مقالات وآراء
صاروخ واحد هزّ اركان حلف الناتو// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2024 20:22
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 527
محمد حمد
صاروخ واحد هزّ اركان حلف الناتو
محمد حمد
دبّ الرعب والهلع في أوصال قادة دول حلف الناتو بعد أن وجّه لهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صفعة مدوّية اسمها صاروخ 'اوريشنيك" تسبّبت ايضا في ارتجاج جدران "البيت الابيض" الداخلية في واشنطن. وعلى إثرها استيقظ المخرف جو بايدن مرعوبا كأنه رأى عزرائيل يقترب منه وفي يده دعوة شخصية للسفر إلى جهنم. وحين أخبروه ان الصاروخ الروسي دمّر مصنعا عسكريا في أوكرانيا وليس في امريكا، حاول العودة إلى النوم متثاقلا كأنه يسير نحو القبر حافي القدمين. وبقي جالسا القرفصاء حتى هذه اللحظة! ولم تنفعه كثيرا "حبّاية" المسكّن التي تناولها من يد السيدة الاولى.
وفي الصباح الباكر شاهد، وهو ما زال بالبيجاما وبلا نظارات طبيّة، نشرة أخبار شبكة سي أن أن. فتنفّس الصعداء وقال في قرارة نفسه "الله يلعن صنمك يا زيلينسكي طيّرت النوم من عيني". وكان مهرج اوكرانيا، سيء الذكر والسمعة، في حالة سكر وعربدة "رئاسية" بعد أن حصل على أكثر من "گونيّة" معبّئة بالدولارات الطازجة. وهي كما تقول مصادر مقرّبة من الرئيس الجديد، آخر حصّة تقريبا من المساعدات الأمريكية تصل إلى بهلوان اوكرانيا زيلينسكي قبل أن يلتهمه الدب الروسي حيّا أو ميّتا.
أن دول حلف الناتو، مهما بلغت من قوة وعنجهية وفرضت عقوبات صارمة على روسيا، لا تستطيع أن تصمد لمدة اسبوع واحد لو حصلت، لا سامح الله، حرب مع روسيا الاتحادية. كما لا تستطيع امريكا، رغم هيمنتها وتسلّطها وجبروتها ان ندافع عن الدول الاوروبية في حالة حصول اي حرب شاملة.
نحن ابناء الشرق كنّا نعتقد الى وقت قريب ان مشاعر الثأر والانتقام والضغينة هي من مخلّفات الماضي البعيد. ولكن الامر ليس كذلك ابدا. ففي عالمنا المعاصر تظهر جليّة "معرك" الثأر والانتقام من الخصوص بشكل أصبح من الصعب جدا اخفاءه حتى ولو بكلمات غامضة ومبهمة. كما أن عالم السياسة اليوم هو الميدان الاكثر ازدحاما من طالبي الثارات والباحثين عن جولات انتقام كلما سنحت لهم الفرصة.
وقد يكون المخرف جو بايدن واحدا من هؤلاء. وربما يخطّط بالخفاء للانتقام من الرئيس الجديد دونالد ترامب الذي سحق سحقا مميتا الحزب الديمقراطي المنافس ومعه جميع البايدينيين (نسبة الى بايدن) الحالمين في البقاء تحت قبة الكونغرس الأمريكي تحيط بهم كاميرات المصورين وممثلي وسائل الاعلام العالمية.
أن صاروخا واحدا فقط، وتجريىي ايضا، جعل تلفونات زعماء حلف الناتو ترن على مدى يوم وليلة كأنها تبحث عن إجابة ملّحة لسؤالٍ أكثر إلحاحاً وله عدة تفرّعات. سؤال حيّرهم منذ أكثر من عامين، وهو: (ماذا يجب علينا أن نفعل مع روسيا؟ فلا العقوبات الصارمة نفعت. ولا الدعم العسكري اللامحدود لأوكرانيا نفع هو الآخر. ولا المحاولات المحمومة والهمجية لعزل روسيا دوليا نفعت ايضا. ولا مهرّج اوكرانيا زيلينسكي "بيّض وجوهنا" أمام شعوبنا وامام شعوب العالم).
واليوم يجد قادة حلف الناتو أنفسهم بين سندان دونالد ترامب ومطرقة (او صواريخ) بوتين. وكلاهما سيذيقهم عسلا بطعم الحنظل.
وبما اننا في زمن الاحتمالات والتأويلات ونظرية المؤامرة فثمّة احتمال كبير أن يقوم المخرف جو بايدن بنصب شرك أو خلق "ورطة" من نوع ما، كاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط أو في اوكرانيا، آملا أن يقع فيها الرئيس الجديد ترامب وتقضّي مضجعه على مدى السنوات الأربع القادمة من إدارته الجمهورية. وما علينا الاّ الانتظار حتى العشرين من يناير القادم.
وان غدا لناظره قريب !