اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• الحزب الشيوعي والانتخابات وقضايانا القومية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

كامل زومايا

          الحزب الشيوعي  والانتخابات وقضايانا القومية

بداية اتقدم بأحر التهاني والتبريكات  لقيادة الحزب الشيوعي العراقي  وكوادره ورفاقه واصدقائه وجماهيره ولعوائل الشهداء والسجناء السياسيين والمعتقلين وللأم المناضلة  والزوجة الصابرة والاخت الصامدة  والبنت الابية على تحملهن  عذابات السنين،  أتقدم لهم جيمعا بأحر التهاني في  الذكرى السادسة والسبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي الذي كان وما يزال ملهما في ايجاد اللحمة الحقيقة بين ابناء الشعب العراقي والكفيل الوحيد للخروج من الازمة الحالية من خلال تطبيق برنامجه الوطني  الذي طرحه بعد سقوط النظام البائد،  كما ان برنامجه الانتخابي  انعكاس حقيقي لحياة وديمومة وفكر الحزب في ايجاد الحلول الناجعة لهموم شعبنا وتعقيداتها،  فالف تحية لذلك الحزب الذي سطر ومازال يسطر اروع صور الصمود والنحت على الصخر في ظل الظروف التي يمر بها عراقنا  العزيز ،وخاصة في  ظل النتائج النهائية للانتخابات ،  وما يشوب من حولها من شبهات والتي  كانت من افرازاتها عدم تمكن  الحزب الوصول للقاسم الانتخابي الذي لم يكن سببه القصور في برنامجه الانتخابي لان المواطن مايزال تفصله مسافات طويلة عن المواطنة ، قراراته ما زالت غريزية  ، كما ان اسم الحزب لم يكن عائقا في الحياة السياسية لأن الحزب الشيوعي العراقي كان ومايزال وليد لتلك التناقضات التي يعيشها مجتمعنا العراقي  بماضيه وحاضره ، وان ما يمر به الحزب في هذه الفترة لابد لنا ان نستند في تحليلاتنا ضرورة  دراسة اوضاع الشعب العراقي والحزب ليس بمعزل عن المجتمع العراقي ، ولا يغيب عن بالنا انه عندما اراد الباحث ( حنا بطاطو)  كتابة تاريخ العراق فق خصص كما هو معروف جزءا كاملا من اجزائه الثلاثة حول اوضاع الحياة الاجتماعية في العراق ليتسنى له كتابة التاريخ دراسة علمية .

ان اتساع جماهيرية الحزب وتطوره كما ونوعا وتاثيره على مزاج الشارع تاتي من خلال الشعور بالمواطنة اولا  والابتعاد عن الطائفية والتخندق التي نشهدها اليوم والتي كانت  وراءها الدكتاتورية السابقة التي اختزلت الحياة السياسية لمدة اكثر من ثلاثين سنة كما ان الاحتلال اذكى ماغرسه البعث الشوفيني بين مكونات الشعب العراقي والتي اصبحت تلك القوى من نتاج الاحتلال قوى متنفذة تحت ستار الدين والقومية حسب ماتقتضيه مصلحتها لتهيج النفوس لتغير مسار التطور،  فبدلا من الاعمار والالحاق في ركب التطور استشرى الفساد المالي والاداري والاخلاقي في كل زاوية من زوايا المجتمع والدولة ، ونتيجة لهذه الافرازات من الطبيعي تصدر قرارات كارثية تلحق الاذى في المجتمع ، فقرار قانون الانتخابات واجحافه لم يكن عن منائ المواد الدستورية التي سبقت قانون الانتخابات في انتهاك حقوق المرأة "والاقليات" الاقل عددا ولم يكن بمنأئ عن القرارت المجحفة من بعض المحافظات حول تنظيم الحياة اليومية والحرية الشخصية في الجنوب،  عندما نستقرئ تلك الاحول جميعها ، سنعرف لماذا لم ينجح الحزب في الوصول  للقاسم الانتخابي ، ان المشكلة ليست بالبرنامج السياسي للحزب، فالبرنامج السياسي ممكن ان يقرأه طالب ثانوية واستاذ جامعي ويقرر لمن ينتخب ولكن كيف الحال لمجتمع اصبح اكثر من 60% امية وتخلف ومستعد ان يقطع مئات الكيلومترات من اجل زيارة العتبات المقدسة الاسلامية والمسيحية على حدا سواء، ولكنه ليس مستعدا لقضاء ساعة عند الطبيب لمعالجة زوجته من مرض ألم بها !!!!

فماذا سيؤثر ذلك الصوت على تلك الجموع هذا الواقع وعلينا نستوعبه كما ان من افرازات النظام السابق خلق مجتمع يؤمن بيأسه وبؤسه منطلقا من بعض الآيات القرانية والانجيلية التي تدعه اسيرا لذلك البؤس  وهذا كان موجها بشكل منهجي  ضد الحزب الشيوعي العراقي ، وعلى سبيل المثال ، في  ثمانينات القرن الماضي كنا معتقلين في مديرية امن الكرخ ومن ضمن المعتقلين اصحاب "التوجهات الدينية"  وسبب الاعتقال  قصاصات ورقية ( دعاء ، حجاب، آية قرآنية  ) هذه كانت تهمتهم وتوصلهم للسجن المؤبد ولكن في نفس الوقت كان يسمح لهم بقراءة الدعاء وتداول الكتب الدينية في داخل المعتقل !!!

ولكن في نفس الوقت كانوا يرفضون طلباتنا في ادخال الجريدة اليومية وهي جرائد النظام المقبور كالثورة والجمهورية خوفا من معلومه هنا وهناك ممكن ان تؤول ويبنى عليها وهذه الحقيقة كانوا يعرفونها ازلام النظام السابق وكانت لهم منهجية وخطط خمسية في محاولة  استصال فكر الحزب قبل الحزب من المجتمع العراقي ، فلذلك اقول  سنظلم الحزب والمجتمع المدني الذي نسعى اليه اذا ذهبنا في  تبسيط الامور بسبب  عدم الوصول الى العتبة الانتخابية وكأن الحزب قد أخذ فرصته في الحملة الانتخابية وكانت هناك رقابة المانية او اوربية على الاموال الطائلة المتدولة في رصيد الاحزاب والكيانات المتنافسة ،

اما السلطة الرابعة الاعلام فبسبب مقالة في جريدة الصباح الرسمية حول البطانيات اختفى الصحفي خوفا بعد ان هدر دمه في خطب الجمعة بشكل او بآخر ، فهل بالامكان للاعلاميين ان يتحروا ويلتقوا مع تلك الحيتان لتسأله من اين لك هذا!! في الوقت الذي كان لحد يوم امس الذي يغدق الاموال شمالا ويمينا  كان يعتاش على المساعدات الاجتماعية في دول اللجوء!!! والاكثر من ذلك نطالب ونجلد الذات بدون مبرر .. الارتهان كما يحلوا البعض الى المكاشفة وترك المهام لمن هو اجدر .. !! الغريب في تحليلاتنا السياسية كلنا نتقارب في اشكالية مزاجية الناخب العراقي واسبابها ولكن عند النتائج نحمل الحزب وليس سواه حتى اللذين حاولوا الهروب الى الامام من اجل ان تكون مشاركة اوسع للتيار الديمقراطي نرى اسمائهم في القوائم الطائفية املا لحصولهم على مقعد او وظيفة معينة ، فالحزب لايحيى بالمقاعد الانتخابية بل بالقضايا المطلبية والتي على الحزب ان يركز في المرحلة القادمة في ضرورة تبني قضايا الشعب الملحة بعيدا عن التحالفات التاريخية مع هذا الحزب او ذاك فالحزب يتضامن ويتفاعل مع قضايا الشعب انطلاقا من مبادئه الاممية وليس ملزما في السكوت علىالاوضاع الاقتصادية والفساد الذي يستشري في كل مفاصل المجتمع العراقي من ضمنها اقليم  كوردستان.

اما الجانب القومي الاخر ، وأعني به نحن من ابناء  الشعب الكلداني السرياني الآشوري فلنا وقفة بمناسبة ميلاد الحزب وافرازات الانتخابات ، فبالرغم من قلة عددنا والمعروف عنا جماهيريا ناس ( حبابين للكشر)  فقد طالتنا الطائفية من اوسع ابوابها بحيث قسمنا جسدنا الى اوصال والاوصال هذه قامت تتحدث عبر المناطقية فهناك شعب خاص اسمه شعب عنكاوا واهلنا في سهل نينوى هذا من بخديدا ( قره قوش )   وذاك من القوش وهذا كله مفهوم من خلال الاوضاع والتعقيدات التي نعيشها الا ان المشكلة الاكبر باننا اصبنا بانفلاونزا  بعض الشيوعيين الكوردستانين العراقيين  الذين يطرحون القضايا القومية بشكل شوفيني  اكثر بما يطرحه القوميين الكورد انفسهم،  فالبرغم من سياسة الحزب الواضحة في القضايا القومية وفي وحدة التسمية نرى رفاقنا من ابناء شعبنا يبتعد عن اصوله الماركسية ، فبخصوص التسمية الموحدة التي تبنتها الكثير من القوى القومية الكلدانية السريانية الاشورية مؤخرا كان الحزب الشيوعي العراقي سباقا  في وحدة التسمية ورائدا في التسمية المركبة في ثمانينيات القرن الماضي (كلدواشور) المعبرة على اننا شعب واحد وقومية واحدة  ،  وطالت في حينها ولحد وقت قريب  سهام الاخوة القومانيين الذين بدأوا يتداولون حاليا  التسمية المركبة ويعتبرونها خطا احمر في علاقتهم مع الاخر من ابناء شعبنا، ومع كل هذا الارث  ينبري بعض من رفاقنا بتاريخهم النضالي المعروف في ايام النضال السري والانصار ليكونوا اتون للتخندق الطائفي وخلق اجواء متعصبة بعيدة عن نظرته الاممية ليطالب في ترسيخ قوميتنا الى قومية كلدانية وقومية آشورية ،  ليس لانه مؤمنا بها بقدر الذاتية التي يعيشها هذه الايام ويعتقد خطأ انه حينما يتبنى الخطاب الوحدوي سيجير هذا الخطاب لصالح هذه الجهة او تلك ...!!

ان التعامل مع قضايانا المصيرية والتي يؤمن بها الحزب الشيوعي والمفهوم الماركسي للقضايا القومية بشكل ذاتي او ردود افعال هو الانتحار وتخلف فكري في الوقت الذي كنا نأمل منهم في خلق مساحات لقيم التسامح والاعتدال بين ابناء الشعب الواحد (  الكلداني السرياني الآشوري) ،  الا ان الذي يحدث تفسير ماركسي (مال  تالي وكت)  تحت جبة بعض رجال الدين الذين كانوا لحد يوم امس بوقا للنظام السابق !!!!

ان التسمية الموحدة لشعبنا والتي وردت في برنامج الحزب الانتخابي في قائمة اتحاد الشعب لم تكن وليدة من اجل كسب الصوت الانتخابي من خلال مداعبة ورقة اقتراع المواطن ، فالحزب هو اكبر من مقعد هنا وهناك ولكن ايمانه العميق المتجذر في الدفاع عن حقوق الشعوب في الحياة بكرامة وديمومتها هي التي تجعل من الخطاب السياسي للحزب اكثر التصاقا بقضايا شعوب المنطقة ومنها شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ...

لا  ازعم اني جالسا فوق التل واشاهد اللعب بل كنت وما زلت ايضا جزءا من تلك المعمعة محاولا مع الكثير من ابناء شعبنا المعتدلين في  خلق حالة من  الاعتدال بين ابناء الشعب الواحد واعترف بان الطريق صعب وفيه الكثير من المطبات وابواب تكمن وراءها اسرار تزكم الأنوف وقوى خفية داخلية منها وخارجية  تسعى الى جعل شعبنا يصبح شعب مهاجر ..!

وليس تبريرا فقد اقحمنا في هذا الحقل القومي من بابه الخلفي بسبب المخاض الذي تعيشه الدولة العراقية وفقدان المواطنة الحقة التي دفعتنا الى التركيز في القضايا القومية فالشعور بفقدان الهوية للشيوعي  في احدى قرى سهل نينوى القوش تللسقف تلكيف برطلة كرمليس ... الخ يختلف تماما عن الظروف التي يعيشها رفيقه في الوطن والحزب نفسه في ريف الناصرية بالرغم انهم يتقاسمون نفس الحيف ، ولكن في كل الاحوال لا يشعر شيوعي الجنوب بفقدان الهوية الظلم الذي بات يقلق اهلنا في العراق فهناك عمليات التهجير بشكل منظم  ابتدأت من البصرة والعمارة والناصرية لأبناء شعبنا ومن ثم بغداد واخرها  الموصل ، اضافة للتغيير الديمغرافي الذي يطاله بشكل سرطاني ان صح التعبير على مدن وقرى سهل نينوى فالبرغم ان  القوى السياسية الاسلامية والعروبية المتسلطة والمختلفة طائفيا  وفكريا ومنهجا والمتحاربة  مع بعضها البعض  الا انها تتفق على شيء واحد هو العمل على تطبيق قرارات صدام الجائرة في التغيير الديمغرافي في مناطق تواجدنا ، فهناك قرار مجمد ولم يتم الغاءه ويستمر التهديد به بين الحين والاخر في توزيع اكثر من 4000 قطعة ارض سكنية  في قضاء الحمدانية لاهالي من خارج سكنة المنطقة وكذلك توزيع اكثر من 1200 قطعة سكنية في قضاء تلكيف التي لايسكنها حاليا اكثر من 20% من شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ناهيك عن قطع اوصال التجارة مع الموصل وعدم تمكن ابناءنا الطلبة للوصول الى جامعتهم في الموصل   ، جعلتنا ان نركز واضافة جهد استثنائي لاحوال شعبنا على حساب القضية الكبرى وهي بأن الوطن برمته في خطر ولكن يبقى هاجز ومخاوف اهل المنطقة اكثر من اي حالة تهدد الوطن في الوقت هو مهدد يوميا ودمه مستباحا.من خلال ما تقدم فنحن والحزب ايضا لم تكن لنا روح رياضية في ايجاد ارضية في منظمة ومختصة كلدواشور للحزب الشيوعي العراقي والكوردستاني العراقي  قادرة في رسم سياسة تعبر عن تطلعات الحزب في القضايا القومية بين رفاقه، الا ان التشرذم كان سيد الموقف في صفوفنا فجاءت النتائج مخيبة للامال ليس على مستوى النتائج في الحصول على مقعد من مقاعد الكوتا المخصصة ولا من خلال ضياع اصواتنا في تلك النتائج ،  بل  بزرع الفتنة والتشرذم بين بين ابناء الشعب الواحد الذين حاولوا بكل جهدهم في خلق الانقسام عبر صناديق الاقتراع ولكن النتيجة نتمنى صدمتهم وتعيدهم  الى رشدهم ورشدنا وان يفكروا بتاريخهم وتحليلاتهم الواقعية السابقة ..

  في عيد ميلادك السادس والسبعين حزب فهد الذي لايلين ، ستبقى حقوقنا القومية مرهونة بعراق ديمقراطي فدرالي موحد وان كل حديث يبتعد عن احترام حقوق الانسان والمواطنة الحقيقة وتاسيس دولة مؤسسات كلام هراء وهدر للطاقات والجهود وسوف لا ترى النور حقوقنا القومية مادام هناك اجندات مختلفة فذاك يريدنا ان نكون لهم تابعين وليس حلفاء وهؤلاء يريدون اقصائنا عن كل شيء يمد بتاريخنا بصلة.

في عيد ميلادك ،  ستبقى ما يميزك عن الاخرين حبك لجميع مكونات الشعب العراقي وحبك للأنسان وللأرض المعطاءه وكل عام وانتم والحزب والشعب العراقي بألف خير ومحبة .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.