مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1272)- مانشيت/ 4 تجارب بعض المغنين
- تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 05 كانون2/يناير 2025 20:24
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 812
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1272)
مانشيت/ 4 تجارب بعض المغنين
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من البحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الرابع والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق تشرين الثاني 2015 م.
البحث(التوافق التعبيري بين الموسيقى العربية والشعر المغنى؛ غناء المقام العراقي إنموذجاً).
***
مانشيت / 4 تجارب بعض المغنين
إن تجارب بعض المؤدين الخالصة خلال القرن العشرين توحي بنجاح المحاولة، فكانت الإبداعات الفردية التي مرّ ذكرها والتي جاءت بواسطة رائدها ومثيرها الأول محمد القبانچي، وتلتها المحاولات الأخرى، ويمكن أن نختار احد هذه الأسماء المبدعة، أنه المطرب الشهير ناظم الغزالي، المؤدي المقامي المتحضّر الذي قلب موازين ومفاهيم كثيرة تخص شأن الأداء المقامي، في الذوق والفن والتعبير، واقترب الغزالي كثيراً من الأسلوب العلمي والفني للأداء بشكل عام، سواء في الأغنية الملحّنة أم في موسيقى وغناء المقامات العراقية التراثية التي أدّاها خلال مسيرته الفنية، التي لم يقدّر لها أن تستمر طويلا، فحاول فيها تطبيق ما درسه أكاديمياً أو ما امتلكه بالفطرة في أداء الجمل الغنائية، مراعياً فيها الرموز التعبيرية العالمية المعروفة في الأداء الغنائي والموسيقي، التي بواسطتها يتلون الأداء وتتنوع تعابيره، حيث كان يراعي فيها مواقع الضغوط الإيقاعية والأدائية مع توافق المعنى الشعري للقصيدة المغناة في التعبير عنها من خلال المسارات اللحنية المناسبة لهذه المعاني.
إن مشاعرَ وأحاسيس عاطفية تزداد رقةً وخيالاً وجمالاً ووضوحاً في الأغاني العربية، منذ مطالع القرن العشرين وبداية النهضة العربية الحديثة في الغناء والموسيقى في مصـر خاصةً وفي كل البلاد العربية على وجه العموم، وفي العراق كانت معظم المقامات العراقية التي غناها محمد القبانچي، ومعاصروه من المغنّين رشيد القندرچي، ونجم الشيخلي، وعباس گمبير، والحاج جميل البغدادي، ويوسف حريش، وعبد الفتاح معروف وغيرهم. حيث يزدادون فيها مبالغةً وعاطفيةً في مقاماتهم العراقية الأكثر إتقاناً وتعبيراً.
وبالنسبة للمطرب المقامي الشهير محمد القبانچي، فقد كان غناؤه يمثل لسان حال الجماهير العراقية، يوحي بفهمهم وإدراكهم لعالم الخيال الحالم والتأملات الرومانسية التي يغور فيها القبانچي ومن هم أمثاله في المستوى عند أدائه للمقامات العراقية والأغاني التراثية، معبراً عن حياةٍ معاصرةٍ ومستقبلية، وهي تعابير بغـدادية صميمة، تمكَّن القبانچي من خلال شخصيته العفوية وإمكانياته الفذة أن يخرجها عن طوق المحلية العراقية ومن ثم انتشارها في آفاق واسعة من العالم، كتحديثه لأسلوب غناء المقامات التي سجلها في تاريخه وإعداده لمقامات أخرى جديدة كمقام اللامي ومقام القطر ومقام الكرد وغيرها.
وكان ذلك أيضا بالنسبة لمغنين آخرين معاصرين، وكذلك الجيل أو الأجيال التي أتت بعد القبانچي، كحسن خيوكة، (1912-1962م) ويوسف عمر، (1918-1986م) وناظم الغزالي، (1921-1963م) وعبد الرحمن العزاوي، (1928-1983م) حيث كان أمراً تعبيرياً بغدادياً صادقاً، بأسلوب تقليدي لكنه بجمالية معاصرة. نأخذ مثلاً قصيدة الشاعر معروف الرصافي في مقام العجم عشيران بصوت يوسف عمر بهذا المطلع:
(ياشعر انك صورة لضميري/ يــــبديك حزني تارة وسروري)
أو مقام الجهاركاه بصوت عبد الرحمن العزاوي، الغائرة تعبيراته في المضامين الصوفية والدينية بروح دنيوية غاية في الجمال مع أغنية (نار بوجنتك) وهي من ألحان محمد القبانچي.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
صورة واحدة / في تموز 1987 عند افتتاح بيت المقام العراقي. يطهر يميناً هلال عاصم ووكيل الوزارة عبد الامير معلة ولطفي الخزرجي ومنير بشير المدير العام لدائرة الفنون الموسيقية وعمر محمد فاضل العواد وحمزة السعداوي ويحيى ادريس وجابر الربيعي ووزير الثقافة لطيف نصيف جاسم وقارئ القرآن الكريم محي الدين الخطيب وعبد المجيد العاني وحسن البناء وعلي ارزوقي وحامد السعدي وفاروق الاعظمي وحسين الاعظمي وعبد الملك الطائي وسامي عليوي.