اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

انتفاضة تشرين متجددة في ضمائر العراقيين// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

علي فهد ياسين

 

عرض صفحة الكاتب 

انتفاضة تشرين متجددة في ضمائر العراقيين

علي فهد ياسين

 

لازالت اغلب الشعارات التي يرفعها المتظاهرون في العراق والبلدان العربية تتمحور حول حقوق المواطنين المغيبة في عقول الحكام الفاسدين، فلا تنمية ولافرص عمل ولاعدالة اجتماعية ولاخدمات، ولاتعامل مع المواطن الا لتنفيذ الواجبات، بعد اختصار تعريفه بـ ( رقم ) ضمن قوائم الاحصاءات الأمنية، المراقبة تفصيليا على مدار الساعة، في صورة تعكس خواء العقول التي اعتمدت منهج القمع المفرط لادامة السيطرة الامنية على البلدان .

 

لقد عانى شعبنا العراقي من تراكمات ثقيلة ومستمرة بسبب برامج الحكومات الفاشلة منذ عقود، والتي انتجت واقعا مريرا، تراجعت فيه مؤشرات العدالة واحكامها امام طغيان الفساد وتداعياته الاجرامية،ليعم الخراب ويتصاعد الارهاب، كنتيجة طبيعية لاعتماد الطائفية منهجاً عقيماً لادارة البلاد منذ سقوط الدكتاتورية .

 

لقد بدد حكام العراق الثروات والفرص الثمينة للتطور والبناء، بمغامراتهم في الحروب في زمن الدكتاتورية، وبالسرقات والمشاريع الفاشلة والوهمية في زمن الطائفية، ليتحول العراق الى ساحة صراع للاعبين الاقليميين والعالميين على حساب مصالح العراقيين، وليدفع الفقراء الاثمان الباهضة من دماء ابنائهم وممتلكاتهم وأمنهم ومستقبل اجيالهم، في تسلسل متصاعد للمآسي العبثية منذ تاسيس الدولة العراقية .

 

 ارتبطت الحكومات العراقية المتعاقبة منذ 2003 باتفاقيات وبرامج لوجستية مع شركات توريد السلاح الغربية والأمريكية على وجه الخصوص، أكثر بكثير من نظيراتها شركات تطوير الخدمات التي يحتاجها المواطن، او الشركات المتخصصة باعادة تشغيل آلاف المصانع والمعامل العراقية المتوقفة عن الانتاج، لتوفر فرص عمل للعراقيين ودعم لميزانية البلاد ، وهو منهج تشجع عليه وتدعمه سياسات الغرب وحلفائه، المرتكزة على خلق الأزمات وأدارتها في العراق والمنطقة، وفق مسلسل مدروس يضمن استمرار دوران خطوط انتاج مصانع السلاح، التي توفرأعلى نسب الارباح للشركات الرأسمالية المتحالفة مع الادارات السياسية في بلدانها .

 

 ان الأمان الاجتماعي الذي توفره التنمية هو الأساس في تطور البلدان وحفظ كرامات الشعوب، وليس سياسات القمع والحروب، وهو ما افتقرت اليه برامج الحكومات العراقية منذ عقود، ليتحول العراق الى سوق استهلاك مفتوح يلعب فيه تجار السلطة بلا ضوابط ولا احكام، بدلا من تحويله الى قلعة انتاج زاخرة بالطاقات والامكانات والعقول، لتساهم في اعادة البناء لبلد انهكته موجات الصراع واراقة الدماء .

 

كل الاطراف تعرف تماماً اسباب وتداعيات وتفاصيل احداث انتفاضة تشرين، والظروف التي احاطت بها، وتعرف كذلك امكانية انطلاقها من جديد بقوة وعزم اكبر، لانها لازالت قائمة ومتجددة في ضمائر التشرينيين وعموم العراقيين، وان اكبر محركاتها التي لاتهدأ، ملف الكشف عن قتلة الشهداء ومصير المغيبين، ليتحقق مبدء ( عدم الافلات من العقاب ) الذي هو قاعدة اساس لتحقيق العدالة، الضامنة للحقوق والمراقبة للواجبات والمحققة للمساواة امام القانون .

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.