اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

من وحي المجتمعات// قرار المسعود

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

قرار المسعود

 

من وحي المجتمعات

قرار المسعود

 

تعتبر خصوصية بعض المجتمعات صعبة لأنها متعلقة بالعقلية وتتطلب وقت للانسجام والتأقلم مع كل محيط جديد، كما أن المحيط العام الحالي يزاحمها شيئا فشيئا سيستغرق مدة من الزمان حتى يسيطر عليها بواسطة الجيل الصاعد والتحضر والتفتح على العالم الخارجي. هذا الصراع الخفي الظاهر نلاحظه في المجتمع وخاصة المحافظ والوارث لعادات وسلوكات تتنافى مع الواقع المنطقي المتطور.

 

          قد يكون في بعض السلوكات مثل الحفل في الشوارع للمجتمع البريطاني أثناء ولادة مولود لأميرة وانتظار مرورها بالمكوث حتى ولو ليلة في الشارع من طرف الشعب، هذا لا يضر ما دامت البلد متقدمة ومتطورة. أما إذا كان بمثابة خمول المجتمع وفتح الباب للغير لتسيير شؤونه كما عبر عنه مالك بن نبي (شعب قابل للإستقلال) وهو ما نراه في البلدان النامية المغلوقة عن العلم والتفتح والإعلام ومراجعه التاريخية. وهو شأن حالنا الذي يؤمن بالأشخاص ولا يفكر في الأحداث ولا بجوهر الفكرة.

 

        إن التطرق لمعالجة الفكرة وكيف تجذرت وزرعت في مجتمعنا من الغرب ليستفيد من وضعياتنا السباتية على حقيقة حالنا، يتطلب إظهارها للعيان حتى يتجنبها الجيل وعندما تناقش هذه الفكرة تتضح الرؤية ولا تحتاج لا لسرد الأحداث ولا للأشخاص المدبرين ولا كيف جاءت ومَنْ ورائها وما مستواه وما يريد وكيف يخطط ويسهل لك التعامل والجواب والتصدي وحتى الرد. ومن هذا المنطلق والتنبيه يكشف لك المخطط المنفذ عليك وبواسطة وسائلك تستطيع تبديل الخطة بالعكس ضد منفذيها بعد التأمل وكسب الثقة بالنفس فتصحح مسارك معه.

 

      من الوسائل التي تستعمل للكشف عن وجود هذا الجسد الغريب الذي تغلغل في مجتمعي هي في أول وهلة طرح السؤال، لماذا أتى وما هي الوسائل والكيفية المستعملة لفائدة مَنْ وكيف وظف أسباب التموقع في محيطي في الوجود من أجل مساعدتي وما هي الوسائل المستعملة لمساعدتي من طرفه، هل كل هذا يعود لفائدتي أم لفائدته ؟. بعد التحليل تتضح لك الخطة الجهنمية المستعملة وغالبا ما تكون باسم الديمقراطية وتفتح الفرد والمساعدة في إزدهار البلد. فالديمقراطية والتفتح لكشف عيوبك أمام مجتمعك والحجب على كل ما يتعلق بالعلم وحب الوطن وإدخال لغته وعاداته بعد طمس تاريخك. 

 

         أبرز ما قاله مؤسس علم الإجتماع العلامة عبد الرحمن إبن خلدون في مقدمته الشهيرة:

" المغلوب مولع أبدًا بتقليد الغالب، في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده، والسبب أن النفس تعتقد الكمال فيمن غلبها ".

" الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها، وكلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة، لا يهمه سوى اللقمة والغريزة ".

" عِندما تَنهار الأَوطان يَكثر المُنَجِمون والمُتَسَوّلون والمُنَافِقُون والمُدَّعون والقَوَّالون والمُتَصَعلِكون، وضَارِبوا المَندَل وقَارئوا الكَف والطَالع، والمُتَسَيسون والمَداحُون والإِنتِهَازيون، فَيَختَلطُ ما لا يُختَلط، ويَختَلطَ الصِدق بِالكَذب والجِهاد بِالقَتل، ويَسود الرُعب ويَلوذَ النَاسُ بِالطَوائف، ويَعلو صَوت البَاطل ويَخفُت صَوت الحَق، وتَشح الأَحلام ويَموت الأَمل، وتَزداد غُربة العَاقل، ويُصبِحَ الإِنتماء إِلى القَبيلَةِ أَشَد إِلصَاقاً وإِلى الأَوطان ضَرباً مِن ضَروبِ الهَذَيَان ".

 

هل العلامة بن خلدون يعيش معنا، أم هذه هي أحوال وسيرورة الدنيا، ام الإنسانية لم تتطور في العلم والأخلاق ومعرفة مهمتها في الحياة؟ أم الغرور واللهو ساد تماما على المعمورة ولم يعد هناك مصلح أو ناصح أو مدبر أو منقذ؟. ومن يتأمل فيه عن الوضع الحالي من تحولات وتقلبات في المعمورة على كل الأصعدة وكشف المستور على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو العقائدي يظهر له فتنة عارمة سببها التعنت في الرأي على حساب ما تمليه الطبيعة وتعاليم الكون.

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.