اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

أيار والفنادق الفارهة// حسين النجار

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين النجار

 

أيار والفنادق الفارهة

حسين النجار

 

انطلقت الجماهير العمالية يوم امس في مسيرات احتجاج واحتفال كبيرة ورائعة، في مناسبة الأول من أيار عيد العمال العالمي، وكانت في مستوى ممتاز من ناحية التنظيم والشعارات والمطالب.

وكان واضحا ان المشاركة في هذه المسيرات والفعاليات العمالية لا تقتصر على جماهير الحزب الشيوعي والنقابات العمالية واتحاداتها، بل وتمتد الى مختلف شرائح الكادحين غير المنظمين وقطاعات المواطنين الاخرى، حيث شارك في الفعاليات آلاف منهم بأشكال مختلفة في هذه المناسبة الكبيرة.

كما لم تخلُ المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي او التطبيقات الالكترونية، من الحديث عن العمال وحقوقهم وهمومهم ومطالبهم وحاجاتهم.

وخلال ذلك، لفت الانتباه ان العديد من العمال والكسبة والكادحين، توجهوا منذ الصباح الباكر في الأول من أيار الى مواقع عملهم، آملين الحصول على شغل ما وتوفير لقمة العيش الكريم لعوائلهم وأطفالهم. كانوا يبدأون مرغمين يوم عمل جديد، شاق ومرهق، رغم انه يوم عطلة رسمية.

ومع أن الجهات الحكومية الرسمية، والأحزاب السياسية المتنفذة وبعضاً من المحسوبين على العمال، ساهموا بهذا الشكل او ذاك في احياء هذا اليوم المجيد، الا ان ذلك كان في الحقيقة بعيدا تماماً عن معاناة العمال وظروفهم المأساوية. اذ تكرر مشهد احتفالات الفنادق الفارهة، بحضور نخب من وجوه منظومة الفساد والمحاصصة، فتأجلت بعد انتهاء الكلمات المنمقة أحلام العمال في غدٍ أفضل، لأن الحال يتكرر في كل عام ولا جديد يحصلون عليه.

ولا يمرّ الأول من ايار منذ عام 2011 دون ان أتذكر وعد اخي مصطفى الذي لم ينفذه بالاحتفال معي في عيد العمال العالمي، لكونه واحدا من ملايين الكسبة والفقراء المضطرين في يوم عيدهم الى التوجه الى مواقع العمل لتأمين قوت عائلاتهم. فعل ذلك وقتها وفي الثاني من أيار توفي وهو يكدح كعامل بناء، ورحل مثل غيره من العمال بدون ضمان.

وأتذكر مع مصطفى الآلاف من العاملين في مختلف القطاعات، الذين لم يحصلوا حتى الآن على الضمان الاجتماعي او الحقوق التقاعدية، وان من احتفلوا في الفنادق الفارهة بالاول من ايار لم يكلفوا أنفسهم عناء متابعة تطبيق قانون العمل، المشرع منذ 2015.

تحية لعمال العراق، وهم يصارعون قوى الفساد والمحاصصة والخصخصة، التي تريد النيل من حقوقهم المشروعة، وتسعى للقضاء على الصناعة الوطنية.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.