اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مشكلتي مع اولادي... أريد حلا ...// كامل زومايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

كامل زومايا

 

عرض صفحة الكاتب 

مشكلتي مع اولادي... أريد حلا ...

كامل زومايا

 

لا اعرف ان كانت مشكلتي وحدي ام يشاركني البعض وخاصة إن كانوا الأبناء بأعمار متقاربة ، والأبناء كالزهور في الحديقة أو كالأشجار المثمرة لكل واحد منهم عطره الخاص ولكل واحد له طعمه الخاص يختلفون كثيرا أحدهم عن الاخر في بعض الأحيان،  ولكن الكل لهم طعم طيب ويضيفون لحياتنا راحة البال والبسمة وعبيرهم يملأ حياتنا ،

اذن أين مشكلتي مع اولادي .....؟

الحياة بقدر انها جميلة وجميلة جدا وخاصة عندما تصبح / يصبح ابنتك/  ابنك صديقتك/ صديقك  في تفاصيل الحياة وعليك بعض الاحيان عن قناعة او غير ذلك ان تقبل بتصوراتهم وقراراتهم  ، ولكي ان تستمر  الحياة تحتاج الكثير من الصبر والصبر الجميل و الجهد والعمل المثابر وعليك ان تساعد برعمك ان يتخطى  الحياة الجديدة بما فيها من امراض العصر ، كالغرور والحسد والنظر للاخرين بنظر الغيرة وليس بنظرة المنافسة من اجل حياة أفضل ، وقد علمتني حديقتي الصغيرة إن الحشائش الضارة وغير النافعة  تنمو بسرعة ، بالوقت في حالة زرع شتلة مفيدة ، ثمار من الفواكة او الخضروات فأنها تحتاج الكثير من الجهد والسهر عليها من خلال تنظيف الارض من تلك الحشائش المتطفلة التي تعيش على غذاء الاخرين،  وتحاول تلك الحشائش ان تغطي بأوراقها الضارة أن تخنق تلك النبة والبذرة بالالتفاف حولها لكي تنهيها من الحياة ...

عندما تبدأ نصائح الأباء والأمهات للأبناء تظهر الصراعات بين الأبناء وكأن الأمر هو المفاضلة بينهما ، وإن محبة ابنك هذا أكثر من ذاك،  وهنا تبدأ المشكلة تتعقد وتصبح الحلول غير مجدية مادام هناك عقلية جامدة من الابناء الى جانب قلة الصبر والبصيرة من عندنا نحن الأهل...

مشكلتي في الحقيقة ليست محصورة مع أولادي فقط بل كما يبدو الى توسعت او انها متوسعة منذ زمن الى عائلتي الكبيرة من اصدقاء ورفاق والمجتمع ، بمعنى عندما تريد ان تقيم او تنصف أو " تمدح " شخصا بغض النظر كان صديقا كان أو  قريبا،  وكأن تقييمك بالنتيجة يفهم منه بأنك لك موقف سلبي من الاصدقاء الاخرين ..!! وهذه هي الكارثة الحقيقية ...

الحسد والغيرة عند اولادنا ممكن ان نتفهمه ... بسبب انهم قليلي التجربة والصراع الطبيعي بين الأعمار المتقاربة ... ولكن السؤال الذي يحيرني نحن الشرقيين ، لماذا كل مدح أو تقييم ايجابي لأحد الأصدقاء أو الأقرباء أو الوقوف مع الحق بقضية ما ... يعتبره الآخرين بأنها رسالة سلبية ضد هذا او ذاك من الاصدقاء او من المستمعين بالوقت الذي هو ليس معني لا من قريب أو من بعيد بالموضوع.... غريبة تلك الحساسية التي نشعر بها بأتجاه الآخرين ...!! لدينا حساسية مفرطة بأتجاه الآخر مهما يكون الآخر، دائما نضع انفسنا بالمقارنة بالآخرين ...!!!

 بمعنى عندما تمدح شخص وانت في جلسة حتى يتسارع البعض بإبراز سلبياته والتنكيل به اذا سمحت له بذلك ... هذه المشكلة هي مشكلة نفسية تعبر عن اشكالية في حياتنا اليومية مع الاخرين ،  حتى في اللقاءات  مع الفنانين العراقيين ممثلين ، عندما يسألونه كيف تقيم فلان من زملائه ، تراه مباشرة يتحدث عن نواقصه وسلبياته ، بالوقت لو نسمع اللقاء مع الفنانين المصريين أغلبيتهم يتحدثون عن زملائهم بالايجابية ويتناولوهم بكلمات الحب والمدح والاطراء لهم ..

لا أعرف لماذا نحن لدينا إحساس بأن كل مدح أو تقييم ايجابي لكل صديق أو قريب يفهم منه وكأنه إهانة للسامعين او الجالسين معك !!؟؟

لماذا هذه الطاقة السلبية دوما حاضرة والطاقة الإيجابية متغيبة تماما في حياتنا اليومية ، دائما ننظر للنصف الفارغ من القدح المملوء ...!!

السلام الداخلي في محبة الاخرين مطلوبة جدا وفي كل وقت ،  لكي نتمكن بالعيش سعداء ، السلام الداخلي في رؤية جميع من حولنا بأن مظهرهم جميل ولكل انسان له من الجمال خصلة هذا الامر ضروري لكي نشعر بأننا نحن لنا من جمال حصة ....

السلام الداخلي لا يعني ابدا ان يعيش الانسان منافق وان لا يكون له موقف من الحق ، السلام الداخلي يعني أن يكون لك موقف في الحياة ، وعليك أن تقف مع الحق ، فإن فقدت الاتزان بالموقف مع الحق ،  فقد تكسب ود الانسان الباطل ،  ولكنك أنت تعلم بعلم اليقين كم انت تافه لانك بعت ضميرك لكسب أحقر الناس ......! عليك أن تعرف إن طريق الحق صعب وشائك وكما قال المسيح ( له المجد ) لأحدهم لا تساعدني في حمل صليبي،  بل أحمل صليبك وأتبعني ... والصليب هنا هو قول الحق ويجب علينا ان لا نكون شهود زور أو منافقين من أجل  ارضاء بعض المرضى بالغرور والتكبر ....الخ

عليك ان تقلع الحشائش من حديقتك لتبدو جميلة ، وقد لا يكون لديك اصدقاء كثر ولكن ستعيش براحة بال وبسلام داخلي تعرف أن تميز بين الخيط الابيض من الاسود....

اخيرا ... تمنياتي لابنائكم ولابنائنا الصحة والسلامة والتواضع والسعي لمنافسة الاخرين من اجل الأفضل ، وكذلك تمنياتي لاصدقائكم واصدقائنا سعة الصدر والسلام الداخلي المطلوب في كل زمان ومكان ،  خالي من الجبن مملوء بشجاعة بقول الحق وتعبيد طريقهم في النصيحة والاستشارة المناسبة من أجل حياة أفضل ... 

كامل زومايا

29 آب 2021

ملحوظة ، قد يكون العنوان مشكلتي مع اولادي مدخلا للموضوع  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.