اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (961)- ذكريات مبكرة/ 5

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (961)

ذكريات مبكرة/ 5

زمن الفتوَّة والشباب

اليوم هو الخميس 20/10/2022.

 

      عندما بلغ عمري عشر سنوات تقريباً، كان أخي قد أخذ على عاتقه تعليمي السباحة، وكنتُ لا أذهب الى النهر بدونه أبداً. رغم أنني كنتُ شديد الرغبة بالتواجد في النهر وممارسة السباحة، بل أرغب أن أقضي ساعات اليوم كله في السباحة بالنهر، نهر دجلة الخالد، حالي كحال الاحداث في مثل عمري..! خاصة وان بيوت الاغلبية قريبة جداً من النهر، أو مطلة مباشرة على ضفة النهر..!

اللياقة والمطاولة والسباحة في النهر

 

       بعد أن قوي عودي في هذه الفترة من حداثة سني، وإقتربت من سن الشباب وقد تعلمت السباحة تماما..! وأنا أمارسها مع زملائي أغلب أوقات النهار. الأمر الذي إنطوى على إمتلاكي اللياقة البدنية العالية والنـَفـَس الطويل في السباحة (المطاولة). وقد كنت مع البعض من زملائي، غالباً ما نعبر يومياً الى الضفة الثانية من النهر –جهة مدينة الكاظمية من النهر-  ذهاباً وإياباً..! علماً أن عـُرْض النهر في منطقتنا، وهي المنطقة القريبة من جسر الائمة، كبيرة نسبياً الى عـُرْض النهر في أمكنة اخرى..! حيث تصل الى أكثر من أربعمائة متر..! فضلاً عن قاع الارض العميق وسط النهر في هذه المنطقة العريضة، حيث يجري ماء النهر بسرعة قوية من الصعب مجاراتها بطبيعة عـرض النهر وعمق الارض والمياه العالية..! وكنا كزملاء نتسابق فيما بيننا في العبور الى ضفة مدينة الكاظمية في تقليص المسافة التي يأخذنا فيها الماء الجاري معه عدة أمتار في جانب تيار الماء الجاري عند وصولنا الى الضفة الثانية، فمنهم من يصل الى الضفة وقد أخذه الماء مسافة تقدر بمئاة الامتار..! وبعضهم أقل من ذلك، كلٌ حسب إمكانيته ولياقته البدنية ونـَفـَسَهُ الطويل(المطاولة). وبصراحة كنتُ أكثرهم تحديـَّـاً وإصراراً على أن لا يأخذني الماء بعيداً، حتى وصل الأمر الى ذروته، بحيث إستطعتُ أن أعبر الى الضفة الثانية دون أن يأخذني الماء حتى متراً واحداً..! تأمل عزيزي القارئ الكريم. أي أنني أصل بصورة مستقيمة تماماً الى الجهة المقابلة. وأتذكر مرَّة أن بعض الاصدقاء كانوا لا يصدقون ذلك، فذهبنا مجموعة من الاصدقاء الى الجهة المقابلة بواسطة الزورق لنلعب كرة القدم هناك في ساحة نادي الكاظمية الرياضي الواقع على ضفة النهر مباشرة كعادتنا في غالب الايام. وعندما إنتهينا من اللعب، هَـمَّ الجميع الى الزورق للمغادرة والعودة الى ضفتنا في مدينتنا الاعظمية، فامتنعتُ أنا من الصعود الى الزورق، وفضلتُ السباحة رغم أنني متعب نسبياً من جراء لعب كرة القدم معهم، كي أثبت لبعض الاصدقاء ممن كان لا يصدق أنني أعبر بصورة مستقيمة ولا يأخذني الماء في وسط النهر رغم قوة جريانه، وهكذا كانت المفاجئة بالنسبة لهم، فقد انحدروا بزورقهم واخذهم جريان الماء الى مسافة بعيدة تصل الى اكثر من مئتي متر ليصلوا الى ضفة النهر في مدينتنا الاعظمية..! تأمل عزيزي القارئ الكريم، انهم في الزورق وينحدرون لمسافة تصل الى مئتي متر تقريبا..! في حين وصلتُ أنا دون أي إنحدار يذكر..! وسط دهشة واعجاب الاصدقاء بهذه الامكانية من المطاولة في السباحة..! وهذا يعني كم يتطلب مني لياقة ونـَـفـَساً طويلاً وعميقاً كي أستطيع السباحة المستمرة دون توقف وأنا واضعاً جسمي بصورة جانبية دائمية في سباحتي خلال العبور..! أي أنني أقاوم إنحدار الماء باستمرار طيلة السباحة دون توقف طبعاً. وهو ما كان يعرف بيننا بـ (الكصاصة) أي السباحة وقص الماء الجاري للنهر بصورة عكسية أو شبه ذلك بوضع الجسم عند السباحة بصورة جانبية..! ولم أشاهد أي من الزملاء يفعل ذلك غير أثنين فقط، هما قريبي الخطاط الشهير مقداد شاكر رشيد الكيلاني الشيخلي(1) وجارنا المرحوم هاشم. حيث كانا عندما يعبران، يأخذهما الماء بعيداً، حالهما كحال الآخرين وهما على وشك الوصول الى الشاطئ، ولكنهما لا يتوقفان ويستمران بالسباحة، إذ يصبحا في وضع معاكس تماماً لمجرى الماء وهما على مقربة من ضفة النهر حيث يكون جريان الماء في مثل هذه المنطقة القريبة من الضفاف أقل سرعة وأسهل مما لو كانت السباحة عكس الماء وسط النهر. وهذا يعني أن لهما لياقة بدنية فائقة. أما العبور من جهة الى الجهة الاخرى دون إنحدار يذكر والوصول بصورة مستقيمة بين الجهتين، فهذا أمر أعتقد أن فيه لياقة بدنية عالية وقوة بدنية وشجاعة وتحدي وإصرار في الانـــجاز استطعتُ لوحدي أن أقوم به..! 

 

والى حلقة قادمة ان شاء الله.

 

  1- مقداد شاكر رشيد الشيخلي الكيلاني، هو احد اقربائي وعشنا في طفولتنا وفتوَّتنا في بيت واحد، حيث يكبرني اربع سنوات، وكان خطاطا ورساما ماهرا ومشهورا، تعلمتُ منه قواعد الخط العربي، وختمت على يديه كراسة الخطاط العظيم هاشم محمد القيسي البغدادي، التي تعتبر افضل كراسة عربية للخط العربي ظهرت حتى الان، وانا لم ابلغ سن الرشد بعد..!!

 

 

حسين الاعظمي في اليمين مع شقيقه محمد واثق العبيدي في 10/5/2016. بعمّان

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.