اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1257)- مانشيت/ 3 نشْأة الأغنية الشعبية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1257)

مانشيت/ 3 نشْأة الأغنية الشعبية

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل الثالث والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الثاني والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق تشرين الثاني 2013 م. (الموسيقى العربية الشعبية، الماضي والحاضر).

***

مانشيت / 3  نشْأة الأغنية الشعبية

نشَأت الأغنية الشعبية بين العامة من الناس في أزمنة ماضية، وبقيت متداولة ازمانا طويلة. إن الحديث عن الأغنية الشعبية حديث متشعب وطويل، فالأغنية الشعبية كما وصفها أحد الدارسين:

 

 (هي واحدة من أعظم الغاز التجربة الإنسانية، فهي بلا شك ملك الناس أو العامة، ومع ذلك فان الناس لم يقوموا بصنعها، وكذلك فأنها ليست تعبيراً تم بطريقة خفية عن الحياة العاطفية للناس، لأنها على العكس من ذلك نتيجة حصاد المهارة الفنية الفردية من خلال عمل عدد غير محدد من المغنّين الشعبيين الذين أسهموا في أن تصل إلينا في شكلها الحالي).

 

ويروي الباحث الشعبي المحامي عطا رفعت العبيدي في كتابه، الأغنية الشعبية:

 

(إن الأغنية الشعبية هي في حقيقتها همس مكبوت وعواطف متأججة واخيلة متسرحة في أجواء فسيحة الأفق ينتزعها الشاعر من الوان السحب واجفان النجوم فتمزج مع بعضها البعض وتمر بالروح مرور النسيم على وريقات الورد، هي لا تلبث قليلاً حتى تخلف نفسها بنفسها فيتولد النغم اللاهث على الشفاه الظامئة للحب والوصال وتكون حينئذ الأغنية الشعبية التي هي في ذاتها انفاس الفنان العاشق أو المغني الشاعر الذي يجد فيها غذاء روحه ومتاع نفسه ولذة وجدانه)) هامش1).

ومّما تجدر اليه الإشارة انه في قرى وأرياف وحقول ومراعي وضفاف الأنهار وفي بطون أهوار مصر والعراق وباقي الدول العربية، تعيش الأغنية الشعبية في كل فم وحنجرة، فتزرع الشباب والصبايا الفاظها المجنحة في كل قلب وروح، فتزدهر وتنمو كما يزدهر وينمو العشب الأخضر في مواسم الربيع، فتراها راقصة سكرى مع الأمواج في المشاحيف الجميلة أو نجدها باكية حزينة على شفاه الرعاة.

وتزدهر الأغنية الشعبية في مناطق الريف في جميع أنحاء العالم، في الوطن العربي وفي أوروبا الغربية وأميركا وفي الشرق على اختلاف ربوعه، ولقد ظهرت في الأونة الأخيرة عناية ملحوظة بالآداب والفنون الشعبية التي هي كغيرها من الأنواع الفنية، التي تتوسل بالكلمة في أغلب الأمم، حيث تعيش وتنتقل بين الأفراد والبيئات والأجيال بواسطة الرواية الشفوية، وقد لاحظ الدارسون أن المغنّين الذين يرددون الأغاني الشعبية، لا يعتمدون على التدوين حتى ولو كان على حظ بمعرفة من القراءة والكتابة، فالأغاني الشعبية تنقل وتتواصل وتمتلكها الأجيال اللاحقة عن طريق النقل الشفاهي والسماع الشفوي.

ومن خصائص الأغنية الشعبية، أنها شكل متعدد، وتفاصيل بدرجة يصعب معها تحديد أفضل الاتجاهات لتناولها، والذي يهم دارس الفولكلور هو التحقق من مكانة الأغنية في حياة الناس وملاحظة مجالات الحياة التي تدخلها وكذلك معرفة ما تتخذه من أشكال متنوعة.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

 - العبيدي، عطا رفعت- الأغنية الشعبية، مط خضر الأعظمي، ط1، بغداد، 1985، ص 93.

 

 

 

صورة واحدة / من احدى حفلات المتحف البغدادي عام 1973. يميناً الخبير المقامي ابراهيم الخشالي. ثم المطرب المقامي محمد العاشق واخيرا حسين الاعظمي.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.