مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1219)- قصيدة (راح يقوى)
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 11 أيلول/سبتمبر 2024 22:01
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 824
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1219)
قصيدة (راح يقوى)
قصيدة بقيت في فكري ومشاعري وخيالي بصورة راسخة لم اتمكن من نسيانها..! والاسباب تبدو منطقية، على الاقل بالنسبة لي..! اولها الذكرى التي تدق دائما في عالم النسيان، حيث كنا عند الاصطفاف الصباحي اليومي في المدرسة الابتدائية قبل بدء الحصص الدراسية للتلاميذ لكل صفوف ومراحل الدراسة الابتدائية، وهو شأن كل مدارسنا الابتدائية في بلدنا العراق. يستمعون جميعا من احد التلاميذ او اكثر من تلميذ لأكثر من قصيدة تلقى امام تلاميذ المدرسة برمتها..! وكان ممن يلقون القصائد الصباحية صديقي وجاري في زقاق الحي اسمه ناطق الذي يلقي يومياً قصيدة شاعرنا الكبير احمد الصافي النجفي بكل ثقة وشجاعة وعنفوان وهو في سن الطفولة والحداثة في المدرسة الابتدائية، وكان ناطق يلقي هذه القصيدة يوميا على مسامع زملائه تلاميذ المدرسة. وعليه بقيت شجاعة واستعداد وثقة صديقي ناطق في الالقاء اليومي للقصيدة في ذاكرتي لم تغادرني حتى اليوم.
هذه من ناحية، ومن ناحية اخرى، وبعد ان تدرجنا في الدراسة والفهم وتذوق اللغة وحبنا لها واكتشافنا للمعاني الرائعة الكامنة في قصيدة(راح يقوى)، سبب آخر في بقاء هذه القصيدة راسخة في فكري ومشاعري وخيالي، وما احتوته القصيدة من خلجات انسانية عقائدية فكرية وعاطفية وايمانية في وجود الله سبحانه وتعالى واعجابي الشديد بها. وفيها كان شاعرنا الكبير احمد الصافي النجفي يتجول بين الفكر والعقيدة والايمان والمشاعر والخيال الانساني باجمل التعابير واليكم اعزائي هذه القصيدة الخالدة.
(راح يقوى)
قصيدة للشاعر العراقي الكبير
احمد الصافي النجفي( 1)
راح يقوى عـــــــلى المدى إيماني فــــبربّي قـــــــد امتلى وجـــــــداني
قيل لي هــــل عــــــــرفته بـــدليلٍ أو بــــحسٍ شهدتَه، أو عــــــــيان؟!
قـــــلت كلا، إيمان قـــلبيَ أقـــوى من دعـــــــاوى الحواس والـبرهانِ
واضح لي وضوح روحي وعـقلي مــــاثلٌ في مــــداركي ككـــــــياني
هــو رمْزُ الوجود، سرُّ الــــــتجلّي هو روحُ الأكـــوانِ معنى الــمعاني
كلما عـــــفتُه رجــــعت إلـــــــــيهِ كرجــــوع الأفـــياءِ للأغـــــــصانِ
فاعــــــتقادي بالله روحُ وجـــودي وجـــــــحودي لــــه انتــــــحارٌ ثانِ
ممسك بي وإن تـــــخلّيتُ عـــــــنه حــــافظ لي وإن تــــركتُ عـــناني
فهو شرحي لـــــدى انقطاع بــياني وهـــو نطقي يـــوم انعـــقاد لـساني
كـــل جسمي زوائـــدٌ وفــــــصولٌ أبعــــدتني عـــن مبدع ســـــــوّاني
وسيفنى جـــسمي غـــداً وســــأبقى وهــو بــاق وكـــــل شــيءٍ فــــانِ
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
1 – هامش1: احمد الصافي النجفي - (1897 - 1977) هو أحمد بن علي الصافي الحسيني العلوي يعود نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) ولد أحمد الصافي النجفي في مدينة النجفالاشرف عام 1897، من أب عراقي وام لبنانية، وعاش في إيران وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من اسرة علمية دينية يتصل نسبها بـ الإمام موسى الكاظم تعرف بآل السيد عبد العزيز، توفي والده بوباء الكوليرا، الذي انتشر في العراق في تلك الفترة عندما بلغ عمره 11 عاما، فكفله أخوه الأكبر محمد رضا، ثم توفيت والدته سنة 1912 وتلقى علومه الأدبية والدينية وبقية العلوم الطبيعية ومحاضرات عن الفلك والكواكب والطب الإسلامي في مجالس الدرس من خلال جهود علماء الدين. ثم أخذ يدرس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكلام والمعاني البيان والأصول وشيئا من الفقه على يد الاساتذة المرموقين في النجف وبدأ ينضم الشعر في سن مبكرة، عند بلوغه سن العشرين وابان الحرب العالمية الأولى انتقل من النجف إلى البصرة بحثا عن العمل، ولكنه لم يحظ بتلك الفرصة لضعف بنيته واعتلال صحته، فتركها إلى عبادان ومنها إلى الكويت. عاد إلى النجف بعد أشهر قليله خالي الوفاض، فانكبَّ على دراسة اللغة العربية وفنونها، في العام 1918 شارك مع أخيه الأكبر في ثورة النجف ضد الاحتلال البريطاني، في العام 1920 اسهم واخيه كذلك اسهاما فعالا في ثورة العشرين، فحكم على أخيه بالإعدام الذي خفف للسجن وفي ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 زّج الإنكليز به في السجن بعد فشل الثورة، يقول السيد فالح نصيف الحجية في كتاب شعراء النهضة العربية ص 143 : عاد أحمد الصافي النجفي خلسة إلى العراق، وراح ينظم الشعر الوطني- يهاجم فيه الاستعمار والمستعمرين- حتى ألهب الحماس في قلوب العراقيين:
مجموعة الصور
صورة واحدة / الشاعر الكبير احمد الصافي النجفي بالالوان والاسود والابيض.