• دعوة لفاتحة وجيه عباس

حامد كعيد الجبوري

 مقالات اخرى للكاتب

دعوة لفاتحة وجيه عباس

 

المتوفى :الإعلامي والشاعر  وجيه عباس – رحمه الله -

المكان : سرادق ساحة التحرير ، سرادق أماكن تظاهر المحافظات العراقية .

الزمان : أي جمعة ، الساعة العاشرة .

الحضور : عشاق العراق فقط .

     منذ  فترة ليست بالوجيزة ونحن نتحدث كمهتمين ومثقفين ونقول ، لماذا لا يكرم المثقف وهو حي ليرى حب الناس وتعلقهم به ؟ ، وحقيقة فقد بدأت الآن أكثر من محطة تكرم مبدعيها وهم أحياء ، إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين ، نقابة الفنانين ، نقابة الصحفيين ، وأمثالهم كثر ، والتساؤل لم لم يكرم النواب الكبير وهو بآخر محطات عمره النظالي الكبير ، فقد كرمته قلوب عشاق العراق ، وعشاق الحياة قبل تكريم أية جهة رسمية أو غير رسمية ،  ولم أرى أو أسمع أن أحدهم كرّم بأن أقيمت له فاتحته وهو حي يرزق ، وهناك طرفة حقيقية بطلها حلي صاحب ( نكتة ) من الطراز الأول ، أنه ( لطيف بربن ) جاوز عمره التسعين حاليا وأمد الله بعمره الجميل ، يقول لطيف رآني صديق لي وصافحني باكيا وهو يقول ( عيني لطيف أشكد بجيت عليك والله كالوا ميت والحمد لله شفتك طيب ومو ميت ) ، أجابه لطيف بسرعة بديهته المعروفة لجميع أبناء الحلة ، ( عيني هسه ميخالف ما جيت للجنازه  ، مو أني واكف ثلث تيام أبفاتحتي ، جان أجيت وأقريتلي فاتحه الروحي ) ،  ولغرض توضيح دعوتنا بخصوص مجلس الفاتحة لوجيه عباس نقول ، ما هي الفائدة لإقامة مجلس الفاتحة لوجيه عباس وهو شبه حي يرزق ، فائدتها أنه سوف يقف بيننا مكرما ليعرف ويتعرف على من أحبه ومن يكرهه ، وبالمناسبة فإننا منظمي هذا المجلس سنضع ( لا فتة ) كبيرة مكتوب فيها ( يمنع دخول الساسة جميعا لهذا المجلس ) ، متأسين بتلك ( اللافتات ) التي وضعت بعد التغيير مباشرة لمجالس الفواتح التي أقامها أبناء وأحفاد ضحية النظام البعثي المجتث والتي تقول ( يمنع دخول البعثيون القتلة ) ، وسبب منعنا للسياسيين دخولهم فاتحة وجيه عباس أنهم هم أنفسهم من قتلوه ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا وأقليات عراقية أخرى ، ولست هنا لجعل وجيه عباس رمزا عراقيا جديدا فوطنيته تنبي عن عراقيته وأصالته ، ولأني – وهو كذلك – أرفض أن أخلق أصناما جديدة نعبدها اليوم كما عبدت أصناما سابقا ، ونعلم أن هذه التماثيل آيلة للسقوط بأحذية ( أبو تحسين ) وغيره ، وهذه الموضوعة هي الثالثة التي أكتبها عن وجيه عباس ، دون سابق معرفة به إلا حب الوطن الذي جمعني وإياه ، وحين كتابتي للموضوعتين الأوليتين أتتني أكثر من رسالة تشد على يدي ، وأخرى تتهمني بالتعاطف مع بعثي سابق ، شكرت أصحاب الرسائل المؤازرة ، ونبهت أصحاب رسائل الاتهام  الى أن وجيه عباس لم يكن بعثيا كما يزعمون ، ولم يمتدح طاغية العصر المقبور كغيره من عشاق موائد وجيوب الطاغية  ،  رغم مقولة قائد الجمع المهزوم والمجتث ( كل العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا ) ، وها أنا أكتب موضوعتي الثالثة عن وجيه عباس - رحمه الله -  وما أكثرهم أمثاله من العراقيين الشرفاء الطيبين ، يقول وجيه عباس بأن الساسة عاتبوه لأنه ( غسل) يديه بماء وعلى فضائية الفيحاء الرصينة ، وسبب ( زعلهم ) ليس أن وجيه عباس غسل يديه ، لأنهم يعرفون أن العراقيين جميعا قد غسلوا أيديهم من مثل هؤلاء وحماقاتهم وتعطشهم لشم ريح الخزائن العراقية المليئة ، بل جاء ( زعلهم ) لأن الغسل أتى على مرآى ومسمع الكثير ممن سوف يجرئهم وجيه بفعلته النكراء هذه ، وأقول لك يا أستاذ وجيه عباس ، أن غسلت يديك بماء فأنا قد غسلت يدي منهم وكما أقول في أحدى قصائدي التي عارضت بها الرمز العراقي الكبير النواب فأقول ( أبسبعة قوالب غسلت / صابون سبعه وسبعه / وخايف تسولف صحبتي / حاقد طموحه الرجعه / أشجم هافي يتشلبَه البخت / وبيده يطيّح ربعه / للفيل شدوله جنح / وبسمانه طار ورفرَف / والشاذي جا معله ربع / وللهجع يركُص بالدف / لا تظن بيبانك أدك / وعن طلبتك أتعفف / لا غرشه عندك لا تتن / لا أمزبنايه ولا لف /  أيام المزبن كضن / دكضن يا أيام اللف  )  ، نعم أيها السيد الجليل فهذا هو واقع العراقيون اتجاه أناس تسلقوا السلطة بغفلة من التاريخ والجغرافية والرسم والنشيد ، والأغرب من ذلك كله هذه اللحمة غير المتجانسة بكل شئ ، ذباح مع ضحاياه ، علماني مبتدأ مع أسلامي متطرف ، نزيه مع لص ومزوّر ، بعثي قاتل مع برئ مقتول ، فيا لصبرك يا عراق ويا لصبركم أيها العراقيون المبتلون ، وأنا للعراق ، وأنا له غير راجعون  .