اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ألمكتبة

الأخرق / مسرحية شعرية - صفحة 3

أخاف وأرجو وآسف وأندم

هذا أنا لما أفكر

ولما أنفي عني العدم

هذا أنا لما أكون عنك بعيدا

وأكون للرمال الأمل

ولا أحدٌ بيني وبين الرمال

وسيطا

غيرُ الرمال

وامرأةٌ ماتت من الأرق

امرأةٌ كانت شرط وجودي

وغدت عالمي الذي انوجد

في لهب...

ما وراء الأفكار

ما وراء الكمال

ما وراء الأنا

الخوف ما أروعه

والرجاء والأسف والندم

لما كان

لما تنفجر الفكرة

فإذا بالفكرة حماقة الوعد

وقوة جمال نهدْ

دٍ

روسيّ

أضاع الطريق إلى جسد أقل حماقة

فلم يأخذ الثلج معه إلى حيفا

لما يتكون الوجود من لا وجود

فإذا بالوجود جريمة الأنا

والمعرفة

ومهارة نذل يتقن كلَّ فنونِ الكيمياء

من أجل جائزة نوبل

لأجمل قُطْفِ عنبٍ من البلاستيك

تقضمه فلسطينيتان

لما يسطع الموقف

فإذا بالموقف موقف الخسيس الحاد الذهن

من فَراشٍ لا يتوقف عن التحليق في القدس القديمة

بعد المغرب

آه! يا أمي

أنا الندم والأسف والرجاء

وأنا الخوف

مما تخبئه الصحراء

لي

أنا الصراخ المختنق في حلق طفل رأى ظلي

ولم يرني

لأني كنت أخبئ نفسي في ظلي

وأمضي

أنا الهدير دون صدى لامرأة اغتصبها واحد منا مر من هنا

وأبى ألا يترك من ورائه غير ذكرى

واحدة

تنضاف إلى ذكرياتي

أنا قهقهة الوغد المتصادية في الآفاق

والمدى الحيويّ

على تَنْك أحلامي 

ما كل هذه الفوضى في انتظام الرمل؟

ما كل هذا الانتظام في النزوات؟

كل النساء زوجاتٌ لغيري

وأنا زوجٌ لرجل يتحول إلى امرأة تارة

وتارة إلى تمساح

أنا الغريب

الغريب في أرض الغير

الغريب في أرضي

الغريب على الأرض

زوجٌ لرجل يتحول إلى امرأة تارة

وتارة إلى تمثال

لا أطفال لي

فالتمثال لا يلد

والأطفال لا يأتون من فراغْ

غِ

بطنٍ كبطني

لكني مسؤول عن أطفالٍ أبوهم الإعصار وأمهم العاصفة

من بطون الرمال الهائجة سيكون مولدهم

كي أكون مسؤولا

أنا والد السراب

والإنسانية

فالإنسانيةُ خِداعٌ للحواس

وهذه هي أخلاقي

أخلاقٌ ارتبطت بساقين منحوتتين ملوثتين على مسرح الحياة

ثم أعطت نفسها لعقارب الوقت كي تعضَّها

وتجعلَ من سُمِّها جرعةَ شِفاءٍ للمخدرين

بالجَمالِ الدعيّ

جَمالي

لا قَدَرٌ هناكَ غيرُ قدري

ولا حتميةٌ هناكَ غيرُ حتميتي

الخطأُ مهنتي

والحبقُ مهنتي

***

سأختار الحرية لأني حرٌ في اختياري

النقب حرية

وما وراء النقب

حرية غيري

التي أختارها لغيري

سأهدم المعابد والمواخير

وأبني بدلاً منها المراقصَ والجامعات

وسلالمَ الشرقِ

هذه هي حريتي

وهذه هي أخلاقي

العابدون لصورهم في التوراة أنا من يختار لهم حريتهم

التي يرفضونها

قائلين ليست هذه أخلاقهم

ويلعنون أخلاقي

عاهرات القدس لهن ما لي من أخلاق

والعابدون لصورهم في التوراة ينكرون عليهن هذا الحق

الوجودي

أبوهن أنا الإنسان

القاتل

لا يَهُمُّ أن أكون القاتل

والكل عاشق؟

أنا الخالق

لقيمي

وقيم الورد الأحمق

أحمقٌ الوردُ الذي يقبل العيش ما بين الرمال

مثلي

لا معنى للحياة هنا

ولا طعم إلا على حواف المناقير الصفراء

لهذا سأكون منقارًا أصفر

وسأتركني في حضن ثعبان أنام

وتحت خف بعير أبني بيتا

أصادق جرذًا ضائعًا يبحث عن رجل يكون له أسرة

فأكون الأسرة

وأحتضن شجيرة صبار تريد أن تشعر بين ذراعيّ بكونها امرأة

فأكون الشعور

وأجعل من الملح رسالة للأنبياء لما يندر الملح في المدن التائهة

فأكون الرسالة

هل هناك إنسان أروع مني

بين أشياء الصحراء؟

أنظرُ من خارجي

فأراني كما يرى القمرُ الأرض

والشمسُ الأكوان

أتجاوزُ نفسي بالتفوق على نفسي

وبالتنافس بيني وبين الظلال

يوم تنعدم الظلال

لا فوق غيري

ولا تحت غيري

أنا مشروع نفسي

وبنفسي أخلق ما أشاء

الوجود يبقى الوجود

بي أو بغيري

الوجود وجود نفسي

تضيع فأجدها

ولا يجدها لي غيري

أحررها أنا

بقوتي أحررها

بفعلي وتفاؤلي

بيأسي

ويأس الرمال

***

ولما كانت سارة أخت إبراهيم

لم أكن أعرف إذا ما كنت ابنهما

الحرام

أم ابن سارة من فِرعون

عربيّها

كانت معضلتي معضلةً للهوية

لا للشرف

فليس للشرف حساب

بين نسل الطير

وأنا من نسل الطير غاق

لم تقل لي سارة شيئًا من حقيقتي

وتركتني نهبًا للصراع

كان عليّ أن أتخلص من عربيّ أمي

حتى ولو كان أبي

وأن أُخلص لمانهاتن

فحرامي لم يكن حراما

في عرفنا

لكني في أحد الأيام

وأنا أمضي من أمام كنيسة

في القدس القديمة

سمعت قصة أخرى عني

تقول إني ابن عيسى ومريم

لم يكن عيسى ابن مريم

كان عيسى زوجها دون شرعٍ يعطيه الحق

في أن يكون زوجها

فاختبأ الكل في ثوب العذراء

التي نفخ الرب فيها

كما كان ينفخ في بطون زوجات الملوك

من بُناةِ الأهرامات

ويقال

عنهن

ما قيل عن مريم

أمي

لكن معضلتي ظلت معضلتي

لا الشرف ولا العلياء

وإنما الهوية

فمن أنا؟

ومن هو أبي؟

يمكن أن يكون هناك ألفُ عيسى

ومريمُ واحدة

وبينما كنت أمضي

من أمام مسجد

في القدس القديمة

بحثًا عني

في يوم آخر من أيامي الضائعة

كان هناك

من يقول إني ابن خديجة من عبد المطلب

ابن الشمس الخضراء

والذهب

وإن أخي عَلِيّ

عليٌّ القمرُ كان

أخي

ولم يكن ابنَ عمِّ الظباء

حيرني القول حيرة القولين الأولين

وظل الأمر عليّ مبهما

كنت ابنًا للإبهام

وغدت حياتي أكثر تعقيدا

مما كان

هل أنا هوية كل الآخرين قبل أن أكون هويتي

أم بعدها؟

ولأَفْصِلَ في الأمر ذهبت إلى امتحان

الغريزة

في ميدان القتال

فلو قتلت من العرب أكثر

كنت يهوديًا

فقتلت من العرب الكثير

ومن اليهود بذات القدْر

بعد أن مات معظم جنودي

***

لكني عرفت هويتي

لما انتحرت راشيل التي كنت

حبيبها

ولم أكن حبيبها

عرفت أني امرؤٌ خاص

شأن كل امرئ غريب

يعيش بين غرباء لا يعرفون أنهم غرباء

ولا يعرفون قَدَرَ الغريب

الذي لي

قَدَرَ اللوطيّ

الحبل الذي قصم عنق راشيل هو قدري

رأسها المنكسر

ولسانها الزهريّ

المتدلي

لماذا يحب المرء يا أمي

حتى الموت؟

أنتِ كان موتُكِ من الشجن عليّ

وراشيل من الحب الذي أعطيتُهُ لشخصٍ

كان غيري ومثلي

ثم عَتَمَ الليلُ في شفا عمرو

يوم تركني من كان غيري ومثلي

كلسان راشيل الزهريّ

المتدلي

وغادر إلى "فينا"

كان يحب فاغنر أكثر مني

كان يريد أن يسمع الموسيقى في مدينة الألحان

وأن يشاهد راقصات الباليه

في كل زقاق

ملهم

كان يريد أن يبتعد عن الهوية

أكثر ما يكون الابتعاد

لأن الهويةَ كانت تسبب الخوف له من أناه

ووجع الرأس

ورعب المفصوم المحتار بين قضيب الله

وشرخ وردة

كان يريد أن يأكل هلال الإسلام في مدينة الحلوى

المصنوع بالزُّبدة

وصليب المسيحية المصنوع بالروم

واللوز

والعسل

والقِشدة

***

لتكملة قراءة المسرحية على الصفحة الرابعة / انقر التالي ادناه

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.