اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1274)- مانشيت/ 6 انجازات ابداعية

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1274)

مانشيت/ 6 انجازات ابداعية

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من البحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الرابع والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق تشرين الثاني 2015 م.

البحث (التوافق التعبيري بين الموسيقى العربية والشعر المغنى؛ غناء المقام العراقي إنموذجاً).

***

مانشيت / 6 انجازات ابداعية

إن وعي المتلقي أو وعينا جميعا للمفاهيم الفنية في الموسيقى والغناء، يسيطر على استجاباتنا وإحساساتنا بدقة البناء الفني الناجح للأداءات الغناسيقية المعبرة عن حياتنا برمتها، وهكذا نرى إن التسجيلات الغنائية الموسيقية التي انجزها المؤدون المبدعون العرب بصورة عامة في مسيرة حياتهم الفنية ومحاولاتهم الإبداعية، بل هي إنجازاتهم الإبداعية المثيرة والهامة فعلاً، تزداد بالنسبة لتفهمنا لقيمة هذا الإبداع وهذا الإنجاز الجمالي والذوقي الذي يثير فينا الاطمئنان في شأن تذوق الجماهير الكثيرة لهذا الشكل الغناسيقي المقامي، ومع ذلك فهناك إحساس هام، إحساس نستشعره بسبب من معرفتنا العامة بكيفية إنجاز هذا الإبداع الأدائي الغناسيقي  من فنانين شجعان فعلاً، تحلَّى كل منهم بالصبر والشجاعة والإقدام، التي هي من خصائص الرجل الناجح غير المنهزم.

تعلّقت هذه الأمور كلها مع ظروف الفنانين العرب المبدعين بالمعنى الرئيسـي في ضبط المواد الأولية لعناصر الشكل الغناسيقي المحلي والحديث والمعاصر، وسيطرتهم عليها بطريقة ديناميكية من أجل بناء لحن تعبيري متوافق بين مادة كلامه المغنى والمسارات اللحنية التي تُعبّر عن معاني الكلام أو القصيدة المغنّاة لتقوية العلاقات وتماسكها مجتمعةً من أجل بناء لحني وتعبيري محكم لهذه العناصر، ومن ثم تقوية العلاقات البنائية الفنية وتماسكها فيما بينها لإثراء الموضوع الرئيس، ألا وهو الأداء والتوافق التعبيري بين جميع مكونات العمل الفني، وذلك في طريقة قد لا تدرك معها إن كانت بوعي أو بدون وعي، الأهداف الرئيسة فحسب، بل الأهداف الجانـــبية التي تساهم في بناء العمل الفني أيضا.

لقد افترض المغنّون الإبداعيون في كل أرجاء وطننا العربي الكبير، بأن على الفن أن ينشأ من عـدم الرِّضى بالأساليب والأذواق القديمة، وفعلاً فقد بدا محمد عبد الوهاب، في مصـر كثائر ضد تلك المســتويات الفنية التي سبقت النهضة العربية الموسيقية، كذلك محمد القبانچي، في العراق بدا ثائراً متمرداً على كل المستويات الغناقامية (هامش1) السابقة لظهوره، والمهم في الأمر أن جيلاً من الجماهير التي عاصرت هذه التطورات قد استوعبت تلك التعابير والجماليات على أنها كانت مناسبة ومرضية في وقتها. على كل حال، هناك شعور أو تصوُّر أو إدراك دائم من قبل الفنان خاصة والمتلقي عامة، بأن الرضا عن التطورات أو عدم الرِّضى، يمثِّل حالة الفنون جميعاً. هذا بالرغم مما أنجزه كل من المغنّين العرب الكبار في كل مكان من وطننا العربي الكبير، أو حتى كل الفنانين الآخرين على قدر إبداعهم بصورة عامة.

 

إن على كل فنان أن يدرك استحالة وصول عصـره، أو أي عصـر آخر، إلى معرفة الحقيقة النهائية أو المطلقة لواقع التعبير عن هذا العصـر أو ذاك، لأن الزمن مستمر وأن التحولات سائرة بلا هوادة. ولكن تبقى محاولات الوصول إلى اقصـى ما نستطيع من الإبداع والتطور ومواكبة العصر الذي نعيش فيه للِّحاق بالرَّكب الحضاري والتعبير عن حياتنا من ماضيها حتى حاضرها ومستقبلها.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

هوامش

1 – هامش1: الغناقامية: الغنائية المقامية، والمقصود هنا بالمقامية هي غناء المقام العراقي.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي يشرب الشاي في ادارة خان مرجان قبل بدء احدى حفلاته في الخان. ثمانينات القرن المنصرم.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.