مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (989)- ذكريات مبكرة/ 29

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 19 آذار/مارس 2023 20:25

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1227

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (989)

ذكريات مبكرة/ 29

***

انتمائي الى فرقة التراث

       في هذا الخضم من الاحداث المتسارعة والمتداخلة والمتنوعة خلال اعوام 1973 و1974 و1975 تأسست اولا دائرة المستشار الفني، ثم تحول اسمها الى دائرة الفنون الموسيقية عند تاسيسها رسمياً عام 1975، ثم وصل منير بشير مدير عام هذه الدائرة الى قناعته في عدد اعضاء الفرقة الموسيقية التي يريد ان يؤسسها(فرقة التراث الموسيقي العراقي)، فاعلن تأسيسها رسميا عام 1975 ايضاً، رغم انه كان يبعث كروبات مصغرة من اعضائها الى المهرجانات الخارجية قبل اعلان تأسيسها رسمياً، تحت نفس الاسم (فرقة التراث الموسيقي العراقي). ومن هذه الفرقة وبجهوده الخاصة وامكانية الدائرة ومن خلال خبرته المتراكمة وعلاقاته الدولية الكثيرة وشهرته العالمية الواسعة، استطاع الموسيقار منير بشير ان يغزو العالم من جديد، ويتجول بنا في معظم بقاع العالم، فاتحاً جميع الابواب التي كانت موصدة في وجه الفن العراقي، لينشره في كل مكان من ارض الله الواسعة.

     قبل احداث نقلي الى دائرة الفنون الموسيقية، كان الموسيقار الراحل منير بشير قد ارسلني الى ايطاليا ثم مهرجان تستور بتونس عام 1974. ولهذه السفرة حكاية تاريخية كنت قد كتبتها في احدى حلقات كتابي (حكايات ذاكرة صورية) الصادر في بيروت عن طريق المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2015.

      على كل حال، انتظمتُ في الدوام اليومي لدائرة الفنون الموسيقية بعد ان تم تعييني موظفا فيها. وكنت في هذه الاثناء ألتقي ببعض الفنانين ممن يستعين بهم الاستاذ منير بشير في المهرجانات الخارجية، واتذكر عام 1973 عندما إلتقيت بالفنانة مائدة نزهت في دائرة المستشار الفني، بالرغم من انني شاهدتها قبل هذا التاريخ في مختلف الحفلات. ولكن هذه المرة اصبحنا في دائرة واحدة وفرقة واحدة ودوام رسمي يومي مستمر، وقد سيطرت عليّ التأملات..!

-    هذه هي مائدة نزهت التي نعرفها اذن..! وكنت انظر اليها بين الحين والاخر، لاقول مع نفسي، هذه المطربة الشهيرة اصبحت زميلتي في العمل والسفر والحفلات وغير ذلك ... الخ..!

        ثم إلتقيت بفنانين من اعضاء فرقة الايقاعات العراقية وعلى راسهم سامي عبد الاحد وابناء هربود، وهم من سلمان باك الذين اطلقنا عليهم فيما بعد بـ (الهرابدة) الذين اكتشفهم منير بشير وجاء بهم الى فرقة التراث الموسيقي العراقي ليريهم العالم..! وفي هذه الاثناء ايضا كان لقائي بصلاح عبد الغفور في الفرقة، رغم اننا من طلبة المعهد اولا قبل الفرقة. واستمر الامر حتى اكتملت الفرقة باعضائها الاثني عشر عضوا تقريبا ثبت عليهم منير بشير، بالرغم من انه كان يستعين ببعض الفنانين من خارج فرقتنا ومن دوائر فنية اخرى عند الحاجة الى ذلك.

      من خلال هذه الفرقة الاثيرة (فرقة التراث الموسيقي العراقي) تجولتُ في الكثير جدا مشاركا في المهرجانات العالمية، ومن هنا بدأت التجربة الدولية فعليا والحمد لله على كل شيء.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

• < السابق
• التالي >