اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

زلزال في أوروبا: تقع في أحضان أحزاب اليمين المتطرف// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب 

زلزال في أوروبا: تقع في أحضان أحزاب اليمين المتطرف

جمعة عبدالله

 

منذ ما يربو على عقد من الزمان أو اكثر قليلاً, بدأت تظهر الاحزاب اليمن  الاوروبي المتطرفة, تأتي من الحديقة الخلفية والهامشية الى الواجهة السياسية المتقدمة والى التنافس الانتخابي . وبدأت تملك القوة والنفوذ المتصاعد في تغيير  الخريطة السياسية, وأصبحت تهدد احزاب اليسار والوسط واليمين المعتدل. وأخذت تصعد نحو القمة بطفرات كبيرة وتحوز النجاحات الكبيرة في الانتخابات التشريعية. ان هذه الاحزاب وريثة الفاشية الجديدة في أوربا, التي طمرت منذ الحرب العالمية الثانية, وتظهر مجدداً خلال هذا العقد المنصرم, في أحياء نشاطها السياسي والشعبي , وتنجح في التنافس في النتائج الانتخابية التشريعية, وتتسلم مقاليد    الحكم من الأحزاب الأوروبية التقليدية. وتصبح احزاب حاكمة كما حدث في هنغاريا وبولندا والسويد . وجاء الدور على إيطاليا اليوم, لتقع في احضان اليمين المتطرف, العنصري المعادي للهجرة  والمهاجرين.

 

ان المناخ السياسي السائد في أوربا نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها, تؤهل أحزاب اليمين المتطرف ان تأخذ زمام المبادرة, في التعهد في الانقاذ والانفراج في الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها أوروبا في هذه الظروف الحرجة . وتروج في دعايتها الانتخابية والسياسية , بأنها ستنقذ البلاد من العبء الثقيل في تدفق الهجرة والمهاجرين, وهي تحملهم المسؤولية الكبيرة في الازمة الاقتصادية والمعيشية, وتتعهد في انقاذ البلاد من جرائم وارهاب اللاجئين, واستهتارهم بالمجتمع الأوربي ثقافته وطابعه الاجتماعي, من السلوك الشاذ والشائن من بعض المهاجرين في فرض ثقافته وعقليته السلفية على المجتمع الأوربي .

 

 

والأحزاب اليمينية المتطرفة تحمل لواء العداء للهجرة والمهاجرين. وما حدث في ايطاليا باكتساح نتائج الانتخابات التشريعية جاء كشيء طبيعي ومنطقي, في الحزب اليميني المتطرف الايطالي ( إخوة إيطاليا ) بقيادة زعيمته ( جورجيا ميلوني/ 45 عاماً ) قد حصل في الانتخابات التشريعية السابقة على 4% من أصوات الناخبين, طفر في الانتخابات التشريعية الحالية الى 26,44% من أصوات الناخبين هذا الفوز الساحق يؤهل زعيمته ( جورجيا ميلوني ) أن تصبح أول امرأة في إيطاليا تتولى منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة من أحزاب اليمين المتحالف معها.

 

أن زعيمة حزب ( إخوة إيطاليا ) متأثرة بأفكار موسوليني الفاشية ومعجبة به, وهي تحمل لواء الفاشية الجديدة. وقد مارست مختلف الأعمال والنشاطات الحياتية قبل ان يصعد نجمها السياسي, وأن تصبح عضوة برلمان ووزيرة الشباب في حكومة ( برلسكوني ) فقد بدأت عملها الحياتي من بائعة الخضار في سوق شعبي, الى ساقية في حانة, الى مربية الاطفال. الى من المؤكد أن تتولى رئاسة الوزراء.  وتعهدت بأنها ستغلق ابواب إيطاليا في وجه الهجرة والمهاجرين براً وبحراً , وكذلك ستنظف إيطاليا من المهاجرين بترحيلهم الى بلدانهم, عكس بريطانيا التي تنوي ترحيل اللاجئين الى رواندا.

 

ان سياسة العداء للهجرة والمهاجرين أصبحت مقبولة في المجتمع الأوربي, ويفكر بأي طريقة التخلص منهم, بعدما كان يستقبلهم في الماضي بترحاب ويمنحهم التسهيلات في الإقامة والعمل والسكن والمعونة الشهرية. لكن الجماعات الاسلامية السلفية والمتطرفة, أساءت الى هذه المساعدات الانسانية وتسهيلات اللجوء,   وبدأت تفرض ثقافتها السلفية والمتطرفة والإرهابية على المجتمع الأوروبي, وأصبحت منبوذة من المجتمع الأوروبي برفض تدفق الهجرة والمهاجرين, وأحزاب اليمين المتطرفة والعنصرية, استغلت هذا المناخ السائد لصالحها, بعدما كانت في الماضي هامشية ومنبوذة بسبب افكارها الفاشية, أصبحت اليوم المنقذ في أوروبا , بعد يأس المجتمع الأوروبي من أحزاب اليسار والوسط واليمين المعتدل وخاب أمله فيها في حل معضلة الهجرة والمهاجرين. تأتي هذه الأحزاب اليمين المتطرف كالبديل المناسب لحل الازمة, وان اوربا آجلاً أم عاجلاً ستسقط في احضان اليمين المتطرف الأوروبي .

     جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.