المراة والاسرة
سموم تنهش أجسادهم الصغيرة.. تحذيرات من أطعمة يتناولها الأطفال بكثرة في العراق
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 09 آذار/مارس 2024 19:40
- كتب بواسطة: Super User
- الزيارات: 704
شفق نيوز/ يتناول الأطفال بصورة عامة الكثير من الحلويات على مدار اليوم، حالة تصنف كنوع من أنواع الإدمان على السكريات التي بارتفاعها يرتفع هرمون الدوبامين المسؤول عن شعور بالسرور والبهجة، لكنها في الوقت نفسه لها مخاطر كثيرة على الأطفال لما تحتويه من مواد صناعية خطرة وسامة، وفق أخصائية الطب النفسي، بتول عيسى.
وتوضح عيسى، أن "هوس تناول الأطعمة الحلوة لا يقتصر على الأطفال فقط، وإنما على البالغين وكبار السِن أيضاً، وذلك لاقتران السعادة بالسكر، لكن الأطفال لا يظهر عليهم السرور فقط، وإنما نشاط وطاقة أيضاً، لذلك يلاحظ ازدياد لعبهم بعد تناول الحلويات، لكن قد يتحوّل إلى العدوانية في حال كان الطفل لديه فرط حركة في الأساس".
وتؤكد خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، على "أهمية اتخاذ خطوات للأطفال الذين يتناولون السكريات بكثرة، من خلال تقليل السكر تدريجياً، ومن ثم إدخال أنشطة ذهنية وجسدية للحصول على السعادة بطرق صحية".
خطورة الحلويات الملوّنة
تؤكد أغلب الدراسات أن الحلويات خطرة وسامة على الإنسان بصورة عامة لكن بدرجة أكثر على الأطفال كون بنيتهم الجسمانية لا تزال قيد النمو من جهاز الدوران والجهاز الهضمي والجهاز العصبي، بحسب الباحثة والمختصة في الأغذية الصناعية ومخاطرها على أدمغة الأطفال، فرح رشيد الحكيم.
وتضيف الحكيم لوكالة شفق نيوز، أن "أخطر ما موجود في الحلويات هي الملوّنات التي هي واحدة من مجموعة مواد تُضاف إلى الحلويات مثل السكاكر التي يتناولها الأطفال، إذ تُضاف أيضاً ومواد حافظة ومغلظة للقوام ليكون شكلها ثابتاً وتتحمل اختلاف درجات الحرارة وسوء الخزن، وهناك مواد مضادة للأكسدة لإطالة عمر المنتج، وهذه موجودة بنسب مقبولة عند منظمة الغذاء العالمية".
لكن أغلب المصانع المحلية غير خاضعة للتقييس والسيطرة النوعية، وفق الحكيم، "لذلك منتجاتها ذات سُمّية وخطورة أكثر، ورغم وجود محددات معروفة في الصناعات للنسب المسموح بتناولها، إذ المواد الملوّنة التي يرمز لها (E) من 99 إلى 100، والمواد الحافظة من 200 إلى 299 (E)، لكن المشكلة بعدم إلتزام المصانع في هذه المحددات".
وتكمل، أنه "وفي الوقت نفسه عدم تحديد الكمية التي يأكلها الطفل خاصة في ظل سياسة الترغيب والترهيب بالحلويات التي تعتبر اعطاء الحلوى مكافأة على إتمام عمل ما".
وتشير المختصة في الأغذية الصناعية، إلى أن "المواد التي تدخل في صناعة ألوان الحلويات لا تنتج من الطبيعة، بل هي بتروكيماوية، إذ إن استخراج اللون الأحمر على سبيل المثال لا يتم من الرمان أو الفراولة وغيرها، لأنه لا يظهر بلون أحمر غامق، بل بدرجة لون باهتة، كما أن هذه الألوان الطبيعية لا تُضيف لمعة على المنتج، وفي الوقت نفسه هي ألوان صعب استخلاصها، وتكلف المُصنّع أكثر من الفائدة المرجوة من المنتج".
وتبيّن، "لذلك كان اللجوء إلى استهلاك أصباغ الملابس والأصباغ البتروكيماوية بنسب معينة وبصلاحية سُمّية مقبول بها، لتسويق أكبر للمنتج، إذ إن الألوان تستقطب الأطفال".
وعن مخاطرها، توضح الحكيم، أن "الحلويات تسبب فرط حركة للطفل، وتناولها في الليل تسبب الأرق، ما يؤدي إلى بناء مناعي ضعيف نتيجة لقلة النوم، فيصبح الطفل كثير الأمراض مع بنية جسمانية غير صحيحة ولون بشرته يتغير إلى اللون الأصفر وتؤدي تدريجياً إلى الأنيميا (فقر الدم)".
وتتابع، "كما أن منكهات (الأجباس) وحتى (معكرونة الإندومي)، رغم أنها مكوّنة من مسحوق الرز وهذا ليس فيه مشكلة، لكن الأملاح التي تسمى الملح الصيني أو الماليزي يسبب نوعاً من الإدمان عند الطفل، وتراكم الُسمّية في جسمه".
وتضيف، أن "أملاح جلوتامات الصوديوم الأحادي الذي موجود أيضاً في مكعبات الماجي، تسبب للأطفال التهاباً حاداً بالأمعاء، والتهاب القولون التقرحي، وتتراكم في الكلى، ويصبح لديه أوراماً تؤدي تدريجياً عند الكِبر إلى الفشل الكلوي وتتراكم سميتها بجدران الكبد وتدريجياً عند الكِبر يحدث تشمعاً بالكبد، كما تسبب خللاً بالأيض وفقدان الشهية".
وتؤكد المختصة في الأغذية الصناعية في ختام حديثها، أن "هذه سياسة غذاء خطرة على الأطفال، لذلك ينبغي الابتعاد عنها".
صناعة الحلويات العراقية
من جهته، يشير الخبير الاقتصادي، أحمد عيد، إلى أن "صناعة الحلويات والأغذية العراقية رائدة في هذا المجال، ولها مميزات تميزها عن غيرها من ناحية الجودة والطعم، وهناك عائلات عراقية اشتهرت في الصناعات الغذائية والحلويات والمعجنات، لأنها تبقى على طبيعتها من دون مواد حافظة أو ألوان صناعية".
ويقول عيد لوكالة شفق نيوز، إن "الألوان والمواد التي تدخل في الأطعمة الملوّنة مستخلصة من فضلات البترول أو مواد كيمياوية أخرى، تكاد أن تكون في كثير من الأحوال غير نافعة للاستخدامات البشرية".
ويؤكد، أن "الإنتاج المحلي للصناعات الغذائية مهم جداً بالنسبة للاقتصاد الوطني العراق، والعمل على تطويرها يزيد فرص الناتج المحلي الإجمالي من هذه الصناعات ويحد من استيرادها من الخارج مما يقلص من فرص هدر الأموال وتحديداً العملة الصعبة".
ويشدد في نهاية حديثه، أن "على الحكومة دعم ومساندات قطاع الإنتاج المحلي بمختلف أنواعه، لأن ذلك يسهم في تعظيم الإيرادات ومعالجة الكثير من المشاكل في مقدمتها هدر العملة وتوفير فرص عمل للشباب والسيدات".
المتواجون الان
424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع