مقالات وآراء
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟ (1)// محمد الحنفي
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 20 أيلول/سبتمبر 2023 19:59
- كتب بواسطة: محمد الحنفي
- الزيارات: 1145
محمد الحنفي
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟ (1)
محمد الحنفي
إهداء إلى:
القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.
الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.
المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟
محمد الحنفي
تقديم:
إن التعامل مع البشر، بأي لغة، عربية، أو أمازيغية، وبأي لهجة، عربية، أو أمازيغية، أو حتى باللغة الفرنسية، أو الإنجليزية، التي يتبجح بها بعض المتفرنسين، أو المتأمركين، الإنجليزيين، وبأي لهجة فرنسية، أو إنجليزية، وفي أي مكان من العالم، يصعب أن تجد من تثق به، وخاصة إذا كان المطلوب للثقة، يتطلع إلى الارتقاء ماديا، ومعنويا، ليصبح من الأثرياء الكبار، في المحيط الذي يعيش فيه، أو على مستوى الإقليم، أو على مستوى الجهة، أو على المستوى الوطني، أو على المستوى العالمي.
وإذا وجدت من تثق به، فإنك سوف تتعامل معه بحذر شديد، في أفق أن تتعامل معه بحذر غير شديد، ولا يكتسب درجة الوثوق، إلا بعد أن يثبت: أنه أهل للثقة الكاملة. وحينها تطمئن اطمئنانا كاملا، على التعامل معه، بدون حذر شديد، أو بدون حذر غير شديد.
وهل، في كل مرة، لا نجد إلا عدم الوثوق، في الأشخاص، وثوقا مطلقا، في هذا الواقع، الذي نعيش فيه، أو أي واقع آخر، مهما اختلف عنه؟
إن طرح مثل هذا السؤال، الذي اقتضاه السياق، الذي ورد فيه، يقتضي منا القول: بأن البورجوازية الصغرى، أو الطبقة الوسطى، في المجتمع المغربي، أو أي مجتمع آخر، تواجه فيه الاشتراكية العلمية، أو المركزية الديمقراطية، أو أيديولوجية الكادحين، مواجهة شرسة، لا تقل شراسة عن مواجهة اليمين لها، لأنه أدرك خطورتها على الفكر الاشتراكي العلمي، ولأنه، كذلك، أدرك مدى أهمية فضح ممارسات البورجوازية الصغرى، الهادفة إلى استغلال أي إطار، حتى وإن كان اشتراكيا علميا، حتى وإن كانت تقتنع بالاشتراكية العلمية، وخاصة في مرحلة المد. أما في مرحلة الجزر، فإن البورجوازية الصغرى، تغير جلدها، كعادتها، دائما، وترتبط بالأحزاب البورجوازية، أو بالبورجوازية، رأسا، أو بالأحزاب الإقطاعية، أو بالإقطاع مباشرة، أو بأحزاب التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، أو بالتحالف البورجوازي الإقطاعي، رأسا، من أجل أن تجعل التحاقها بتلك الأحزاب، أو بالطبقات الاجتماعية، يحقق تطلعاتها الطبقية، ما أمكن ذلك.
وكيفما كان الأمر، فإنه لا يمكن، أو يصعب الوثوق بالبورجوازية الصغرى، مهما كانت، وكيفما كانت، ومهما ادعت، إلا إذا مارست الانتحار الطبقي. وممارستها، ممارسة أيديولوجية، وتنظيمية، وسياسية.
وممارسة الانتحار الطبقي للبورجوازية الصغرى، يتجسد في تخليها عن تحقيق تطلعاتها الطبقية، وعدم سعيها إلى تحقيق تلك التطلعات، سواء كان ذلك التحقيق بطريقة مشروعة، أو غير مشروعة، حتى تستحق البورجوازية الصغرى، أن تحظى بثقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تحظى بثقة الجماهير الشعبية الكادحة، كما تحظى بثقة الشعب الكادح.
ومن أجل تناول موضوع:
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟
فإننا سنتناول من خلاله، ما يجعلنا نفتقد الثقة في المتطلعين طبقيا، أو نستطيع اكتساب الثقة فيهم، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن الجماهير الشعبية الكادحة، ومن الشعب الكادح.
ولذلك، سنتناول مفهوم التطلع، الذي يقف وراء استغلال الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل تحقيق التطلع، بحكم تحقيق أي تطلع. ومفهوم الطموح، الذي يقف وراء تحقيق طموحات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وطموحات الجماهير الشعبية الكادحة، وطموح الشعب المغربي الكادح، في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي يسير الواقع في إطارها، في خدمة الكادحين، وما يوجد من فروق بين التطلع، والطموح، كما بين الخاص، والعام، ومفهوم المتطلع، الذي يفتقر إلى الثقة فيه، لاتصافه بالنهب، والارتشاء، وكافة الممارسات الدنيئة المتصف بها، إلى الاستعلاء على الناس في المجتمع، ومفهوم الطامح، الذي يكسب ثقة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وثقة الجماهير الشعبية الكادحة، وثقة الشعب المغربي الكادح، في تحقيق الطموح، الذي يسعى إليه الكادحون، في مستوياتهم المختلفة. والطامح، يعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن الجماهير الشعبية الكادحة، ومن الشعب الكادح، يفيده ما يفيدهم، ويضره ما يضرهم؛ لأنه لا يفكر في تحقيق أهداف خاصة، كما هو الشأن بالنسبة للبورجوازية الصغرى، التي لا تعمل إلا على تحقيق تطلعاتها الطبقية/ مع ضرورة الوقوف، على تجليات الفروق، بين المتطلع، والطامح، حتى يتبين:
من هو المتطلع، في العمل الحزبي؟
ومن هو الطامح؟
ومن هو المتطلع في العمل النقابي؟
ومن هو الطامح؟
ومن هو المتطلع في العمل الحقوقي؟
ومن هو الطامح؟
ومن هو المتطلع في العمل الجمعوي؟
ومن هو الطامح؟
حتى يمكننا إدراك الفروق، بين المتطلع، وبين الطامح، في أفق تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟
والمجتمع، الذي يسود فيه التطلع، لا يمكن أن يكون إلا بئيسا، نظرا للمعاناة، التي يخلفها المتطلعون وراءهم. أما المجتمع الذي يسود فيه الطموح، فإن أفراد المجتمع، يعملون جميعا، على تحقيق طموحات الكادحين، في العمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
ودور المتطلعين الذين يعملون على خراب الفكر، والممارسة، يقف وراء خراب العمل المشترك، حتى يتفرق الجميع أشتاتا، ويبقى كل فرد مهووسا بالتطلعات الطبقية، التي لا تتحقق.
أما الطامحون/ فيقفون وراء نمو، وتطور الفكر، والممارسة، نظرا لدور هذا النمو، في إثراء الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة. ودور الطامحين، يتجسد في إثراء الازدهار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في جميع المجالات، وفي كل القطاعات، وبدون استثناء، خاصة، إذا كان المجتمع اشتراكيا، ومتحررا، وديمقراطيا. مع العلم، أن التطلع الذي تمارسه البورجوازية الصغرى، إلى درجة المرض، الذي لا علاج له. أما لطموح، فلا يمارس إلا جماعيا، وما هو جماعي، في مجال العمل، لا يمكن ان يقف إلا وراء تقدم جميع أفراد المجتمع، وتطورهم.
والسؤال الذي يفرض علينا نفسه هو:
أليس الصراع بين التطلع، والطموح، صراعا طبقيا؟
ذلك/ أننا عندما نمعن النظر، في مفهوم التطلع، نجد أنه يختلف اختلافا، مطلقا، عن الطموح، كما نجد أن الطموح، الذي هو صفة لممارسة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولممارسة الجماهير الشعبية الكادحة، ولممارسة الشعب الكادح.
وإلى جانب السؤال أعلاه، نجد أن السؤال التالي، يفرض علينا نفسه، كذلك. وهذا السؤال هو:
أليس التطلع في خدمة الاستغلال المادي، والمعنوي؟
لأن التطلع، لا يمكن أن يكون إلا في خدمة الاستغلال المادي، والمعنوي، ولا يمكن أن يكون إلا منتجا للشروط المنتجة للاستغلال، في مستواه المادي، وفي مستواه المعنوي، الذي تستفيد منه البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. وهو ما يجعل البورجوازية تزدهر، والإقطاع يزدهر، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، يزدهر، نظرا لازدهار الاستغلال المادي، والمعنوي.
وإلى جانب السؤالين السابقين، هناك سؤال ثالث هو:
أليس الطموح في خدمة النضال من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؟
وهذا السؤال عن الطموح، يهدف إلى تحديد المسار الصحيح للحركة الاتحادية الأصيلة، ولحركة التحرير الشعبية، مما يعتبر تعبيرا حقيقيا عن إرادة الشعوب.
غير أن الشعوب، في بعض الأحيان، قد تصير محتضنة للتطلع، كما ورد في السؤال التالي:
هل يسعى الشعب، أي شعب، إلى احتضان التطلع؟
ذلك، أن نوع التربية السائدة في صفوف هذا الشعب، أو ذاك، قد لا ينجم عنها: إلا اعتماد المتطلعين، الذي يسعون إلى تحقيق التطلعات الطبقية، لتصير التربية فاسدة، وليصير الفساد منتشرا في المجتمع، وليصير المجتمع كله فاسدا. وإذا فسد المجتمع، فسد الشعب. والشعب الفاسد، لا ينتج إلا المرضى، الذين لا تتحقق تطلعاتهم الطبقية، إلا في إطار الفساد.
وفي المقابل، نجد أنه يجب طرح السؤال المغير للمسار، والرؤى القائمة في الواقع. والسؤال هو:
هل يسعى الشعب، أي شعب، إلى احتضان الطموح؟
خاصة ، وأن الشعب، أي شعب، قد يسود في صفوفه، بطريقة، أو بأخرى، التشبع بالتربية البديل، فيحتضن الطموح، الذي يجعله يسعى إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
ومعلوم، أننا لا نجد في المجتمع الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، أو في طريق التحول الرأسمالي، والتشبع بفكر، وثقافة التطلع الطبقي، اللذان يسودان بين جميع أفراد المجتع، في هذه الدولة الرأسمالية التابعة، أو تلك.
ومعلوم، كذلك، أن التطلع الطبقي، لا يتحقق، ولا يمكن أن يتحقق، إلا في إطار سيادة الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في المجتمع المغربي، وكما هو حاصل، الآن، في المجتمع المغربي، باعتباره مجتمعا رأسماليا تابعا.
وفي المقابل، نجد أن المجتمع الاشتراكي، وأي مجتمع اشتراكي آخر، لا يسود، ولا يمكن أن يسود، إلا الطموح الذي ينقرض بسببه الفساد، الذي يعيق التقدم، والتطور، فيصير المجتمع متقدما، ومتطورا. والصراع القائم الآن بين روسيا، والغرب، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هو صراع بين الطموح، الذي يستفاد من ممارسة روسيا، في علاقتها مع معظم الدول، وبين التطلع، الذي يستفاد من ممارسة الغرب الرأسمالي، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.
وهكذا، نكون قد أتينا على تناول الموضوع، من خلال إنجاز مختلف الفقرات، كاملة، بعناوينه الجانبية، سعيا إلى الوصول، إلى اعتبار أن الطموح، هو الحب السائد بين البشر، في إطار الدولة الواحدة، ويمكن أن يسود بين مجموعة من الدول، أو بين البشرية جمعاء، على وجه الأرض.
ونحن في تناولنا لموضوع:
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟
إنما نسعى إلى بيان، أن المتطلعين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، لا يتجاوزون أن يكونوا حربائيين، يتلونون بلون الإطار، الذي هم فيه، سواء كان حزبيا، أو نقابيا، أو جمعويا، أو حقوقيا، همهم توظيف الإطار، لخدمة مصالحهم الطبقية، فإذا تعذر ذلك، انسحبوا منه، للاندماج في إطار آخر؛ لأن الأمر، عندهم، سيان؛ لأنهم لا يشترطون في الإطار، إلا أن يخدم مصالحهم، ويعمل على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، وإلا تم تغييره بإطار آخر.
فهل نعتبر ممارسة البورجوازية الصغرى مشرفة لها؟
وهل يمكن ان يكون ذلك التحريف، في خدمة مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؟
إننا نعتمد، ما يمكن اعتماده، في هذا الإطار، وما لا يمكن اعتماده، ننبذه، ولا نعمل به، سعيا إلى أن يوضع الإنسان في المكان، الذي يليق به، حتى ينال شرف المقام. والمقام المشرف عندنا، هو مقام العامل، والأجير، والكادح. أما البورجوازي الصغير، المتلون، لا مكان له في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لأن مكانه هناك، في الحزب، بدون هوية، الذي لا يحتضن إلا البورجوازية الصغرى، ولا يعمل إلا على تحقيق تطلعات البورجوازية الصغرى، وينفتح على كبار البورجوازيين، والاشتراكيين غير العلميين، أو الأيكولوجيين، حتى وإن كانوا لا يقتنعون بالاشتراكية العلمية.
فحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته المعروفة، ليس هو حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، بدون هوية محددة، ومعروفة، ومشرفة، وحاضنة للأجيال الصاعدة.
فهل يمكن أن يحل حزب بدون هوية، تأسس ليوحد ما يسمى باليسار، محل حزب بهويته المعروفة، تطور، تبعا لتطور الإنسان، في المجتمع، وبتطور الحركة، في اتجاه الأحسن، سعي إلى تغيير الواقع، في اتجاه الأحسن، المتمثل في تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في هدف التحرير، وفي هدف الديمقراطية، وفي هدف الاشتراكية؟