كـتـاب ألموقع

نجم هوى- اخي نجم وداعًا// حسن الخفاجي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسن الخفاجي

تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 24 نيسان/أبريل 2020 19:18

كتب بواسطة: حسن الخفاجي

الزيارات: 1991

حسن الخفاجي

عرض صفحة الكاتب 

نجم هوى- اخي نجم وداعًا

حسن الخفاجي

 اخي نجم لانك جزء حي مني وتعيش معي ما حييت،لذلك ساخاطبك كما يخاطب الاحياء.

لقد كرست كل حياتك للعمل وخدمة ما تؤمن به ومساعدة الناس، حتى جاوزت السبعين عاما وانت على راس عملك في bbc واحتفلوا بك احتفالا مهيبا يوم  تقاعدك وكرموك. لكن المرض لم يمهلك لتستريح قليلا. لقد عبرت بنا بأجنحة الاملآلام الفقر والفاقة والتخلف وحملتنا على عاتقك ولَم تتذمر من ثقل المسؤولية، وتقاسمت معنا اللقمة الحلال وتعلمنا منك الكثير. انا شخصيا تفيأت بظلال  شخصيتك المهيبة ومكتبتك العامرة واغترفت من شطئآنها، كل ما هو جميل وثمين في بواكير سنوات عمري، وكنت انت من علمتني معنى ان يكون الانسان حرًا بقراره وخياراته. القلة القليلة من البشر لهم نصيب كبير من اسمائهم، وانت يا اخي اول هؤلاء. انت نجم في سموات الوفاء والأخوة والشهامة والمبدئية والجد  والاجتهاد والعمل الدؤوب، والتواضع والهدوء والعفة والصدق والايمان دون رياء، والنزاهة ونظافة اليد ومواجهة الباطل والانتصار للحق. تواضعك مع العاملين معك الذي يفسره بعض الجهلة والحمقى ضعفا يتحول الى مواجهة ورفض عندما يتطلب الموقف ذلك.

تلوح امام ناظري مواقفك البطولية ومآثرك .

اذكر منها تصديك للبعث وهو في جبروته وانت تشغل منصبا وظيفيا مرموقا، رفضت عز الوظيفة، وغادرتها والعراق، والتحقت بصفوف المعارضة في لندن. عملت بجد بأكثر من موقع للإطاحة بصدام، حين خشي البعض أو تكاسل. موقفك الاخر كان بوجه بريمر حين كان هو الحاكم الأوحد للعراق، ومعظم وربما كل ساسة العراق كانوا يؤدون له فروض الطاعة. لا أنسى يوم هاتفتني لتخبرني انك رفضت عرض فلم بعثه بريمر بيد مساعديه يصور عملية اعتقال السيد مصطفى اليعقوبي مساعد مقتدى الصدر وهو بالزي الديني وتصويره داخل زنزانة وهو يرتدي بدلة السجن البرتقالية. أوضحت لهم بشموخ أسباب عدم العرض لانه خارج الصيغ المهنية: فالمتهم بريء حتى يصدر حكما بإدانته، ولان طريقة تصويره وهو بالزي الديني إهانة لمشاعر المسلمين.

تملَّك مساعديك وبعض ساسة العراق العجب، والإعجاب من موقفك الجريء بوجه أوامر بريمر.

 واخر مواقفك التي دفعت ثمنها باهظا، حين رفضت ان يبرز صدام اخر يستغل الأعلام ويسيطر عليه. فقطعت البث المباشر عن رئيس الوزراء حينها (إياد علاوي) وكان موقفك منسجما مع مهنيتك ووطنيتك وشجاعتك وتعرضت بسببه الى بلطجة وتهديد بالقتل من قبل ثائر النقيب الناطق باسم إياد علاوي وكان شقيقه فلاح النقيب وزيرا للداخلية، ولَم تهتز أو تجبن، ولكني شعرت بجدية وخطورة التهديد واقترحت عليك مغادرة العراق فورا، وفعلت ذلك تحت إلحاح مني.

لقد غادرت العراق مكرهًا يا شقيقي مرتين وكلاهما كان البعث سببا بإبعادك عن وطنك الذي احببت وضحيت من اجله.

مؤهلاتك والبعض من منجزاتك ومواقفك ومظلوميتك مضطر لنشرها لأسباب كثيرة وانت عند رب كريم بعد ان منعتني ان اكتب عنك وانت حي كي لا تفسر كتابتي تفسيرًا ربما يضر بتاريخك أو بشخصك:

- انهيت الدراسة المتوسطة والثانوية في المدارس المسائية وكنت من الأوائل على العراق

- انهيت الدراسة الجامعية في الجامعة المستنصرية في اختصاص اللغة الانجليزية بقسمها المسائي وكنت متفوقا ايضا

- عينت في شركة نفط العراق عام 58 لحين مغادرتك عام 82 بلغت مدة خدمتك الفعلية 24 عاما 

- غادرت العراق الى لندن مكرها عام 82 بعد ان تركت مغريات وظيفتك لتجابه ظلم البعث وصدام

- حكمت بالاعدام غيابيًا وصادروا اموالك ولم تكن لديك اموال غير اثاث بيت مستعملة.

-  التحقت بالمعارضة وكانوا يعرفونك باسم (ابو محمد القرآني) وأكملت تحصيلك العلمي.

- حصلت على شهاة الماجستير في الترجمة من المعهد الملكي البريطاني.

- حصلت على شهاة الدبلوم العالي في إدارة الاعمال من جامعة استون في برمنگهام.

- أصبحت عضوا في اهم نقابتين بريطانتين هما نقابة الصحفيين ونقابة المترجمين

- التحقت في مجال الاعلام وكانت وجهتك الاولى الbbc حيث تفوقت كعادتك . عملت بعدها بعدد من المحطات وكنت من المؤسسين لمحطة mbc وأسست محطة Ann وتركتها للعمل مع قناة Lbc اللبنانية.

- في كل هذه القنوات كنت مهنيا بالكامل.. مشرفًا ومسؤولًا عن قسم الاخبار. رفضت عرضا مغريا من قناة (الجزيرة) لمنهجها المغاير لنهجك.

- كلفت من قبل الاتحاد الأوربي عبر الbbc لتدريب كوادر إعلامية عربية، فتخرج على يديك مئات الاعلاميين من مصر والمغرب وسوريا ولبنان واليمن وتونس والكثير من طلابك الذين دربتهم في بلدانهم، من الجنسين هم الذين تطوعوا لتغطية خبر انتقالك إلى رحمته.

- ترجمت لكبار مراجع الدين: ابتدأت بترجمة الرسالة الفقهية للشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد ابو القاسم الخوئي والسيد السبزواري والسيد السيستاني والسيد الخامنئي والشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد محمد حسين فضل الله، وترجمت البعض من كتبهم ورسائلهم الفقهية من اللغة العربية الى اللغة الإنجليزية. لقد بلغت حصيلة الكتب التي ترجمتها 13 كتابا وشرعت بترجمة القران الكريم وأنجزت اكثر من نصفه لكن المرض لم يمهلك لإتمام المهمة الجليلة..

- عدت للعراق وكنت من المؤسسين لشبكة الاعلام وقمت باكتشاف وتدريب عشرات الاعلاميين الذين اصبح بعضهم نجومًا فجحدوا فضلك ولم يبادر معظمهم، ولو بمنشور رثاء او تغريدة نعي.

- لا غرابة بأن الجحود الاكبر جاء من حرامية السلطة الذين صادقوا على قرار لجنة مجلس الوزراء المعنية بتصنيف المعارضين حين لم تعتبرك اللجنة معارضا لصدام بعد كل هذا النضال والتضحيات.

- شهد كبار ساسة العراق بأنك كنت معارضًا بارزًا، لكن عدم انتمائك لأحد أحزاب العار حرمك وأسرتك من حقك القانوني والأخلاقي في قبض رواتبك التقاعدية.  عن 24 سنةً خدمة فعلية بوزارة النفط للفترة من عام 58-82.

- لعن الله من ظلمك ومن جحدوا فضلك.

- نم قرير العين يا أخي الحبيب، فلقد فزت في دنياك برضا اهلك وزملائك ومن تتلمذ على يديك.

- نبتهل إليه سبحانه بأن يشملك بعفوه ورحمته ورضوانه وذلك هو الفوز العظيم.

• < السابق
• التالي >