مقالات وآراء

محافظات الجنوب الأصالة العربية// إقبال المياحي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

إقبال المياحي

 

محافظات الجنوب الأصالة العربية

أ. إقبال المياحي

 

نحن على إطلاع تام، لأدق تفاصيل ماجرى ويجري في محافظات الجنوب، منذ نشأتها الأولى وإلى يومنا الحالي برغم إن مسقط رؤوسنا في العاصمة بغداد، بسبب انحدار وعلاقة القرابة القائمة تواصلنا المستمر مع أوساط جنوبية مختلفة، ومن خلال النشر في الأخبار والصحف المتنقلة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن مختلف نواحي ما يعانيه إنسان الجنوب وعمق المأساة التي  يمر بها.

 

فتلك المحافظات عانت من الفقر والإذلال، والإهمال، ولم تسلم من شرور السلطات المختلفة، سواء ماكان منها في العهد الملكي أو الجمهوري، خصوصاً نظام البعث الصدامي المقبور الذي أوغلو في دماء أبناء تلك المحافظات، مستهتراً  بكل حقوقهم، ومواقفهم شتى انواع التعسف والتعذيب والاضطهاد، والغريب أنه كان يصفهم الهنود الذين نزحوا مع قطيع الخرفان والجاموس، وشكك في عروبتهم ، وعراقيتهم خصوصاً بعد انتفاضة اذار عام ١٩٩١، ورفضهم المطلق ديكتاتورية البعث ونظام صدام الدموي.

 

وكان فرح أبناء تلك المحافظات لا يوصف، وهم ينالوا حريتهم بعد التغير، استبشروا خيرا إن أبواب المستقبل ستكون مشرعة أمامهم، وتتغير أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والعملية - والعلمية - والخدمية، وأن مدنهم ستكون من اجمل مدن العالم، ومؤسساتها التعليمية والصحية ومجمعات سكنية، مواقفهم، واهوارهم لسكنهم ستكون خضراء مزروعة بشتى أنواع اشجار الفواكة والخضر والمحاصيل.

 

لكنهم مع الأسف شعرُ بإحباط شديد، عندما استيقظوا على حقيقية فساد حكوماتهم المحلية، وعبث الأحزاب السياسية المتنفذة بين اوساط، وصل ممثليهم في مجلس النواب عن مسؤوليتهم إزاء عملهم، وانتهى الأمر بهم إلى العبث لاأذهان شبابهم وتدميرها، اصبحوا جماعات ومليشيات المتنازعة، على خلفيات سياسية والعشائرية  ، ومصالح ضيقة فساغُ لأنفسهم قتل بعضهم البعض، وبذلك تمزقت لحمتهم ونسيجهم الإجتماعي وقد وصلت الأمور مؤخرا إلى حد لا يمكن السكوت عنه، خصوصا في محافظة ميسان وعلى الحكومة التدخل بخطوة موفقة وعدم تأخرها، مادام وزير الموارد المائية لايستطيع تقديم حلول ومعالجات لما يعيشه اهلُنا في الفرات الاوسط والجنوب، والإشراف من نقص حاد للمياه ما جدوى بقائهُ على  اقالة وزير الموارد المائية، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل.

 

ونحن إذ نثمن تلك الخطوة، وذلك التحرك البناء سواء من قبل الشعب ووجودها قبل إن تتسع ويفخر لتلك عقلها، نشيد الجميع بإسم الوطنية ومن اجل العراق وأهله الطيبين، إن تتشكل لجان في كل محافظات الجنوب تضم جميع القوى الفاعلة على الساحة وتضم النخب الوطنية والدينية والعشائرية، وباشراف تام من قبل الحكومة المتمثلة بالجيش العراقي فقط، ابرام ميثاق شرف بينها، على حماية الثروات وأيوائهم، وبدء صفحة جديدة قائمة على إحترام القانون والتفاؤل والأمل بمستقبل تلك المحافظات المظلومة، وقطع الطريق نهائيا على كل الأجندات اللاوطنية، التي لاتريد للعراق إلا الفشل والانهيار. واصبحت اليوم المناطق الجنوبية وخاصة الاهوار تعاني من شحة المياه وقلة الامطار وانهيار الثروة الحيوانية لديهم وموت القصب الذي يعتبر السد الحامي والمفيد لثرواتهم والذي يحتوي على مادة الطين البكتيريا التي تقتل جميع السموم والفيروسات لذلك يتم بناء بيوتهم بهذه المادة التي تمتلك اوكسجين عالي ولا يعطي مسامات لادخال الهواء الضار او الحار او البارد ولاحرارة الشمس تتأثر به لانه ينقي الهواء بصورة مختلفة لذلك اصبحت الاهوار من القرى العظيمة للثروات الحيوانية لكن تبقى غير مؤهله للدراسة والمدارس والمستوصفات والشوارع بسبب تردي الوضع للخدمات ويجب الالتفات لهذه الاماكن الغنية للثروات التي يحتاجها الانسان في الاهوار وغيرها من مدن الجنوب.