المراة والاسرة

• تعرفي إلى الاكتئاب للشفاء منه بصورة أفضل

تعرفي إلى الاكتئاب للشفاء منه بصورة أفضل

مجالس حمدان

 

يتعرض ملايين الأشخاص حول العالم للاكتئاب في كل عام، لكن معظمهم يبقون من دون علاج لسوء الحظ. والمؤسف أن هذا المرض قد يعاود بنسبة مرتفعة وبخطورة أكبر، مما يفضي إلى عواقب وخيمة...

تشير الإحصاءات إلى أن ٢٠ في المئة تقريباً من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين ١٥ و٧٥ عاماً يعانون من الاكتئاب في مرحلة ما من حياتهم. وتظهر هذه الإحصاءات أن الاكتئاب شائع عند النساء (٢٠ إلى ٢٥ في المئة) مرتين أكثر مما هو عند الرجال (٧ إلى ١٢ في المئة)، لكن هذا الفارق يختفي بعد عمر ٥٥ عاماً وتصبح النسب متوازية تقريباً.

ثمة تأثير وراثي كبير في الاكتئاب، رغم أنه لا توجد جينة محددة للاكتئاب. فالأشخاص الذين يكون أحد أهلهم (الأب أو الأم أو الإخوة أو الأخوات أو الأولاد) مصاباً بالاكتئاب يكونون بدورهم عرضة للاكتئاب أكثر من بقية الأشخاص. والمؤسف أن ٧٠ في المئة من الأشخاص الذين ينتحرون يعانون من اكتئاب، غير مشخص في أغلب الأحيان أو غير معالج بطريقة جيدة.

 

إليك لمحة عن بعض المعتقدات الشائعة المرتبطة بالاكتئاب، والتي نميز في ما يلي بين الصح والخطأ فيها.

 

يجب عدم خلط الكآبة مع الاكتئاب

صح.  فالكآبة هي مشكلة عاطفية عابرة ناجمة عن حدث معين في الحياة، مثل الموت أو الطلاق أو البطالة... أما الاكتئاب فيستمر لفترة طويلة، كل يوم تقريباً وطوال النهار، ويسبب ألماً عميقاً جداًَ. لذا، عند الشعور بتعب مستمر من دون أي سبب ظاهري له، أو الإحساس بغياب الحافز أو الاهتمام، أو الإحساس بحزن دائم ومستمر، يجب التفكير في الاكتئاب والتوجه إلى الطبيب المتخصص لطلب المساعدة، لاسيما عند وجود أعراض أخرى: مشاكل في التركيز أو الانتباه، أوجاع جسدية، مشاكل في النوم، أو أفكار انتحارية...

 

أملك الإرادة وأستطيع التخلص من الاكتئاب لوحدي

خطأ. فالإرادة لوحدها لا تكفي للتخلص من الاكتئاب، خصوصاً وأن هذا المرض يترافق مع اضطراب في عمل الدماغ، يؤثر في الشخصية والجسم على حد سواء. بالفعل، قد يسبب الاكتئاب إحساساًَ بالحط من قيمة الذات وأفكاراً سلبية يستحيل على المرء محاربتها لوحده من دون مساعدة. لذا، يعتبر العلاج الطبي ضرورياً جداً، حتى لو كان يصعب أحياناً تقبل هذه الفكرة.

 

لا يمكن الشفاء أبداً من هذا المرض

خطأ. فالشفاء الكامل والطويل الأمد ممكن، رغم أن خطر معاودة المرض كبير هو أيضاً. بالفعل، تعود أعراض الاكتئاب للظهور مجدداً في خمسين في المئة من الحالات، ولذلك تبرز الحاجة إلى معالجة المرض فور ظهور أعراضه. بالفعل، كلما تأخرنا في زيارة الطبيب الاختصاصي، ازداد احتمال معاودة المرض مرة جديدة ، وبات الاكتئاب أكثر صعوبة على المعالجة.

 

إذا تلقيت العلاج، لن أبقى كما أنا

صح وخطأ. فمضادات الاكتئاب قد تسبب تأثيرات جانبية مزعجة نوعاً ما، مثل أوجاع الرأس، والغثيان، والعصبية، والأرق، والاضطراب وحتى فقدان الرغبة الجنسية. إلا أن هذه الأعراض تخفّ وتختفي بعد أسابيع قليلة في أغلب الأحيان. إذا لم يحصل ذلك واستمرت الأعراض المزعجة، قد يقترح الطبيب مضاداً للاكتئاب له التأثير العلاجي نفسه وإنما من دون التأثيرات الجانبية المزعجة.

 

مضادات الاكتئاب تسبب الإدمان

خطأ. فعلى عكس مضادات القلق أو الأدوية المنوّمة المعالجة للأرق، لا تسبب مضادات الاكتئاب الإدمان. في المقابل، إذا أوقفت العلاج فجأة، يمكن أن تظهر أعراض مثل القلق أو التعب أو المشاكل الهضمية أو أوجاع الرأس... إضافة إلى الأرق والعصبية. لذا، من المهم التوقف تدريجياً عن تناول مضادات الاكتئاب تحت إشراف طبيب متخصص.

 

نبات الأوفاريقون (Millepertuis) يمكن أن يحلّ مكان الأدوية

 

خطأ. فنبات الأوفاريقون يستخدم تقليدياً لمعالجة حالات الاكتئاب الخفيفة والعرضية، ويمكن اعتباره بمثابة علاج قصير الأمد لحالات الكسل المترافقة مع فقدان الاهتمام ومشاكل النوم. إلا أن نبات الأوفاريقون ليس على الإطلاق علاجاً لنوبات الاكتئاب المهمة، مع الإشارة إلى أنه قد يتفاعل بشكل خطير مع أدوية معينة، ومنها بعض مضادات الاكتئاب، ولذلك يجب استهلاكه بطريقة معتدلة وتحت إشراف اختصاصي.