مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1250)- مانشيت 11/ القبانجي والقندرجي
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 25 تشرين2/نوفمبر 2024 21:02
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 797
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1250)
مانشيت 11/ القبانجي والقندرجي
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثاني والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الحادي والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق من 8 إلى 15 تشرين الثاني 2012 م. (تطور الغناسيقامية في العراق والمحافظة على هويتها خلال القرن العشرين، القندرچي والقبانچي إنموذجا).
***
مانشيت 11 / القبانجي والقندرجي
نظرا للحداثة التي اتصفت بها هذه الحقبة من التحولات (النصف الاول من القرن العشرين)، كانت نتاجات محمد القبانچي في غناء المقام العراقي، مثيرة وجميلة وناجحة حقا، والأكثر توفيقا ونجاحا من كل نتاجات غيره من مغني هذه الحقبة. فقد وصل محمد القبانچي إلى اقصى فنونه الغنائية في مقامات عدة سجّلها بصوته الفذ، كان من أهمها مقام المنصوري بقصيدة مُخَمَّسة لكاظم الأَزري، والتخميس لراضي القزويني، وهو من تسجيلات مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة 1932. وهذا مطلع القصيدة.
(كيف يقوى على الجفا مستهام
عنك لم يلهه نديم وجام)
(بك أقسمت والهوى إقسام
إي وعينيك ما المدام مدام)
(يوم تجفو ولا النداما نداما)
أما النتاجات الأخرى في هذه الحقبة، وعلى الأخص تسجيلات رشيد القندرچي الذي سجل مجموعة من المقامات العراقية وأغاني تراثية بلغ مجموعها (58) ثمان وخمسون أسطوانة بواسطة الكرامافون الحاكي (هامش1) لصالح الشـركات الأجنبية التي وصلت إلى العراق في عشـرينات القرن العشـرين ضمن جولتها لتسجيل تراث الشعوب الغنائي. ويصل رشيد القندرچي إلى ذروته في التعبير والإتقان الغنائي في مقام السيكاه المغنى بهذا المطلع من قصيدة أبي نؤاس:
(نضتْ عنها القميص لصبِّ ماءٍ/فــــــورَّدَ خـــدَّها فـــــــرطُ الــــحياءِ)
كلا الحالتيْـن الفنيتيْـن لمقامي المنصوري لمحمد القبانچي، ومقام السيكاه لرشيد القندرچي، تعتبران إبداعان مختلفان في حقبة واحدة من الزمن، رغم تقارب بعضهما في الطريقة والأسلوب. مقام المنصوري بصوت محمد القبانچي، مقام تميّز بتعبيراته المذهلة والمعبرة عن كل تاريخ ومآسي العراق، مقام برزت فيه حبكة فنية إبداعية كبيرة، من فن إبداعي امسـى عتيقا في هذه الحقبة، إلى تعابير توقظ الإنسان العراقي من جديد وتقوده إلى رؤية مستقبلية لديناميكية فنه الأدائي في غناء المقامات العراقية.
أما مقام السيكاه بصوت رشيد القندرچي، فانه تميز بدقة الأصول التقليدية وصياغة بناء القطع والأوصال التي يحتويها مقام السيكاه الرئيسي.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
الهوامش
1 – هامش1: حديث بين الباحث والمرحوم الرجب فيما يخص تسجيلات القندرجي في احدى زيارات الباحث الاسبوعية للمرحوم الرجب مع بعض الاصدقاء الى بيته.
صورة 1 / حسين الأعظمي في بناية دار الأوبرا المصرية تشرين الثاني القاهرة 1998.
صورة 2 / على شاطئ البحر في الاسكندرية، علي الإمام وحسين الأعظمي تشرين ثاني 1998.