اخر الاخبار:
"صيادو العبيد" في قبضة شرطة أربيل - السبت, 15 شباط/فبراير 2025 19:05
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

يوميات حسين الاعظمي (1275)- مانشيت/ 7 الصدق في التعبير

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1275)

مانشيت/ 7 الصدق في التعبير

 

حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية) الفصل الخامس. بعض المانشيتات الداخلية من البحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الرابع والعشرين في دار الأوبرا المصرية. الموافق تشرين الثاني 2015 م.

البحث (التوافق التعبيري بين الموسيقى العربية والشعر المغنى؛ غناء المقام العراقي إنموذجاً).

***

مانشيت / 7  الصدق في التعبير

إن التعابير الأصيلة التي تميـَّز بها المؤدون السابقون والتي اتسمت بالتعبير عن صدق مشاعرهم وتصوير معاناتهم وهمومهم ومشاكلهم بأصدق ما يمكن، التي وصلت عند بعضهم حد السذاجة، لذا فإن أهم ما ميـَّز هذه الحقبة، هو النظر من جديد إلى مفهوم الصدق هذا، وطبيعي أَنَّنا لانقصد المعنى الحِرَفي للصدق بل أن هذا الصدق يحدث مع التجربة الخالصة، فهي حبكة اذن يتوازن فيها الصدق والتجربة والإبداع، حبكة لابد أن يكون فيها إحكام في العلاقات.

يتجلَّى الصدق التعبيري في غناء المقامات العراقية في تسجيلات محمد القبانچي، الذي يعكس التاريخ الحقيقي لبلده العراق خلال الفترة المظلمة بعد سقوط العباسيين 656ه 1258م في مقامه الشهير(مقام المنصوري، سلّمه صبا) المغنّى بهذه القصيدة المُخَّمسة، للشاعر عبد الغفار الأخرس، والتخميس للشاعر راضي القزويني، وهو أشهر مقام منصوري، بل هو أَعظم ما غناه محمد القبانچي خلال حياته.

 

كيف يقوى على الجفا مستهام  

             عنك لم يلهه نديم وجام

بك أقسمت والهوى إقسام  

                   إي وعينيك ما المدام مدام

       يوم تجفو ولا النداما نداما

 

كم أقاسي ما لا تقاسي برضوى

             من غرام على الجوانح يقــوى

مع إنّي على الجفا لست أُقوى   

             كلما رمتُ أن أبثك شكوى

       تلجلجت هيبةً واحتراما

    

أين من خمرة الحلال التي في  

             أكؤس الطلا بذوق نزيف

يا غني اللمى عن التعريف  

                   ما لمن يترك المدامة في

     فيك حلالاً ويستحلُّ الحراما

 

إن القبانچي في هذا المقام بالذات يعكس حقيقة الهموم والمعاناة التاريخية للشعب العراقي.

فإلى أين يجب أن يتأمل المواطن العراقي من أجل اكتشاف ومعرفة ما فعله الغزاة المجرمون بآبائنا وأَجدادنا..!؟

إلى أين يجب أن يتأمل العراقي أن هذه الأقوام الغازية والمحتلة فرضت العصور المظلمة على العراق..!؟

إلى أيِّ مدىً يجب على المواطن العراقي أن يتأمَّلَ، كم أَنَّ سبعة قرون عاشها العراقيون في ظل هذه الأقوام المجرمة التي فرضت الجهل والتخلف والفساد والاعتداء والسرقات والظلم والظلام والاغتصاب والتشتت على كل البلاد..!؟

إن هذه الأقوام عدوٌّ رئيسي بالنسبة للعرب وللعراقيين على وجه الخصوص، كما أنها شيء أسوأ، إنها الأقوام المتعددة التي توصف بالإجرام والإرهاب والوحشية على مدى تاريخها..!

وهكذا يكشف لنا محمد القبانچي في مقامه الشهير(المنصوري) من خلال تعابيره المذهلة، الذي تم تسجيله أبان مشاركته في مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة عام 1932، مازجاً العقل والفطرة في أدائه، حقيقة هذه المراحل التاريخية، حقيقة هذه الأقوام المجرمة، التي يوضح فيها ذروة الاستنكار والاستهجان والعتب والشكوى والاحتجاج من القدر الذي كتب على هذا البلد الحضاري الذي يمثل أقدم حضارات الإنسان والذي ابتلي بهذه الأقوام المجرمة..!

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

 

صورة واحدة / حسين الاعظمي في الحدائق المطلة مباشرة على ضفاف بحر قزوين في العاصمة الاذرية باكو في آذار 2009.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.