على احوالهم ومعرفة الذي يمكن اخراجه بعد ان تحسن وضعه العقلي، وهو في الباحة وجد مجموعه كبيرة من المرضى يهرولون مسرعين ناطحين انفسهُم بجدار المشفى الكونكريتي والذي قد رسم احدهم بقطعه من الطباشير باباً عليه، كلما نطح احدهم رأسهُ بالباب الطباشيري سقط مغمياً عليه لدقائق طويلة ولكنه ينهض في النهاية ويعود الى خلف زملائه منتظراً دوره التالي. تركهم الطبيب ونظراً خلفه رأى احد المرضى جالساً على مصطبة ينظر الى زملائه غارقاً في الضحك على جهلهم. فرح الطبيب المسؤول قائلاً للأطباء المرافقين وأخيراً قد تشفى احدهم، لنلقي نظرة. سألهُ الطبيب لماذا تضحك على زملائك يا إبني!

ردّ المريض لأنهم مجانين يا دكتور، إنهم ينطحون انفسهم بالباب الطباشيري المرسوم على الجدار محاولين الخروج من الباب الطباشيري ولكنهم لا يعلمون بأن المفتاح معي! خاب ظن الطبيب المعالج وتركه وهو يضحك على نفسهُ. 

 

الذي يقرأ ولا يستوعب فهو لا يختلف عن البنغلاديشي . 

الشعب البنغلاديشي هو من افقر واعتق وأتعب واكثر شعوب العالم جهلاً وتأخراً وفقراً وظلاماً في العالم (حالهم بحال هذه المواقع)! ومع هذا فعندما وصلت التلفيقات الكاذبة التي تحدثنا عنها في الحلقة الماضية إليه هاج في الشوارع ضد الرئيس الفرنسي (حيل بي) دون ان يعي حتى ما قاله ماكرون السخيف (مْستَورد الأئمة التركية)!.  

 

كل الشعب الشرقي والشرق الاوسطي (دون استثناء في العقيدة او المذهب) هو محكوم بسر تخلفي وجاهلي لا يُمكن تجاوزه. جبل جليدي عظيم الحُجم والخطورة !!!!!!!! . 

 

تركيا كانت الدوله السباقة في الانضمام الى العالم الحر، وحاولت الاندماج في العالم المتقدم منذ بدايات القرن الماضي، وأضحت الدولة العلمانية الوحيدة في ذلك الفصيل، ومع هذا فشلت في النهاية في الاندماج الكُلي وبدأت رحلة التراجع والعودة الى الاصل الجاهلي! بالرغم من إنها أوفت بأغلب الإلتزامات والشروط التي ألزمها لها الإتحاد الاوربي (حتى فترينات ممارسة الجنس التركية أجمل وأحدث من الالمانية) وعند النقطة او الشرط الاخير والذي يتمثل بأمور بسيطة مثل حرية الرأي والفكر والعقيدة وتحرر الإنسان وحقوق الفرد في إعتناق أي دين تَقلصت وتجمدت ساق الحكومة التركية بالرغم من كل حلمها في تجاوز ذلك المانع إلا إنها فضلت في النهاية التوقف والعودة للوراء، وإنهاء عمل قرن كامل في ذلك الإتجاه ( ما معقولة راح توكف لا معلقة ولا مطلقة ) ! فما هو هذا السر ! لماذا لا يستطيع ذلك العالم من التغلب على هذه المطالب السلسة! كيف يوافقون ويُقلدون الغرب حتى في حرية ممارسة الجنس وتخصيص أماكن خاصة لمن تأخذ تلك المهنة كعمل لها ولكنهم لا يستطيعون تجاوز حرية الفرد في الفكر والتعبير والرأي والإعتناق الديني! مِمَا تخشى تلك الدول وذلك العالم! لماذا كُلما وصلوا الى تلك الحريات الفردية تنقلب السفينة على رؤوسهم! لماذا إنقلبت تركيا على رأسها وعادت أدراجها بالرغم من كل العمل الجبار الذي قامت به نحو ذلك الهدف لأكثر من قرن كامل (إذا كان الشعب الامريكي يتراجع فلماذا نلوم ذلك العالم) ! عندما كانت طهران مدينة الجمال وزهرة الشرق الجنسية كانت اغلب عواصم الغرب تعيش العصور الوسطى، ومع هذا فَولاية الفقيه كانت نهاية طهران فلماذا يا ترى (إسألوا الناخب الامريكي)! عندما كانت شمس البارودي تتعرى في افلامها السينمائية كانت الممثلات الغربيات محجبات ولكن الاخوان هم الذين انتصروا في نهاية الفلم! عندما كان جنوب العراق ماركسياً كانت الكثير من المدن السوفيتيه لم تسمع بماركس ومع هذا رايات الله اكبر (للحشد الشعبي) الشيعي هي التي رفرفت في اليوم الاخير. عندما اضحت اليمن دولة ماركسية كانت بعض الشعوب الغربية لاتفتح الخط ولكن الحوثي هو الذي يقود تلك الماركسية الآن في صنعاء. وهناك الكثير من الامثلة الاخرى ولكن السؤال الذي لا يستطيع احدهم الاجابه عليه هو لماذا هذا التراجع وماهو هذا الباطن (يعني السر)! ماهو هذا المانع العصيب الذي يقف بين الرغبة في العبور (حتماً هناك ذِمًة! يعني الشغلة مو عناد، والله سوف لا يقف في طريق تحرركم إذاً وين المانع)! 

 

حتى الدول العربية وخاصة الخليجية والتي تحاول او تعتقد بأنها اكثر سباقة ومواكبة للتحضر من غيرها وهي قادرة في محاولاتها في الاندماج سوف تتوقف على غرار تركيا والدول المذكورة وستبدأ رحلة العودة الى الجاهلية (راح اتشوفون) . لا تغركم التطبيعات مع العدو الصهيوني، فهذه لا تتجاوز غير الانتقام من الجاهلي المقابل (لا داعي للتفاصيل لأنكم دون فائدة).

 

لماذا لا يستطيع الشعب العربي والاسلامي التحرر والتقدم على غرار العالم المتقدم ( يُمكن لأنه يعلم بأن العالم المتقدم في تراجع إليهم! والله فكرة) ! لماذا كلما خطى خطوة للأمام يعود بأخرى للخلف! هناك قيود لا يستطيع التخلص منها او التحرر من كماشتها! انه يسير في نفس الحفرة منذ اكثر من الف واربعمائة عام فما هو ذلك القيد الذي يمنعه من التحرر! لا يُمكن غير الكشف عن ذلك القيد وذلك السر ودونه سوف لا يبدأ أبداً من نقطة الصفر. 

 

حتى الشعوب الهاربة (أغلبها مشياً على الاقدام او السباحة على الظهر) من تلك الدول والتي قصدت بلاد الحرية تجمدت أفكارها وعادت الى أدراجها المتخلفة! اغلب الشعوب المهاجرة والتي يتجاوز تعدادها الخمسون مليون منتشرة في العالم الحر عندما تكون جماعه فالفكر التخلفي الرجعي هو المسيطر! ولكن عند الفِرادة نرى الكثير من الإنفتاح وتَقبل تلك الحريات الفكرية والدينية (يعني لما يكون فردي ماشي الحال، بَس يصير جمع يعود الى مواقعه التاريخية الاصيلة) ! ... 

 

مجموعات منفردة من الشعوب ودوّل وانظمة وحكومات واقتصاديات وعلماء وفلاسفة وفقهاء ومتعلمين يحاولون بكل جهدهم الخروج والتحرر والانطلاق نحو العالم المتقدم ومع هذا يفشلون في النهاية، فلماذا يعودون للوراء بالرغم من رغبتهم الملحة والحقيقية في الخروج من ذلك المستنقع! إنهم وبكل بساطة يصطدمون في كل مرة بالمانع الكونكريتي (الجدار الطباشيري). يصطدمون به فيعودون ويبررون تلك العودة بتبريرات وهمية تافه غير كاشفين عن السر المانع بالرغم من وضوحهِ أمامهم! حتماً هناك سَد يَمنعهم من ذلك الكشف والتبيان. وقبل الفصح عن ذلك السر لا يُمكن لهم التحرر والتقدم، وانا بدوري سوف لا افشي بذلك السر ( ليش منو راح يفتهم ) ! لهذا فقد تكون هذه آخر كلمه  أكتبها في هذا الموقع بهذا الشأن الذي لا يختلف البعض من رواده عن جماعه السر الكبير (مثل جماعة التسميات ومنو شاف البيضة الملونة اولاً) . وعندما تسألهم جميعاً شرقاً غرباً عن السبب، كل واحد منهم يخرج بعود ثقاب من جيبه ويقول انا معي مفتاح الجدار الطباشيري..

 

لا يمكن للشعوب المتأخرة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !!

المتراجع للوراء نيسان سمو    06/11/2020

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.