مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1167)- شريف جاسم مقامي خسرناه/ 2
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 11 أيار 2024 20:18
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1002
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1167)
شريف جاسم مقامي خسرناه/ 2
ملحق بالحلقة السابقة 1166
اعزائي القراء الكرام. يبدو ان الرسالة التي اعطاني اياها المرحوم شريف جاسم والمنشورة صورة مستنسخة عنها في الحلقة السابقة 1166، غير تامة الوضوح، فقد اتصل بي بعض الاصدقاء وابدوا معاناتهم من قراءتها بصورة كافية..! وعليه اكتبها لكم اعزائي عبر الكتابة الالكترونية لتكون واضحة للجميع مع شكري الجزيل للجميع من خلال تفاعلكم الثمين والمهم جدا مع الموضوع واليكم نص الرسالة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ العزيز الاستاذ الفاضل حسين الاعظمي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اولا اهنئ بيت المقام العراقي بادارتكم العادلة، وهنيئا لاعضائه وقرائه وعشاق المقام العراقي كلهم لوجودك بينهم وعلى رأسهم، سائلاً المولى تعالى ان يعمِّـر البيت بصاحبه لأن شرف المكان بالمكين.
اخي العزيز، الله وحده يعلم مدى مكانتك الشخصية والفنية في قلبي لاسباب كثيرة، اولها اخلاقك الفنية وثقافتك التي اعطت تعبيرا كافيا للتعامل مع هذا التراث والثروة العريقة.
ثانيا لانك بذكائك اوصلت جمالية المقام العراقي لجيل كان قد ساده الطرب المنحرف، وبسطّته وازلتَ التعقيدات الواردة فيه دون انتقاص من شخصيته او اي حذف، ونلتَ بذلك شرف المجددين، لاننا قوم تجديد لا تقليد. واسباب اعتزازنا بك كثيرة، وقليلها يعبر عن كثيرها، وهذه شهادة ابديها لك عن ألسنة اهل الانبار قاطبة لقول الله تعالى.
(ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون، صدق الله العظيم)
اخي العزيز
فيما مضى من السنين القلائل كَـثُـرَ انقطاعي عن بيت المقام العراقي وذلك للاسباب التالية.
1 – لان الصورة الحقيقية للمقام العراقي التي في خيالي لم اجدها بشخصيتها لدى كادر البيت..! بل جعلوا من المقام العراقي سلعة يبتاعونها في المتنزهات والمقاهي، والمقام العراقي علم وفن واثر من اثار العراق لايقيم بمادة، بل قيمته المعنوية اكبر من ذلك بكثير.
2 – اتخذوا المقام العراقي طربا وغناءً وهو العكس لان المقام العراقي لا يحدد بلون معين لانه يتعامل مع قراءة القرآن الكريم والمناقب النبوية والموشحات وشعر التصوف، فلكل مما ذكرت له نصيب في ادائه.
3 – لان كل المطربين المنتسبين لبيت المقام العراقي، لم يظيفوا شيء يحسِّن المقام العراقي باصواتهم ولا باشكاله لكي يتقبله هذا الجيل، بل تمسكوا بالتقليد الممل الى ان ذهبت شخصية هذا الفن الكبير العريق بذهاب شخصية مؤديه..! فماذا لو يكون في بيت المقام العراقي قسم الانشاد الديني، اي ان تقرأ الاشعار الدينية واشعار التصوف والمناقب بمصاحبة الجالغي البغدادي، وتشكيل كادر خاص بهذا اللون لا سيما الكثير من الاذواق تميل بل تتعطش لسماع هذه التوليفة، اي ان الاشعار الدينية والصوفية والمناقب والموشحات، لا يليق تعاملها الا مع الجالغي البغدادي، فعلينا ان نبادر ونقدم عملاً تسمو به الارواح وتتثقف به العقول ليصبح العمل متكاملاً صوتا وشعرا ونغما لان الاسماع مختلفة، منها الوجداني ومنها الروحاني والايماني ومنها الوطني، ودمتم لارضاء الكل ووفقك الله يا اخي العزيز وكلنا معك.
اخوك شريف جاسم
شريف جاسم / لاناقتي اوصلت حملاً ولاجَمَلي
https://www.youtube.com/watch?v=qO5Oj2w9_oA
احمد جاسم (شقيق المرحوم شريف) / مقام الخنبات
https://www.youtube.com/watch?v=WdOppIc3I1o
صورة 1 / المرحوم شريف جاسم الانباري
صورة 2 / ورقة المرحوم شريف جاسم الى حسين الاعظمي