مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1238)- سبع صنايع والبخت ضايع/ 2
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 26 تشرين1/أكتوير 2024 20:09
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 1014
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1238)
سبع صنايع والبخت ضايع/ 2
تكملة للحلقة السابقة
كما مرَّ بنا في الحلقة السابقة، فقد فكّرتُ قبل بلوغي سن الخمسين عاما، ان اطرح نفسي ثقافيا للجماهير، رغم اشغالي الفنية الكثيرة وعلى الاخص منها تلبية الدعوات الفنية والسفر الدائم رغم كل الظروف القاهرة التي نعيشها. فقد اصبحتْ في حوزتي نصوص اكثر من كتاب مخطوط ارغب في طبعها واصدارها في كتب ورقية. وانا دائم الكتابة والتاليف حتى يوم الناس هذا. وقبل بلوغي الخمسين عاما صدر لي في بيروت باكورة كتاباتي الفنية في اول يوم من القرن الحادي والعشرين(1/1/2001) كتابي الموسوم(المقام العراقي الى اين..!؟) عن دار المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وهكذا استمر بي النشاط في تتابع اصدار كتبي المخطوطة، التي كنتُ اكتبها في حينها واستمر الامر حتى اليوم، حيث تجاوزت كتبي الصادرة في يومنا هذا 15 كتابا ورقيا. وقد رافق هذا الامر اهتمامي بتطوير دراساتي الاكاديمية العليا، فحصلتُ خلال هذه المراحل على شهادة الماجستير والدكتوراه تباعا. الامر الذي ساعد بصورة اكثر من اي وقت مضى، على كثرة دعواتي الى المؤتمرات الدولية الموسيقية والعلمية والثقافية في الدول العربية وغير العربية، طارحا ما اعده من بحوث ودراسات موسيقية وغنائية. وارتأيت في هذه الحلقة ان اجمع بعض البحوث التي سبق ان كتبتها للمؤتمرات التي شاركت فيها، آملاً الاستفادة منها، وعملا بمبدأ الارشفة والتوثيق، فان احسنتُ ونجحتُ فالحمد لله وحده، وان اخفقتُ وقصَّرتُ، فأملي العفو، والعفو الحقيقي عند المقدرة، والعذر من كرام الناس مأمول.
من ناحية اخرى، استميح القارئ الكريم عذرا، حيث تجاوزتُ في هذا الكتاب، تدوين معظم تفصيلات خطة البحث العلمي، تجنبا للتكرار في كل بحث، وتجنبا لاطالة البحث، ومن ثم اطالة موضوع الكتاب برمته، واكتفيتُ بطرح الملخصات لبعض البحوث الواردة في الكتاب، ومضامين كل البحوث المطروحة، وذلك هو المقصود في مجمل هذا الكتاب.
ابدأ معك عزيز القارئ الكريم مع البحث الذي بدأتُ به عام 1977، الذي يتضمن قضية سلم مقام الكرد في كتابة اساسه العلمي، واختلاف ذلك في ادائه العملي. وقد سبق لي ان قدمته الى مؤتمر الفن العربي المعاصر في دورته الثالثة بجامعة اليرموك في اربد الاردنية عام 1999، وقدمته ايضا في مؤتمر مساحات شرقية بدمشق في دار الاوبرا السورية عام 2011. واخيرا قدمته الى المجمع العربي للموسيقى، عسى ان تتم مناقشة الامر من قبل العلماء والباحثين العرب..!
جدير بالذكر، اود أن أذكر حقيقة تبقى في خانة الارشفة والتوثيق. هي ان اخي وزميلي في الدراسة بمعهد الدراسات النغمية العراقي، عازف العود الشهير سالم عبد الكريم، حيث كان اسبق مني في الدراسة بالمعهد بعام واحد، واعتقد انه من الدورة الثانية او الثالثة، لا اعلم بالضبط، وأنا من الدورة الرابعة. وكنا لم نزل طلابا في المعهد وكان ذلك في عام 1977. حيث نبهني يوما وهو يستمع اليّ في المعهد الى مقام الكرد، وقال لي متسائلا وهو يحمل عوده.
- انك تغني مقام الكرد، ولكنك تغنيه بمسارات لحن معظمه من سلم مقام البيات..! فكيف يكون ذلك..؟
- والله صحيح، انها ملاحظة جديرة بالمناقشة والبحث يا اخي سالم..! لان سلم مقام الكرد ليس فيه ارباع الدرجة، والعرب عموما يغنوه بالارباع من خلال مسارات لحن سلم مقام البيات التي تطغى على المقام المغنى برمته.
وبقينا بعض الوقت نتناقش في الموضوع ونتبادل الآراء حتى في الايام التالية..! ومن هنا بدأت هذه الفكرة تعيش معي كل الوقت، حتى بدأتُ افكر جديَّـــاً بمشروع البحث في هذا الموضوع والتوجه بالسؤال لمن ألتقيه من الاساتذة وعلماء الموسيقى في مضمونها العربي والشرقي طيلة السنين القادمة، بل حتى يوم الناس هذا..! واليك عزيزي القارئ الكريم نص بحث مقام الكرد في الصفحات القادمة من الفصل الاول، الباب الاول.
والى حلقات اخرى ان شاء الله.
حسين الاعـظمي يغني مقام الرست في المؤتمر الرابع للمجمع العربي للموسيقى المنعقد في بغداد، قاعة الشعب 17/2/1975 مع فرقة اساتذة وطلبة معهد الدراسات النغمية العراقي باشراف الفنان الكبير روحي الخماش.