مقالات وآراء
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر-4 والاخير// عبدالامير الركابي
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 09 تشرين2/نوفمبر 2024 20:20
- كتب بواسطة: عبدالامير الركابي
- الزيارات: 545
عبدالامير الركابي
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر-4 والاخير
عبدالامير الركابي
"نفي الهوية" خيار ليس بالارادي، منطو في الجوهر على نفي لمايعتبر "مجتمعية" بالحكم المتداول، مع شيء من التدقيق وتعديل زاوية النظر ومنظومة المقاربة، لن نعدم مايدلل على تاريخيته غير المكشوف عنها النقاب، متحققة واقعا ودائمه ابتداء من تبلور الظاهرة المجتمعية باللاارضوية السماوية الحدسية وتاريخها النبوي نشأة وانتهاء متعاقبا غير مقر ولامعترف بكينونته، لالنقص فيه بذاته، بدلاله وجوده ضمن اشتراطات امتناع تحققه، بقدرما في الطاقة الادراكية العقلية البشرية المتاحه والباقية مستمرة حتى الساعه، كما في غياب الوسائل الضرورية المادية.
تتبلور المجتمعية ابتداء كونية لاكيانوية متعدية للحدود والجغرافيا، متجاوزة اشتراطات الارضوية الجسدوية، غير انها تبدأ غير مهياة للتحقق بمقابل النمطية الاخرى الارضوية الموافقة لاشتراطات الجسدوية وقصوريتها التي تغلب وتسود على مدى التاريخ اليدوي، بينما تتخذ اللاارضوية شكل التعبيرية الشامله، تخترق كيانوية الدولة والبنية الارضوية، مكرسة حالة "الازدواج" المجتمعي الدال على المؤقتيه المميزه للطور اليدوي، بانتظار القفزة الفاصلة الالية حيث تتوفر الاسباب، وماهو لازم وضروري للتحقق اللاارضوي الكوني، بما يضعنا امام تعاقبية، تبدا باللاارضوية غير الممكنه التحقق، مايتيح الفرصة والمجال للغلبة الارضوية، وصولا الى الطور النهائي اللاارضوي، وكأن الحال لهذه الجهه يذكرنا بما قد وضع توهميا بخصوص المسارات الطبقية على يد ماركس، من "الشيوعية البدائية" الى "الشيوعيه الالية العليا"، بغض النظر عن بدائية المنظور "الحتموي" الاصطراعي الازدواجي الطبقي المشار اليه، والعائد الى لحظة متقدمه من محاولة الخروج من القصورية الارضوية،محكوما للطبقية بدل الحقيقة الاساس الكبرى الابتدائية، تلك الموصولة بالاصطراعية الازدواجية "المجتمعية".
اي من المجتمعيتين هي المجتمعية، اللاارضوية ام الارضوية، وهل لهذه الظاهرة سيرورة تشكلية تاخذها للاكتمال، مقابلها هل الكائن البشري الحالي هو الغاية والمنتهى كينونة، ام انه بالاحرى حالة توسط انتقالي بين الحيوان والانسان، لنا ان نرى مايتناسب مع مستوى وممكنات ادراكيتنا بالاخص بعد طول تراكم تصوري واعتقادي ليس لنا ان نتبين نطاق قصوريته المبني عليها، ولاحتى التساؤل الواجب الضرورة: كيف يمكن لكائن انتقالي لم يكتمل بعد وهو موضوع ضمن اشتراطات تفاعليه ترقوية منها يستمد اسبا ب نشوئه وصولا لغاية وجوده، كيف يمكن لكائن من هذا الصنف او النوع الانتقالي، ان يشكل بناء اجتماعيا مكتملا ابتداء من دون استثنائية في الاشتراطات وظروف النشاة والتبلور كما الحال في ارض سومر كمثال، الوضع الذي لم يكن وادرا بيئيا وطبيعة، شموله لاجمالي المعمورة الامر غير المتلائم مع الكينونه المستجده الانتقالية الناتجه عن الوثبة العقلية الاولى من مغادرة الاشتراطات الحيوانيه، مع حلول زمن الانتصاب واستعمال اليدين والنطقية.
ثم هل من الممكن ان نتعرف على مروية تسرد لنا المعاش مجتمعيا تكون في حينه غير " انسايوانيه" الامر المستحيل بنية وكينونه بشرية، بانتظار ساعة الاقتراب من مغادرة المجتمعية الارضوية الانسايوانيه، مع بد توفر الاشتراطات الانتقالية النهائية العظمى التحولية، ساعة يصير لازما النظر في المجتمعية بما هي حالة انتقالية، تبدا كغلبة جسدوية ارضوية محكومة لتفاعلية مفضية الى الالية بعد اليدوية، حين تفقد مقومات استمرارها وصلاحيتها بما هي طور ومسار لازم، ومحطة اولية انتقالية في المسار المجتمعي، ليس من باب الاجحاف القول بانها" ليست مجتمعية" بل مجتمعية غير مكتملة او في طور الاكتمال، منطوية على اسباب وديناميات الانتقال والتحول الى المجتمعية.
فماذا بناء عليه بما خص الذاتيه، وهل مايعرف بالكيانات والدول والامم والقوميات هي غاية ومقصد، مقابل نفي الكيانيه ومايتصل بها، اذا كان لمثل هذا النفي ضرورة حتى يتلائم مع مقتضيات الانتقال التحولي الاكبر، والنضج، مايعني في التطبيق "نفي الذاتيه" باعتباره الهدف والمبتغى المطلوب كغاية لسيرورة المجتمعات وقت تتحول الى مجتمعات مكتملة القوام والبنيه، مايعني تحول هذا المقصد الى مهمة واجب الاضطلاع بها عند لحظة من التاريخ المجتمعي.
ومن المؤكد على هذا الصعيد ان "نفي الذاتيه" الكيانوية لن تكون له نفس المكونات واشكال التحقق الضروري مقارنه بالكيانيه المنقضية الصلاحية، مع عالم الدول، ومع الخروج من ربقة الجغرافيا والعيش المشترك وغيرها من التشابهات، فان قوة وحضور "الكتابية" اي الرؤية المعدلة للتاريخ المجتمعي وللحقيقة المجتمعية ومآلاتها، تغدو هي القوة الفاعلة، وهذا مايعيدنا الى الصيغة التحققية الكتابية الاولى الابراهيمه، المتخلصة من وطاة الجغرافيا، والحاضرة كتابيا كونيا على مر تاريخ الظاهرة المجتمعية، وان هي وجدت حدسيا متلائما مع اشتراطات عدم التحقق الطويل المستمر حتى اليوم.
تحضر "الكتابية" اللاارضوية الشرق متوسطية بما هي كينونه كونية متلائمه مع الحقيقة المجتمعية مع اكتمال اسباب نضجها بعبورها طور الاارضوية والقصورية العقلية البشرية الانسايوانيه حيث تتجلى بالاصطراع الافنائي الذي يسلطه الغرب على بؤرة اللاارضوية التاريخيه(1)، ضرورات الانتقال الكبير اتفاقا مع منطويات وحقيقة الانتقال الالي، بالضد من تلك التوهمية الارضوية التي يشيعها الغرب ويحولها الى مسلك تخبطي تدميري متناقض مع ماصار مع الاله وتدرجاتها وصولا الى " التكنولوجيا العليا/ العقلية" حال افتراق، بين وسيلة الانتاج العقلي، والعملية الانتاجية الارضوية الجسدوية، مايضع مع العولمه ولاندحار العملي للكيانوية كبداية، اجمالي الحياة القائمه ودولها مدعية الرفعة الحضارية الحداثية، في الاضطراب المستمر والفوضى والعنف الابادي الساخق للاخر، بما يحمل العقل على البحث عن مسرب اخر للاستمرار بظل اشتراطات استثنائية تعيد حضور حال "العيش على حافة الفناء" وقد صارت كونية شامله لعموم المعمورة، بينما يستمر الاصرار الارضوي بالقوة والتدمير على فرض ماقد صار من قبيل الماضي، وهو ماغدت البشرية تعيشه اليوم ومن هنا فصاعدا.
الذاتية الشرق متوسطية هي موضع "نفي الذاتيه"، الذي هو ومن هنا فصاعدا قضية وهدف الوجود الذي لا حياة ولا مجتمعات من دونها، بينما تكون هي قد بلغت عالم الانتقال من النبوية الحدسية اللاارضوية الاولى الانتقالية، الى العليّة التحولية السببيه، وهنا يتمثل " العصر" لافي التوهمية الحداثوية الغربية المواكبه للانتقال الالي بلحظته الافتتاحية، المغمورة بسطوة القصور العقلي الارضوي اليدوي.(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يراجع ( كتاب العراق)/ عبدالامير الركابي / دار الانتشار العربي/ بيروت.
(2) مايزال الطريق طويلا امام الرؤية الكتابيه الثانية الضرورة النهائية اغير النبوية تفصيلات ومنظورا.