كـتـاب ألموقع

فيدرالية اليسار الديمقراطي: واقع التجربة، في أفق الاندماج (6)// محمد الحنفي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد الحنفي

 

عرض صفحة الكاتب 

فيدرالية اليسار الديمقراطي: واقع التجربة، في أفق الاندماج (6)

محمد الحنفي

المغرب

 

قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي من قوة مكوناتها:

ونحن عندما نعمل على تقوية فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإن فيدرالية اليسار الديمقراطي، تبقى ضعيفة، بضعف مكوناتها، وطنيا، وجهويا، وإقليميا، ومحليا.

 

وما يلاحظ الآن، أن المكونات الثلاثة، تكاد تكون منعدمة في العديد من المناطق: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، في أغلب الأحيان، وإذا كانت موجودة لوجودها على مستوى الصورة فقط، وليس وجودها فعليا؛ بل إن عددا من أحزاب اليسار، المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي، تراجعت في تنظيماتها، خاصة وأن رمزها الحزبي، لا يعتمد في الحملات الانتخابية.

 

فرموز الأحزاب الثلاثة، حل محلها رمز الرسالة، كرمز في مرحلة تحالف اليسار الديمقراطي، ثم في مرحلة فيدرالية اليسار الديمقراطي، مما يجعل الرموز الثلاثة، غير معروفة جماهيريا؛ لأنها لا تروج انتخابيا، الأمر الذي يترتب عنه: كونها موجودة تنظيميا، ومجهولة جماهيريا. وفيدرالية اليسار الديمقراطي، كرمز للرسالة، صار معروفا جماهيريا، وغير موجود تنظيميا، على مستوى الفروع، والأقاليم، والجهات، وعلى مستوى كراء المقرات، التي اعتبرت مقرات لفيدرالية اليسار الديمقراطي، والتي يتحمل نصيب كرائها بعض الأفراد، الذين يقتنعون بضرورة العمل على وحدة الأحزاب الثلاثة.

 

وإذا أردنا العمل على تقوية فيدرالية اليسار الديمقراطي، علينا أولا، وقبل أي شيء آخر، أن نعمل على تقوية الأحزاب الثلاثة، التي ننتمي إليها: الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عن طريق ضبط التنظيم، وضبط المساهمات، وضبط البرنامج الحزبي، والعمل على الالتزام بالبرنامج الإشعاعي، والتكويني، والحرص على مساهمة كل مكون من المكونات اليسارية الثلاثة، على تقوية، وصمود، وإشعاع فيدرالية اليسار الديمقراطي، والتصدي لكل الممارسات اليمينية، التي تسيء إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي، سواء كان ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الموحد، أو إلى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، أو إلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؛ لأن اليمينية، مؤهلة من الفردانية، ومن حب الذات. والفردانية، وحب الذات، موجودة في كل الأحزاب، إلا أن الأحزاب اليمينية، اتفقت جميعها على أن المنتمين إليها، فردانيين، أو يحبون ذواتهم، ويسعون إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية، أو إلى مراكمة ثرواتهم المادية، والمعنوية، كما هو شأن كل اليمينيين، الذين لا يراهنون إلا على مراكمة الثروات، وخلق المزيد من التعساء، الذين لا حول لهم، ولا قوة.

 

وقوة كل مكون، من مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، هي قوة أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية.

 

فالقوة الأيديولوجية، هي المحدد الأساسي للانتماء إلى الحزب اليساري، الذي لا يجب أن يبقى بدون أيديولوجية، كما هو شأن أي حزب سياسي، وأيديولوجية الحزب اليساري، كما هو، يجب أن تستمد قوتها من الاشتراكية العلمية، أو من التراث الاشتراكي العلمي، حتى تجعلها تختلف عن بعضها، ولكنها في نهاية المطاف، تعبر عن مصالح الكادحين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وتسعى إلى جعل الحزب بالمنتمين إليه، وبتاريخه النضالي، وبانحيازه الأيديولوجي إلى الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، وإلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما يسعى إلى تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية لعموم الكادحين، ويقود النضال من أجل تحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية.

 

واليساري الذي لا تقوم أيديولوجيته على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، أو على التراث الاشتراكي العلمي، يصعب قبول اعتباره يساريا؛ لأن اليسارية، ليست بالإرادة، بل بالتعبير الطبقي عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وكل من مصلحته التغيير من تشكيلة اقتصادية / اجتماعية رأسمالية، إلى تشكيلة اقتصادية / اجتماعية اشتراكية،  تحت إشراف دولة ديمقراطية وطنية علمانية اشتراكية.

 

والقوة الأيديولوجية، هي قوة حاسمة في وجود قوة تنظيمية كاسحة، والقوة التنظيمية الكاسحة، هي القوة التي تجعل الحزب اليساري قادرا على اتخاذ القرار، وبالسرعة المطلوبة، في تنفيذ ذلك القرار. وتنفيذ ذلك القرار وبالسرعة المطلوبة، حتى يؤدي دوره كما يجب، في الوقت المناسب، وفي المكان المناسب، لجعل المستهدفين يطمئنون على مستقبلهم، وعلى مستقبل أبنائهم.

 

فالتنظيم القوي، شرط وجود اليسار، وإلا فإن على اليسار أن يعمل على حل نفسه، إذا لم يستطع أن يصير قويا، وإذا لم يمتلك القدرة على مواجهة التحديات، التي تقف وراء معاناة الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، فإن عليه أن يعيد النظر في ممارسته؛ لأن برنامجه في علاقاته، وفي كل ما هو محسوب عليه، كحزب يساري، من أجل أن ينسجم التنظيم، مع طبيعة الأيديولوجية.

 

وإذا كان الحزب اليساري المعتمد للأيديولوجية القائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، أو على التراث الاشتراكي العلمي، حتى يتسلح بأيديولوجية الكادحين، باعتبارها أيديولوجية قوية، تقف وراء وجود تنظيم حزبي يساري قوي.

 

والتنظيم الحزبي اليساري القوي، هو التنظيم الذي تكون له مواقف رائدة، وقوية، من مختلف الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن المسألة الدستورية، ومن القضية الوطنية، تعبيرا عن إرادة وطموحات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

 

وقوة الموقف السياسي للحزب اليساري، يأتي تعبيرا عن قوة الأيديولوجية، وقوة التنظيم، حتى تفعل قوة الموقف، فعلها في واقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يتحركون تبعا لفعل الموقف السياسي فيهم.

 

وقوة الأيديولوجية، إذا أضفناها إلى قوة التنظيم، وقوة الموقف السياسي، فلأن ذلك يشكل القوة الحزبية اليسارية المتكاملة، التي تصير من مكونات القوة الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، لفيدرالية اليسار الديمقراطي، من منطلق: أن الحوار الذي يجري بين الأحزاب الثلاثة، التي نعتبرها قوية، وقوتها في أيديولوجيتها، وفي تنظيمها، وفي مواقفها السياسية، وفي مساهمتها في بناء قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي، وفي عملها من أجل بلورة أيديولوجية مندمجة، وقوية، وتصور تنظيمي مندمج، وقوي، ومواقف سياسية مندمجة، وقوية، بهدف الوصول إلى اندماج الأحزاب الثلاثة، في حزب يساري كبير، أو في حزب اشتراكي كبير، يعبر عن التواجد اليساري القوي، ميدانيا، وفعليا، وعلى جميع المستويات، مهما كانت، وكيفما كانت، حتى يتأتى للحزب اليساري الكبير، أو للحزب الاشتراكي الكبير، كما يحلو للبعض تسميته، أن يقود الصراع، إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حرصا منه على تجسيد التحرر، في أبعاده المختلفة، والحرص على تحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، والانخراط المباشر في البناء الاشتراكي.