مقالات وآراء
نهاية مرحلة وبداية أخرى// قرار المسعود
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 26 أيار 2024 21:07
- كتب بواسطة: قرار المسعود
- الزيارات: 1050
قرار المسعود
نهاية مرحلة وبداية أخرى
قرار المسعود
من المعروف أن كل ما يخططه بني البشر من برامج من أجل إستعمالها على مستوى العامة تبدأ بمرحلة وتمر بمرحلة أخرى في فترة من الزمن ويحل محلها مظاهر المحاسن الحالية وينكشف مساوئ ما قبلها. (شيوعية – رأس مالية – لبرالية – إشتراكية) وتلك المراحل تتداول بين المخططين.
فالتحول اليوم يدخل في هذا السياق، فحتى تجتاح وتضمن التوازن في هذا المنعرج الذي تمر به الساحة العالمية الحالية من تحول يتطلب من الدول والأنظمة المتأثرة به، أن تسلك الممر بخطى ثابة بدون تأثر. فمن المؤشرات بقاء وتقدم الدولة، وفتح الساحة الداخلية للمواطن والمنافسة في البرامج الحزبية وإثرائها على مستوى المجتمع على أساس دراية ووعي بشؤون الحاجة العامة من طرف هذا المجتمع ومن هذا المنطلق تكون المنافسة السياسية بين الرؤى ومن يؤمن بها.
إن من سمات التشاور وفتح المجال للنقد البناء الذي يزيد في بناء الدولة، المشاركة السياسية وتحمل المسؤولية لا التصريحات من وراء المكاتب واللقاءات الرنانة، فهذا يعتبر السبيل الوحيد لإستقرار وتقدم الدولة وإزدهارها وضمان وجودها ومكانتها بين الدول. وعلى هذا الأساس يجب على المجتمع السعي في هذا الإتجاه والمحافظة عليه من خلال الوحدة والثوابت الوطنية وتقديس المبادئ التي سطرت من طرف الأجداد.
إن من أهم ما يفكك كيان دولة هو تضارب الرؤى والأخذ ببرامج خارج التصور الداخلي الذي يؤدي إلى تشتت المجتمع وخلق النزاعات المصطنعة بين الشعب الواحد وهذا ما هو سائد تقريبا في كل المناطق النامية المسيرة بسلطة غير شرعية. فالوضعية الحالية التي تسير بها سفينة العالم اليوم أظهرت مرحلة حتمية على كل مَنْ له السلطة فوق الأرض أن يتمثل مع الجميع نظرا للمشاهد والمؤشرات الطارئة على الساحة وإلا سيصبح معزول مهما كنت قدرته. فإتجاه سير السفينة قد دخل مجال فك القيود الوهمية المسلطة من طرف أهل القوة على الضعفاء وكشف أشباح مصنوعة من إعلام مزيف لا أساس له من الصحة.
إن المطبات والضبابية الموجودة في طريق السفينة وبعض الحواجز الناتجة على عدم وضوح الطريق من طرف بعض الشعوب والمجتمعات وما تحمله من تحولات على كل الأصعدة، يتطلب على قادة هذه الأخيرة أن يتحلوا بالصبر والثبات في كل الحالات والأوقات. ما أصعب هذا التحول في مواجهة قوة القطب الأحادي ولا يكون بالسهل ولا في زمن قصير وليس بالتخلص من الإرث المتراكم في كل الميدين (الثقافي-الاقتصادي- السياسي). لكِ صبر أيوب يا شعوب العالم الثالث من هذا التحول الذي يُظهر بوادر تنفس لدول إفريقيا في الآونة الأخيرة من الحرية والاستقرار وجني الثمار في الميدان من طرف المجتمع الذي طالما تطلع إليه.
نعم هي مرحلة جديدة على الكل ولكن مؤشراتها ترسم بعض الإتجهات الإيجابية التي تخدم المصلحة العامة للشعوب والمجتمعات والدول في تنميتها واستغلال خيراتها بنفسها لا غير. أكيد أن هذا النهوض أو الصحوة الشعبية تعجز وتعرقل الكثير من البرامج المسطرة سابقا من طرف دول الغرب بمساعدة أطراف داخلية من أجل الربح السريع وإستغلال الثروات الثمينة. لكن بفضل التأمل من المواطن والعمل على التكتل على مستوى المجتمعات والدول يكون الحجر الأساس للتصدي والتقدم بمعية الوعي والثقة بالنفس والحس المدني على مستوى المواطن.
بهذا تزول كل المزامير المشبوهة ويصبح كل من يحمل برنامج يعد له حساب قبل تقديمه للشعب حتى لا يصدم. ومن خلال شروط التفتح على البرامج والأحزاب التي تحمل طموحات خارج ما يريده العامة من الشعب لبناء دولته، فهنا التفتح قد يكون نعمة وقد يكون نقمة. يكون نعمة في حالة دولة لا تزول بزوال الرجال والحكومات كما قال المرحوم بومدين، واقفة بمؤسسات حقيقية منبثقة من صميم المجتمع من ممثليه الأكفاء فلا تتزعزع من البرامج المعدة من رؤية مستوردة غير مأخوذة من الواقع المعيشي.
وتكون نقمة عندما يفتح الباب على مصراعيه وتكثر المزامير في كل جهة للشعب كما يقال في عامتنا " أضرب الدف راهم داخوا" أي المجتمع في غير وعي مما يقال له. فهنا يكمن الخطر المبين على وجود الدولة.