مقالات وآراء

تذكار شمعون الشيخ : طقوس وشموع وتكحيل عيون// نمرود قاشا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

نمرود قاشا

 

تذكار شمعون الشيخ : طقوس وشموع وتكحيل عيون

نمرود قاشا

 

تحتفل الكنيسة في الثاني من شباط من كل عام بعيد شمعون الشيخ (بالسريانية شمعون ܫܡܥܘܢ ساوا ) ، أو عيد دخول السيد المسيح الى الهيكل ، فمن هو شمعون ، وما قصة الهيكل ، وشيٌ عن الشموع والطقوس؟

 

1 . شمعون الشيخ: شمعون أو سمعان أو سيمون، ويعني ( المستمع ) أو ( المطيع ) ، أشارة الى الطائعين من اليهود، أحد شيوخ اليهود ال ( 72 ) الذين قاموا بترجمة العهد القديم ( التوراة ) من العبرية الى اليونانية، والتي سميت بالترجمة السبعينية سنة ( 208 ق . م ) ، فكانت حصة شمعون من الترجمة سفر أشعيا، فلما وصل إلى الآية التي في سفر "أشعيا" "ها هي العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" رفض هذا القول فأراد أن يبدل كلمة "العذراء" بكلمة "المرأة الشابة" ولثلاث مرات، ولكنه في كل مرة يعود ليراها مكتوبةً "العذراء" فظهر له ملاك الرب بوحي من الروح القدس قائلاً له إنه لن يموت إلى أن يرى مولود العذراء هذا، فعاش حتى بلغ من العمر ثلاثمئة سنة تقريباً حتى صادف "السيدة العذراء" و"يوسف النجار" حاملين "السيد المسيح" لتقديمه للهيكل فعرفه للتو وحمله على يديه وبارك الله مطلقاً قوله الشهير كما جاء في "لوقا" 29:2ـ32 "الآن تطلق عبدك أيها الرب على حسب قولك بسلام فإن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك"».

 

2 . دخول السيد المسيح الى الهيكل: كانت العادة في العهد القديم أن يتم تقديم أول طفل أي ( الابن البكر) إلى الهيكل بعد أربعين يوماً ليتم الصلاة عليه من قبل الكاهن ويقدم عن الطفل حملاً أو زوجي يمام أو فرخي حمام فيدخل ضمن شعب الرب، كما يرتبط بعيد آخر هو عيد " شمعون الشيخ " ذاك الشيخ البار "مار شمعون" الذي حمل السيد المسيح على ذراعيه وأدخله الهيكل بعد انتظار دام سنين طويلة، هذا الكاهن الصادق, التقي, المؤمن, البار, الذي أعطاه الرب بقوة الروح القدس أن يعيش طويلاً ليرى ويكحل عينيه (بالمسيح المنتظر ) الذي انتظرته الأجيال.

 

3 . طقوس: تقام الصلاة والقداديس منذ الصباح وتتخللها طقوس من قبيل أن يقوم أكبر الكهنة سناً أو الأسقف بحمل صليب ملفوف بأقمطة دلالة وكناية عن "الطفل يسوع" ويحمله على ذراعيه كما يُحمل الأطفال الصغار ويطوف فيه جنبات الكنيسة متبوعاً بالأطفال حاملين الشموع، وفي أثناء ذلك يقوم الشمامسة  بترتيل تراتيل خاصة بهذا الطقس وفي أثناء الطوفان يتبارك المؤمنون من الصليب المقدس، يقوم الكاهن بمباركة شموع يتم توزيعها على المؤمنين من أجل إيقادها في الكنيسة، وبعد انتهاء الكنيسة يأخذها المؤمنون إلى بيوتهم للبركة، حيث يقومون باستعمالها لإيقاد الشموع الموجودة في البيت لنيل البركة.

 

4 . شموع: في هذه المناسبة، توزع شموع تسمى ( الفندة ) تقوم الكنائس بصناعتها محليا، بطول 30 سم ذات لون ترابي ورفيعة ، مكونة من خيوط قطنية مغلفة بمادة الشمع، حيث يقوم ساعور الكنيسة ( خادم ) بتهية المواد والتي تتكون من شمع خام وحبل طويل من خيوط القطن تبرم بسمك معين، وتمرر على قدر موضوع على النار بداخله سائل الشمع حيث تتشبع الخيوط بمادة الشمع، ثم تعرض للهواء وتقطع حسب الطول المراد، وتحفظ كرزم وتوزع اثناء المناسبة.

 

5 . تقاليد: من التقاليد التي تتبع في هذه المناسبة، في نهاية القداس الكنسي يتم زيارة من يحمل اسم "شمعون أو سيمون أو سمعان" من أجل معايدته وتقديم الهدايا إليه، أما حاملوا هذا الاسم من الاطفال فيعطى لهم السكاكر والحلويات أو النقود،   يقوم الكاهن بمباركة شموع يتم توزيعها على المؤمنين من أجل إيقادها في الكنيسة، وبعد انتهاء الكنيسة يأخذها المؤمنون إلى بيوتهم للبركة، حيث يقومون باستعمالها لإيقاد الشموع الموجودة في البيت لنيل البركة، وللعيد تقاليد شعبية جميلة أهمها "تكحيل العيون حيث جرت العادة أن توقد الشمعة تحت صحن معدني أو زجاجي حتى يسودّ أسفله من تأثير الدخان ومن ثم يتم استعمال أعواد "الكبريت" عن طريق إمرارها في السواد وتكحيل جفون العيون دلالة عن تكحيل عيون "سمعان الشيخ" برؤية نور السيد المسيح، كما يُعتبر الكحل من الأدوية التي تساهم في تقوية النظر.