اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تهنئة بمناسبة ولادة شيرا في سان دياكو

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 باسل شامايا

تهنئة بمناسبة ولادة شيرا في سان دياكو

 

إن المسرح هو الحياة وما يحفها مــــن الأفـــراح والأتــــراح ومـــــن الأحداث والمستجدات والمتناقضات والذي يرتقي خشبته هو ذاك الشخص الذي يعي كيف يوظف الطاقة التي تكمن فيه واضعا نصب عينيه هدفا أسمى من المنافع الذاتية لكي يتمكن بجدارة من إيصال رسالته  وبلوغ هدفه في خدمة مجتمعه بشكل خاص والمجتمع الإنساني بشكل عام . إن النجاح فـــــي المسرح ليس بالكم الداخــــل إليـــــه والذي يحدده شباك التذاكــــر وإنما بأولئك الذين يتفعمون بنشوة العرض المسرحي التـــــي تتوغل مستقرة في أدمغتهم حيــن يغادرون صالة العرض . لنرجع بعض الشيء إلى الماضي وتحديدا حينما بادرنا لتأسيس فرقتنا المسرحية  (شيرا الأم ) عام 1993 كنا حينها لا نملك ما يجعلنا نتواصل دون تقاعس إلا الإرادة والإصرار على المضي قدما لتحقيق ما جاء به طموحنا قبل أن نؤسس شيرا .. لقد عانينا كثيرا من الاحتياجات والنواقص التي كانت تؤثر سلبا على أعمالنا المسرحية بل وكنا نفتقر إلى كل مقومات الإنتاج المسرحي من خلال فرقتنا الجديدة ، قياسا ببقية الفرق المدعومة ماديا ومعنويا، لكننا وكما قلت بالاعتماد على أنفسنا وتوظيف إصرارنا وعزمنا وتعاوننا فيما بيننا تمكنا من تجاوز تلك الصعاب وتألقنا في جميع العروض المسرحية التي كان وارد العرض في أغلب الأحيان لا يطفأ حتى مصاريف العرض ، ومع ذلك تواصلنا واستمرينا دون أن تعترضنا أية عراقيل حتى نجحنا فنيا وجماهيريا، إذن أن أهم نقطة للنجاح في مسعاكم إخوتي أعضاء الهيئة التأسيسية والإدارية هو التعاون المثمر والإصرار لبلوغه ، فأنكم أيها الزملاء كنتم البارحة معنا عندما أسسنا معا شيرا الأم في العراق وتألقتم في نتاجاتكم التي باتت حديث متابعي المسرح ، واليوم شاءت الظروف أن تبعدكم عنا ولاعتزازكم بمنجزكم ذاك جددتم العهد ثانية وبنفس الهمة والروحية التي سبقكم بها الفنان المبدع هيثم أبونا في الدانمارك ليؤسس هناك شيرا فتية ، أسستم انتم أيضا شقيقتها في أمريكا  .. أكيد ستكون امتدادا لشيرا الأم في العراق ، وأنا على يقين إنكم أقدمتم إلى ذلك للاستمرار والتواصل وستحاولون كما فعلتم جاهدين لإثراء منجزاتكم واغنائها ليعتز بها وبكم جمهورنا في المهجر ،وان إبداعكم في نوعية أعمالكم ستبعث المسرة والانتشاء ثم السعادة في نفوس متابعيكم . أما حول الأعمال التي ستواجهون بها جمهوركم فإنكم تعلمون جيدا أي الأعمال المسرحية ستختارونها لتؤسسوا رصيدا من الأعمال الرصينة الجادة كما فعلتم في بلدكم تلك التي تركت لحد يومنا هذا آثارها الايجابية في نفوس الجمهور، حيث لا يخفى على زملائي إن أية حالة تردي للمسرح تعزى أسبابها إلى الوضع السياسي العام للبلد وبالنتيجة تبرز أعمال للمسرح التجاري المتخلخل الذي لا يعطي أهمية للممثل أو المشاهد أو الالتزام بمبادئ التمثيل الرصين لان الغاية والهدف من العرض المسرحي عندهم ليس إلا كم سيدخل إلى جيبي هذا العرض فأن نجاح عملهم يجدونه في إضحاك الجمهور حتى وان كان ذلك على حساب هويته كفنان مسرحي ملتزم بقواعد المسرح الجاد، إنني لست ضد الكوميديا ولا ضد استمتاع الجمهور وقضاءه وقتا ممتعا خلال العرض ، فهناك معالجات كوميدية كثيرة لكتاب ومخرجين عالميين ولكن ليست كتلك التي يوظفها هؤلاء والتي تحوي عروضها على حوارات فارغة ،مبتذلة خالية من أية مضامين تسيء إلى المسرح .. إن هذا النوع من المسرح لا يسهم إسهاما حقيقيا في بناء الإنسان وتغير توجهاته الفكرية والاجتماعية .. اسمحوا لي يا إخوتي إن أقول وأنا على دراية تامة بأن الشأن الثقافي للمسرح الجاد المتصل بالإبداع سيكون اهتمامكم الأول، وحذاري أن يحتويكم اليأس حينما تخفقون في عرض ما فأنه سيغدو جدارا عاليا يحول بينكم وبين تواصلكم، بل عليكم أن تشخصوا أسباب الخلل لتعملوا على توظيفها لأجل معالجتها في أعمال أخرى .. أصدقائي الأحبة اعتقد إنني أطلت عليكم كثيرا في تهنئتي فانه ليس إلا من باب الحرص على مولودكم الجديد لتقدموا من خلاله الأفضل والمتميز في أعمالكم ويكون ذلك في أول نتاج لكم لتسجلوا انجازاتكم على صفحات الإبداع المشرقة رافضين سيادة المسرح الذي يتأسس من اجل المسرح وليس من اجل المتلقي ... أخيرا أتمنى لكم أيها الأحبة أعضاء الهيئة التأسيسية والإدارية خصوصا زملائي وأصدقائي (( فرج،سمير، ميخا ، سعيد ، فريد، وسام )) وجميع الأخوة الذين جمعتهم معكم الإرادة والعزم للتواصل من اجل إحياء هذه  الفرقة الفتية التي أتمنى أن يكون هدفها الأول والأخير خدمة الفن والمسرح بشكل خاص ..هذا فأن كنتم مصممين على تطوير مسرحنا السرياني سيكون لصدى انجازاتكم مساحة كبيرة على خارطة المسرح وستبقى نتاجاتكم بذات القوة والنجاح طالما هناك إرادة وتصميم لبلوغ المسعى والطموح .. أخيرا تمنياتي لكم بالنجاح والتألق في بناء مسرح سرياني / عراقي جاد في ارض الغربة يتواصل مع حركة المسرح في العراق والعالم . 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.