اخر الاخبار:
قانون فيدرالي جديد في سويسرا: لا للنقاب! - الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2024 19:12
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق لدفعه لغزو الكويت – 19// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية

عن جريمة التآمر ضد العراق لدفعه لغزو الكويت – 19

سعد السعيدي

 

في العام 1990 في الاسبوع السابق على قيام النظام السابق بغزو الكويت جرت مقابلة بين السفيرة الامريكية في بغداد ابريل غلاسبي ورئيس النظام صدام حسين. وذلك بناء على استدعاء من قبل الاخير للسفيرة. وكان حاضرا في الغرفة التي جرى فيها اللقاء وزير الخارجية طارق عزيز.

 

في هذه المقابلة الشهيرة جرى تبادل للاسئلة والاجوبة بين الرئيس والسفيرة منها ما يتعلق بموقف الامريكيين في حالة قيام العراق بغزو جارته الجنوبية. وهذا السؤال كان قد اتى بعدما قدم رئيس النظام هذا مختصرا بعما كانت تقوم به تلك الجارة بالتعاون مع دولة الامارات وذلك مع صمت امريكي. وهذا الذي كانت تقوم به هو ضخ النفط بكميات كبيرة في الاسواق العالمية متسببة بانخفاض الاسعار في وقت كان العراق يريد بالضبط حصول العكس.

 

وقد نشرت صحيفة النيويورك تايمز الامريكية نص تلك المقابلة بتاريخ 23 ايلول 1990، اي بعد اكثر من شهر من حصول الغزو اوردت فيه تلك الجملة الشهيرة التي قالتها السفيرة غلاسبي لدى لقائها برأس النظام السابق وهي ان الولايات المتحدة لا رأي لها في ما يتعلق بالخلافات الحدودية بين الدول العربية. وهو ما يفهم منه انها لا تتدخل. وان وزير الخارجية جيمس بيكر قد وجه المتحدث الرسمي للوزارة بالتشديد على هذه النقطة. وانهم يأملون بحل هذه المشكلة باستخدام اية طريقة ملائمة من خلال القليبي (الشاذلي القليبي امين عام الجامعة العربية وقتها) او بطريق الرئيس مبارك.

 

بيد انه لا يمكن فصل كلام السفيرة غلاسبي عما كان يجري على الارض منذ الثمانينات مما تحرص الصحافة العالمية على تجاهله وما زالت محاولة رمي مسؤولية الغزو على عاتق رئيس النظام السابق لوحده فقط. فقد نشرت صحيفة الغارديان البريطانية في السنة التالية للغزو حقائقا مما كان خافيا. وهو ما اوردناه في مقالة سابقة لنا قبل سنوات بعنوان (الحقائق فيما يراد طمره حول ازمة الكويت عام 1990). فهذه الصحيفة قد نشرت في 4 / 4/ 1991 بعض التقارير التي كشف عنها العراق عند احتلاله الكويت، حيث لم يصدر اي تحفظ عليها من اية جهة كويتية. منها سفر الجنرال فهد احمد الفهد رئيس المخابرات الكويتية مع العقيد عبد الهادي شداد مدير التحقيقات في محافظة الاحمدي الى الولايات المتحدة. كان هذا تنفيذا لامر من وزير الداخلية الكويتي سالم الصباح لمقابلة ويبستر مدير المخابرات المركزية الامريكية في 14/ 11/ 1989. يقول الفهد في رسالة الى وزير الداخلية، (اننا اتفقنا مع الجانب الامريكي على الاستفادة من الحالة الاقتصادية المتدهورة في العراق بغية الضغط على حكومته لرسم الحدود المشتركة بيننا. إن المخابرات المركزية اعطتنا وجهة نظرها حول استخدام الضغط الملائم، مؤكدة على ضرورة التعاون الواضح بيننا بشرط أن تكون هذه النشاطات منسقة على مسـتوى عالٍ). كما يؤكد بانه قد اجرى عدة لقاءات مع المراتب العليا لتلك المخابرات الامريكية. وكانت الكويت تقوم بسرقة النفط من حقل الرميلة الجنوبي بطريق الحفر المائل منذ الثمانينات حيث كانت ايراداتها من الحقل تربو على الملياري دولار سنويا. وهذا بالتوازي مع بناء مخافر حديثة للشرطة في مناطق كانت تعتبر لسنوات قليلة قبلها ضمن الاراضي العراقية. وكل هذا كان يجري بعلم الامريكيين ومعهم حلفائهم البريطانيين والسعوديين الذين كانوا يضغطون على النظام السابق لالتزام الهدوء وعدم الرد. وهو ما يعني بشكل جلي بان الامريكيين كانوا يريدون الحفاظ على تصاعد حرارة الازمة التي كانوا يحرصون على ابقائها ساخنة حتى تحين اللحظة التي يمكنهم التلاعب بها لاستخدامها لتحقيق اهدافهم. وهو ما حصل في صيف العام 1990 مع السفيرة غلاسبي وباقي الاحداث بعدها.

 

هكذا نرى التآمر الامريكي على العراق الذي كان يجري على عدة مراحل من خلال هذه الحقائق. فمن جهة كان يجري الضغط عليه للصمت عن تجاوزات الكويتيين وسرقتهم لحقل نفطي تابع له، ثم بعدها تجري التهيئة لفرض ضغطا اضافيا عليه بطريق زيادة الانتاج النفطي مع حلفائهم الخليجيين. ثم من الجهة الثانية يصار الى خداعه بفسح الطريق له بالقول بعدم الاهتمام او التدخل بخلافاته الحدودية مع جيرانه. والحقيقة كما يستنتج هي انه كان يجري العمل على تهيئة الظروف المثالية كي يقوم العراق او بالاحرى رئيسه بغزو جارته الجنوبية. وهو ما كان يريد الامريكيون حصوله كي يعلنوا الحرب عليه ويدمروا بلده تمهيدا لفرض الحصار عليه مع العقوبات الدولية. وهو بالضبط ما حصل لاحقا. والهدف من العملية هو عدا ضمان امن اسرائيل تحقيق الهيمنة الامريكية على الشرق الاوسط والسيطرة على منابع النفط من خلال نشر القوات الامريكية في الاخير.

 

استنادا الى ما تقدم  لابد من رفع دعوى قضائية دولية ضد الحكومة الامريكية عن جريمة التآمر ضد العراق بطريق السفيرة الامريكية لدفع نظامه السابق الى غزو الكويت، وذلك بهدف الايقاع بالبلد وتدميره بالحرب ثم تكبيله وابتزازه بالعقوبات الدولية والحصار الاقتصادي لاحقا. ولابد من المطالبة في الدعوى بدفع التعويضات للعراق عن كل هذه الجرائم.

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.