اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

العيد ال ٤٠ للحزب الشيوعي العراقي// حامد كعيد الجبوري

حامد كعيد الجبوري

 

عرض صفحة الكاتب 

العيد ال ٤٠ للحزب الشيوعي العراقي

حامد كعيد الجبوري

 

يمه كلماتج عزيزه

يل التمشي الدرب دربين

درب اللي تريده الروح

ودرب اللي تريده الناس

ويا يمه الشمع شمعين

شمع اللي بچه الروحه

وشمع اللي يظل نبراس

ويا يمه الجرح جرحين

جرح اللي يورثك ذل

وجرح اللي يشيل الراس

... آذار ١٩٧٤

 

لا أتحدث عن الجبهة الوطنية التقدمية العراقية والتي أعلن عنها في 16 يوليو 1973 وعام 1974 تشكلت ظاهريا في إطار "برنامج عمل مشترك" لإقامة تحالف بين حزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الثوري الكردستاني وقسم مؤيد للحكومة من الحزب الديمقراطي الكردستاني ومستقلين متنوعين ، ولست معنيا بظروف تشكيلها وملابساتها وأخطاءها وما نتج عنها وما إلى ذلك.

 

كنا مجموعة من الأصدقاء نلتقي بشكل يومي في مقهى (ابو سراج) التي تقع على نهر الفرات في حلة العطاء والخير، ومن الراحلين الأموات (الشهيد شاكر نصيف، والمرحوم علي بيعي، المرحوم جبر داكي، المرحوم طه الربيعي، المرحوم جعفر هجول، المرحوم أحمد عبد السادة) والأصدقاء الأحياء (الشيخ مجيد الحلي، حمودي شربه، محمود هجول، محمود عبد السادة، دكتور حميد، عبد الستار شعابث، ظافر نادر، سعد الشريفي، عزيز الياسري)، وغيرهم الكثير لا تسعفني الذاكرة بالإشارة لهم، وكان القاسم المشترك للجميع صباحا وايام العطل، ومساء كل يوم الصديق (عبد الرحمن اطيمش) ، كما قلت صباحا وعصرا في مقهى ابو سراج ، وليلا بشقة الموسوعي المثقف عبد الرحمن اطيمش.

 

بعد أن أصبحت الجبهة الوطنية حقيقة واقعة افتتح رسميا مقر لمحلية بابل للحزب الشيوعي العراقي في محلة الطاك المطلة على نهر الحلة، وثم انتقل لمنطقة الإبراهيمية من حلة العطاء والمدنية، لم أكن اقدر الوصول لمقر الحزب لأسباب كثيرة أهمها الأسباب الأمنية، كنت ضابط برتبة ملازم أول في الجيش العراقي، بعد أيام ستمر الذكرى ٤٠ لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، لاحظت أحاديث فردية بين الراحلين الشاعر الراحل شاكر السماوي الذي يحل ضيفا بين مدة وأخرى لكازينو ابو سراج، والشاعر الراحل علي بيعي والراحل جعفر هجول ومعهم الشاعر عبد الستار شعابث، انقطع حديثهم حين سلمت عليهم وجلست معهم، تغير الحديث دون أن ألتفت أنهم يخططون الذهاب لبغداد لحضور احتفالية الحزب، ولكني استطعت معرفة ذلك من صديقي الشاعر عبد الستار شعابث الذي أوضح لي انهم لا يريدوا أن أعرف بما يخططون له خوفا على سلامتي، كانت وحدتي العسكرية مقرها معسكر التاجي، قررت الذهاب للاحتفالية يوم ٣١ آذار عام ١٩٧٤ بسيارتي الشخصية نوع موسكوفيج موديل ١٩٧١ رقمها ٧٧٠ بابل، الساعة الثالثة عصرا التقيت بمحض الصدفة الشاعر الكبير الراحل شاكر السماوي والراحل طه الربيعي، قال لي شاكر رحمه الله إلى أين العزم؟، قلت له إلى احتفالية الحزب الشيوعي، قال لي وما علاقتك بالحزب والاحتفالية وانت ترتدي بزتك العسكرية، لا أظنك إلا مجنوناً؟، قلت ولماذا الجنون أليست هذه ايام الجبهة الوطنية، قال لي بصوت لا يخلو من الحدة، اي (جبحة) وطنية تتحدث عنها؟، قلت له ساتصرف واشتري قميصا مدنيا واحضر الاحتفال، قال لي وأيده الراحل طه الربيعي، قال انت تريد أن تستمع لنا - يعني الشعراء - حسنا اذهب لكازينو الخضراء على شاطئ ابو نؤاس، سنجتمع كلنا فيها بعد الحفل، ويتذكر ذلك الصديق عبد الرحمن اطيمش وأشار لها بأكثر من مكان، لم احضر للاحتفال، ولم يحضر الأصدقاء لكازينو الخضراء، وهكذا ضاع عليّ فرصة الإستمتاع للقصائد التي ألقيت، ( شاكر السماوي، عريان السيد خلف، ناظم السماوي، عزيز السماوي، علي بيعي، رياض النعماني، طارق ياسين، فاضل السعيدي، إسماعيل محمد إسماعيل )، بعد الاحتفالية جمعت القصائد الملقاة على المحتفلين، وحتى القصائد غير الملقاة بكراس ضم بدفتيه (٣٢) قصيدة تحت عنوان ( أغاني للوطن والناس).

 

عام ٢٠٠٣ سقط صنم الدكتاتورية وفي العام ٢٠٠٤، بعد ثلاثين سنة كان العيد ال ٧٠ للحزب الشيوعي العراقي، وجهت لي الدعوة للقراءة والحضور من قبل الصديق عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الدكتور علي ابراهيم، ومن الصديق مزاحم الجزائري، وكذلك الصديق الشاعر عادل الياسري، فكانت قصيدتي المؤجلة التي كتبتها للعيد الأربعين، أضفت لها مقطوعة للعيد السبعين، وقد جمع تلك القصائد الشاعر الكبير الراحل (عريان السيد خلف) وبإيعاز من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وطبعت القصائد بكراس تحت نفس عنوان العيد الاربعين (اغاني للوطن والناس)، اقول ببعض ابيات من القصيدة:

يالشايل همومك والفرح عالباب

يا يوم التبسم ثكلت همومك

عرفتك بالزغر حد ما شبابي شاب

ما شفتك معيد سود بهدومك

ملجوم الجرح لسه الجرح ماطاب

تزداد الجروح جروح كل يومك

حبيت العراق بنخلة السياب

ومن كاع الشمال زهورك شمومك

لا هادنت ظالم لا بست أعتاب

ولا دنكت راسك ربعك وكومك

علموني الشعر عريان والنواب

قريت ام وبراءة وبانت علومك

بهرني ببرغك من شفته كله خضاب

من دم الرفاق ونزفة دمومك

آذار ٢٠٠٤

....

ح ا م د

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.