اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

آن اوان حل حشد المتطوعين وميليشياته وفصائله// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

آن اوان حل حشد المتطوعين وميليشياته وفصائله

سعد السعيدي

 

لم يكن احد يتصور تحول حشد المتطوعين بعد تأسيسه كقوة لمحاربة الارهاب الى اخرى موازية تقوم باعمال عكس التي انشئت لاجله. وذلك في بلد ينظر الى الميليشيات وبحق الى كونها قوات خارجة عن النظام والقانون.

 

وكان هذا الحشد قد بدأ منذ فترة الحرب على داعش بالتحول توازيا مع كونه قوة ضامنة لامن البلد الى اخرى خادمة لمصالح إحدى دول الجوار. ولا يبدو على هذا الحشد او قياداته الحياء ولا الخجل من قيامه بهذه الخدمات والتصرفات غير الوطنية. هكذا صار الجميع يرى ظهور تصرفات مشينة تصدر منه كلاما وعملا.

 

لقد انشيء حشد المتطوعين اضطرارا لحل مشكلة آنية متمثلة بالارهاب الداعشي. وقد انتفت الحاجة لهذا الآن كون هذه المشكلة الآنية قد تلاشت الى حد كبير ولم يعد بالتالي من داع لاستمراره. ومع الوقت قد تحول الى قوة عسكرية موازية للجيش الرسمي. وقد وصل تعداده الآن الى ال 170 الفا من المقاتلين حسب آخر الاخبار ويكلف الدولة مئات الملايين من الدولارات شهريا. وهو بهذا قد صار يشكل عبئا ثقيلا على البلد والدولة.

 

لا يبدو على هذا الحشد ولا على قياداته الاهتمام إن سقط البلد في لجة الديون او إن جاع اهله. فالمهم لهم هو الاستحواذ على اية موارد فيه وتصريفها لدولتهم الداعمة. وهو تآمر على البلد لا خدمته. وقد ذكرنا في مقالة سابقة بان الامريكيين هم سعداء جدا لاستنزاف هؤلاء لاموال وميزانيات بلدهم. وهم لهذا السبب لا يتعرضون لهم كونهم يحققون الاهداف الامريكية. والامر بالنسبة لهذا الحشد هو طبعا سواء بسواء طالما يفسح له المجال للاستيلاء على الاموال. ثم قد ظهرت الى العلن مؤخرا تصريحات سياسية لقادة وممثلي هذا الحشد. وهو امر ممنوع عليهم كجهاز امني وفق الدستور. تقول هذه التصريحات بعدم ممانعتهم لتبادل العلاقات الطبيعية مع دولة الغزو الغاشم هذه لبلدنا. تلك الدولة التي خلقت الارهاب بنفسها وهم الذين يدعون محاربتهم لها. وهو اثبات آخر على نفاقهم وكذبهم وانتهازيتهم وتخادمهم مع المحتلين بدلا من تحرير البلاد من رجسهم. وهذا هو تصرف خياني غير وطني يخدم ايضا اجندات دول مجاورة. يتوجب ايقاف هذه التصرفات التي تنهك البلد وتخربه ولا تحميه. فالفساد هو الوجه الاخر للارهاب. ولا يخفى عن احد رغبة قادة هذا الحشد بالحلول محل الجيش لاكمال اختطاف البلد لصالح جهتهم الداعمة. لسنا متأكدين إن كانت هذه هي الاهداف التي لاجلها قد انشيء هذا الحشد.

 

وفي تدخل آخر ممنوع في السياسة صار ممثلوهم في مجلس النواب يساهمون في عرقلة تشريع قوانين مهمة لتطور البلد والحفاظ على حقوق المواطنين وذلك لحماية امتيازاتهم من المساءلة. ايضا فقد ساهم نفس هؤلاء السياسيين بلا ادنى حرج او خجل باعادة ارهابيين الى البلد واسقاط تهم الارهاب عنهم واعادة تأهيلهم. وهم بهذا العمل قد اثبتوا عدم توافرهم لاية قاعدة شعبية. لهذا السبب قد راحوا يتخادمون مع المحتلين وهم جهات خارجية. ثم صاروا يتحرشون بقوات الدولة التي يفترض بهم حمايتها مثلما جرى اثناء قصفهم المتكرر لقاعدة بلد العسكرية حيث تضررت طائرات. وهي خسة ونذالة تعادل بمستواها جريمة حل الجيش قبل عشرين عاما. وكل هذا بحجة وجود افراد في القاعدة من دولة يعادونها. بينما كان نوابهم هم من صوت على اعادة هؤلاء الى البلد بالسر. وغير هذا في نفس سياق خدمة مصالح دولتهم الداعمة ما ذكرناه في السابق لدى قيام ميليشياتهم بتهديد شركات تجهيز محطات الطاقة الشمسية في العراق بضربهم هم ومشاريعهم كي يستمر معتمدا على بلدهم الداعم للحصول على الكهرباء. وليس بعيدا عن هذا سيطرتهم على الحدود لتسهيل تمرير بضائع جهتهم الداعمة لضمان ابقاء البلد سوقا رائجة لها. وهم يستخدمون هذه التجارة كغطاء لسرقة الاموال العامة بتواطؤ من الحكومة والبنك المركزي. وهذه هي جرائم اقتصادية كبرى وتآمر على مصالح البلد. فهل لاجل هذه الاهداف يجري الاحتفاظ بهذا الحشد ؟

 

كذلك فإن على الحشد الانتباه الى انه يساعد قادته الفاسدين من امثال هادي العامري على اقامة دولة عميقة داخل الدولة العراقية وهو عمل يصب في صالح جهته الداعمة. بالاضافة الى هذا فقد اشارت صحيفة الغارديان البريطانية الى تورط قائدهم هذا في سرقة القرن. وهي جريمة استخدم بها موقعه في الدولة العميقة ليقوم بها. ولا من شك لدينا بان الهدف كان هو تهريب الاموال الى ايران. ومن اخبار اخرى قد اطلعنا الى استرجاع هذا الحشد لممارسات في الموصل تذكر بالفترة ما قبل سقوطها بايدي داعش. إذ اعيد فرض الاتاوات والجبايات غير المشروعة على التجار والاغنياء هناك. ألِاجل التوصل الى مثل هذه الاوضاع يتوجب استمرار هذا الحشد ؟

 

وقد تحول هذا الحشد هو وفصائله الى منصة لنشر الافكار والتوجهات الطائفية المتطرفة. إذ تورط عددا من نوابه وقادته وبلا ادنى حياء او خجل في نشر هذه الافكار. فمن الواضح بانهم لا يستطيعون العيش إلا بمثل هذه الاجواء على الرغم من وجود قوانين في البلد تمنع مثل هذه التصرفات. وهم بهذه الاساليب يحاولون اختطاف البلد لصالح جهاتهم الداعمة. وهذه هي ليست المرة الاولى التي تتورط دولتهم الداعمة بهذا المستنقع الآسن. إذ كانت تستخدمه باستمرار في دعاياتها خلال حرب الثمانينات معها، ولاحقا خلال انتفاضة آذار عام 1991 عندما سهلت ادخال مجاميع متطرفة الى البصرة. وقد اثيرت شكوك قوية بتورط هذا الحشد مؤخرا بممارسات طائفية مشابهة لممارسات ارهابيي داعش وصلت حد القتل كما جرى في بعض المناطق المختلفة مذهبيا. كما قد تورطوا بجرائم اخرى كالتطهير الطائفي في مناطق اخرى. إن افراد الحشد هم من وفر قاعدة اسناد لقياداته لنشر الطائفية في العراق على حساب الهوية الوطنية. فالطائفية هي اداة للتقسيم كما يعرف الجميع. وهو ما يصب في مصلحة اعداء البلد مثل ايران وغيرها من قوى اخرى اقليمية ودولية. كما ان قادة الحشد قد ساهموا بخلق ميليشيات وجماعات اخرى منفلتة. وغير هذا من محاولات استخدام الحشد ومتطرفيه لاسلمة البلد بالقوة. فهل هذا هو الغرض الذي لاجله يجري الابقاء على هذا الحشد قائما ؟

 

وقبيل الانتخابات الاخيرة المبكرة كان الحشد قد حرم من المشاركة بها في التصويت الخاص كما في الاخرى قبلها واحيلوا الى التصويت العام. وذلك لدى تعمد قادته التلكؤ في تزويد مفوضية الانتخابات ببيانات منتسبيهم على الرغم من الطلبات المتكررة. وقد اثار هذا القرار حفيظة اطراف سياسية وفصائل مسلحة موالية لايران. وهذا التلكؤ هو مما لا يمكن تفسيره إلا بكونه محاولة لاخفاء وجود اعداد هائلة من الفضائيين في صفوفهم. وهؤلاء يعادلون ما بين الثلث والثلثين من افراد هذا الحشد مما لم نستطع التثبت منه. ووجود الفضائيين في الحشد هو ما اكده ايضا المالكي في التسريبات المنسوبة اليه.

 

ويتبدى للجميع مقدار ضعف وهشاشة موقف هؤلاء وهلعهم لدى الاطلاع على اخبار التهديدات التي يوجهونها للمطالبين بتفكيك حشدهم. فهذه هي سمات الفاسدين والمرعوبين، لا الشرفاء والشجعان الحريصين على مصالح البلد. وغير هذا من الحالات الكثيرة التي جرى فيها اغتيال النشطاء والمتظاهرين ممن نزلوا الى الشوارع قبل ثلاث سنوات. وهو يشير الى مقدار الفوائد والامتيازات التي يجنيها قادة الحشد من هذا التشكيل العسكري والتي في سبيل الحفاظ عليها لا يتورعون عن القيام باي شيء. لذلك فلا بد حل هذا التشكيل الذي يستنزف البلاد دون ان يقدم لها اية فوائد بالمقابل. وندعو العراقيين بعدم التحول الى ادوات بيد الاجنبي من خلال التطوع في خدمة اللصوص وعديمي الولاء للبلد. بنفس الوقت ندعو افراد هذا الحشد بتركه والانضمام الى جيش الدولة الرسمي.

 

ان من الواضح بانه لا من نهاية لمشاكل البلد التي يتسببها هذا الحشد إلا بحله. فانحرافه عن الاهداف التي انشيء لاجلها لا يؤهله للاستمرار بالبقاء. إذ انه يؤذي البلد واهله بقوة ولا يفيده باي شيء، إلا اذا كانت حجة محاربة داعش تبرر الحصول على كل هذه الخروقات والتجاوزات اعلاه.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.