مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (920)- علاء مجيد واللجنة الوطنية العراقية للموسيقى

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2022 19:50

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1249

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (920)

علاء مجيد واللجنة الوطنية العراقية للموسيقى..!

الاثنين، آذار 21/3/2022.

عندما أخرجني الموسيقار الراحل منير بشير من الظلمات الى النور مطلع سبعينات القرن العشرين واصبحتُ موظفاً في دائرته الموسيقية التي تم تاسيسها له في وزارة الثقافة والاعلام، كان حينها قد أعيد نشاط اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى المرتبطة مباشرة بمنظمة اليونسكو..! وأمست دائرتنا الموسيقية (دائرة المستشار الفني) ثم تبدل اسمها الى (دائرة الفنون الموسيقية) الراعية لهذه اللجنة ودعمها بصورة ممكنة وفق مضمون علاقة مثل هذه اللجان المرتبطة مباشرة بمنظمة اليونسكو والممثلة لشعبها ودولها. واستمر عمل اللجنة سنوات كثيرة برئاسة الموسيقار منير بشير مدير عام دائرة الفنون الموسيقية في نفس الوقت.

     بعد تقاعد الاستاذ منير بشير من وظيفته وانفكاكه من الدائرة عام 1993، واستمرار الحصار الظالم على شعبنا وبلدنا، توقف نشاط اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى كثيراً. وتقهقر وجودها من عدم وجودها، وبعد الاحتلال البغيض لبلدنا العزيز عام 2003، إرتبكتْ الكثير من الامور ومنها عمل اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى..! وكادت تكون نسياً منسيا..! ورغم كل هذه الظروف القاسية المحيطة بحياتنا، إستطاع الدكتور حبيب ظاهر العباس المدير العام في وزارة الثقافة، ان يعيد الحياة الى هذه اللجنة في السنوات الاولى بعد الاحتلال، وكنتُ أحد أعضاء هذه اللجنة، واجتمعنا برئاسة الدكتور حبيب ظاهر العباس مرّات عديدة، كانت أغلبها في بيت الموسيقار الاستاذ منذر جميل حافظ..! واستمرّتْ هذه الاجتماعات لفترة من الزمن حتى غادرتُ بلدي العراق واستقراري في المملكة الاردنية الهاشمية، بحيث بتُّ لا أواكب التطورات الدقيقة لشؤون موسيقى بلدي..! ويبدو أن اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى تكاد تكون قد إضمحلت ولم تعد قائمة كما يبدو، أو أن نشاطها قد توقف..! حيث لم أعد أسمع عن أخبارها وعملها شيئاً، وبقيتْ الامور على هذا الحال سنوات عديدة وسط غياب اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى التي لم يعد لها أي ذكر، وهو جزء من انعزال موسيقانا عن العالم الموسيقي الخارجي وتطوراته المستمرة..!

      في الاسابيع القريبة الماضية، تصدى لهذا الوضع الغريب من غياب اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى، فناننا الكبير المايسترو علاء مجيد السوداني مدير عام دائرة الفنون الموسيقية حالياً، وعمل بجهود جبارة على لم شتات هذه اللجنة ورد إعتبارها المفقود لسنوات مضت، وإعلان إعادتها وعودتها الى الحياة من جديد، بدعم مباشر من وزارة الثقافة الممثلة بشخص وزيرها الاستاذ حسن ناظم، الذي عمل بصورة دؤوبة لمساعدة ودعم دائرة الفنون الموسيقية على مشروع إعادة اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى الى العمل والحياة من جديد..! باعتبارها النافذة المهمة لموسيقانا مع العالم من خلال إرتباطها بمنظمة اليونسكو العالمية. فشكراً للسيد الوزير الاستاذ حسن ناظم، وشكراً للمايسترو الكبير علاء مجيد مدير عام دائرة الفنون الموسيقية، على إعادة بشائر الحياة الموسيقية في بلدنا الى سابق عهدها، داعين المولى القدير أن يوفق السيد الوزير في كل مساعيه لدعم وعودة الحياة الثقافية الطبيعية في بلدنا. وشكراً آخر الى قائد الفنانين الاستاذ علاء مجيد المدير العام والمايسترو الكبير.

      هكذا عرفتُ وأعرفُ أخي الغالي الاستاذ علاء مجيد، إنسانا بمعنى الانسانية، وطنيا غيوراً على موسيقى بلده، غيوراً على فنون موسيقاه بكل أزمانها وأنواعها وأشكالها، وهكذا نشاهد ونسمع ما يسرُّ النفس مثل هذا الانجاز الكبير بعودة الحياة الى اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى، والحبل على الجرار كما يقول المثل الشعبي، فالانجازات الاخرى ستأتي تباعاً إن شاء الله، لمعرفتي الكبيرة بقيمة الطموحات والتطلعات والامكانيات التي لا تنضب والتي يتمتع بها الاستاذ علاء مجيد، هذا الفنان المهذب المتواضع والمتأمل الحالم بموسيقى بلده التي يمكنه أن يوصلها الى العالمية والى أقصى بقاع العالم..! أملنا كبير بهمة وحرص وغيرة فناننا الكبير علاء مجيد لانجازات فنية أخرى قادمة باذنٍ منه تعالى.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

• < السابق
• التالي >