مقالات وآراء
ما زلتُم حجر عثرة على الطريق السريع!// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 29 أيلول/سبتمبر 2024 22:27
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 538
محمد حمد
ما زلتُم حجر عثرة على الطريق السريع!
محمد حمد
بدأت, منذ يوم الاربعاء المصادف ٢٤ ايلول الجاري، الحملات الدعائية لانتخاب أعضاء برلمان إقليم كردستان العراق المُزمع إجراؤها في العشرين من شهر اكتوبر المقبل. وبهذا الخصوص أصدر رئيس الإقليم السيد نيجيرفان بارزاني بيانا في غاية الحياد والصدق وحسن النيّة داعيا الأطراف الكردية المشاركة إلى جملة من الأمور التي لا غنى عنها في أية عملية انتخابية ديمقراطية. كاحترام العمل السياسي السلمي والمنافسة النزيهة والالتزام بقوانين وقواعد الانتخابات والبيئة الحضارية الخالية من العنف...الخ. كما شدّد فخامته على احترام دور المرأة وحقها في الترشيح والانتخاب. بل أكّد على حماية هذا الدور ودعمه ليعكس صورة إيجابية عن الإقليم في نظر العالم.
ولا اظن أن هناك شخصا، الّا ابن ساقطة (حشاكم) يختلف مع السيد نيجيرفان في ما طرحه من توجيهات وارشادات بخصوص انتخابات الإقليم.
ولكن المشكلة، التي لا تتعلق في الإقليم فقط، هي أننا سمعنا على مدى سنوات وقبل كل انتخابات، الكثير من الكلام المعسول والعبارات الرنانة والجمل الخلابة التي تسحر، لاول وهلة، سامعها وتجعله يتمايل طربا.
نحن يا سيد بارزاني نريد بعض الأفعال الملموسة التي يشعر بها المواطنون في الإقليم. وليس مهمّا ان يكون كل شيء على ما يرام مئة بالمئة. فنحن بحاجة إلى شيء ولو متواضع جدا من التغيير. لقد سئمنا من التمنيات والأحلام الوردية. فإذا كانت الانتخابات ترسّخ الوضع القائم في الإقليم منذ عقود وتزيده تعقيدا وهو معقّد اصلا. فما حاجتكم بها؟ ام انكم تعتبرونها مناسبة نادرة لتسليط الأضواء على البعض منكم؟ ام هي محاولة لاعلاء شان الاقليم، مع احترامي طبعا للمواطنين الاكراد، وكأنه دولة مستقلة؟ كما يتوهّم الكثيرون هناك. خصوصا في محافظة أربيل.
واذا كانت عوائلكم الحاكمة سوف تستمر في الحكم الى ما لا نهاية فلماذا تجبرون المواطن الكردي البسيط الذي يخرج كل يوم "على باب الله" طلباً للرزق، للقيام بعمل شيء لم يكن مقتنعا به ابدا، لا في الماضي ولا في الحاضر. ولنذكّر حضرتكم بأن نسبة المشاركين في الانتخابات السابقة كانت ضئيلة جدا. سواء في الاقليم او في العراق عموما.
يا سيد بارزاني لقد حكمت الأقدار على الشعب الكردي في شمال العراق بأن تحكمه عائلتان. تتقاسمان النفوذ والسلطة والثروات بالتساوي (تقريبا) ولا تغيّر من هذا الواقع السائد منذ سنين اية انتخابات حتى لو جرت كل عام. وستبقى الحال كما هي إلى يوم يبعثون. إن لم تحصل معجزة من نوع ما.
ومهما تكن الانتخابات المقبلة في الإقليم حرة، نزيهة وشفّافة باعتراف العالم اجمع. فسوف تبقى اربيل ودهوك تحت سيطرة حزبكم "الديمقراطي" الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني. بينما ستبقى السليمانية وحلبجة تحت سيطرة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة آل طلباتي.
وابوك الله يرحمه يا رئيس الاقليم !
ولكن من سوء حظ حكومة الإقليم أن الانتخابات سوف تجري، إن لم يحصل طاريء، في مرحلة حاسمة وحساسة على الصعيدين الإقليمي والدولي. قد لا تخلو من المفاجآت غير السارة للجميع. وهذا يعني أن الاضواء البرّاقة، التي يحاول البعض تسليطها على اربيل، ستكون بعيدة جدا عن الإقليم وما يدور فيه وحوله...