مقالات وآراء
مسيرة البطريرك الشهيد مارشمعون ايشاي في المهجـر- الجزء 37// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 14 كانون2/يناير 2025 20:05
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 627
يعكوب ابونا
مسيرة البطريرك الشهيد مارشمعون ايشاي في المهجـر- الجزء 37
يعكوب ابونا
في الحلقات السابقة تحدثنا عن وضع شعبنا المسيحي عموما والاشوري خصوصا، بعهد الحكم الملكي العراقي الذي كانت يريطانيا العظمى تراعه وتسيره وفق ارادتها ورغبتها،.
بعد قرار الحكومة العراقية بنفي البطريرك مار شمعون ايشاي الى قبرص، وبعد وصوله قبرص لم يأبى جهدا في الدفاع عن حقوق شعبه وامته الاشورية وعلى كل المستويات. وعندما لم يجد استجاب لمطالبه من الدول الكبرى ولا من عصبة الامم او الدوائر المسؤوله، ولم يسمعه احد، فشكلت تلك الاحداث منعطفا خطيرا لمسيرة شعبنا، وخاصة ما سببه موقف بريطانية السلبي من مطالب شعبنا، لان بريطانيا انذاك كانت القوة العظمة والفاعلة على ارض الواقع وهي التي كانت تسير وتدير شؤون الحكومية العراقية وفق ارادتها ومصالحها،..
فظهر بان مصالحها كانت تقتضي الالتزام مع الدولة العراقية. وتدافع عنها بكل قوة وفعالية، فلم تابى جهدا بالسعي ليمنح العراق الحكم الرجعي الاستقلال خلافا لكل المعايير القانون الدولي والانساني،..
طبعا كان هذا مقابل ان يوقع العراق اتفاقيات ومعاهدات استعمارية، لتطمئن بريطانيا على تحقيق مصالحها وفق تلك المعاهدات،..
لذلك وجدت بان ليس للاشوريين ما يمكن ان يقدموه لها،؟ اكثر مما تقدمه الحكومة العراقية، فالتزامها جانب العراق كان اولى لها من الدفاع عن الاشوريين وحقوقهم الذين انتهت صلاحيتهم بالنسب لها؟.
فالوقوف الى جانب الحكومة العراقية تتطلب سياسة التخلص من الاشوريين، رغم كل تضحيات الاشوريين وما قدموه في الحرب العالمية الاولى، لا بل حتى مساهمتهم بالدفاع عن الحكومة العراقية والمصالح البريطانيا بالعراق بالمشاركة بمحاربة الانتفاضات والثوار بالعراق الذين كانوا ضد الحكم الملكي والاستعمار البريطاني، كما لا يمكن ان ينكر دوريهم الفعال وايجابي بضم الموصل الى العراق،.
ان خيانة الانكليز لحقوق شعبنا الاشوري اثبتوا بانهم قد فقدوا كل القيم الانسانية والاخلاقية والمسيحية بتعاملهم مع المسالة الاشورية، بهذا السوء، لدرجة تركوا شعبنا بيد القتله المجرمين، فمات ضميرهم عندما لم يسمعوا صوت صراخ الاطفال والنساء والشيوخ والكهنة الذين كانوا يذبحون على يد الجيش والشرطة العراقية، ولكن موقفهم المخزي كان فقط ان يصوروا الضحايا وهم ينكلون بهم، بدون الاحساس بمعاناتهم والامهم، لان اذانها فقط كانت مفتوح لتسمع هتافات الانتصار للجيش العراقي الذي قمع الحركة الاشورية وذبح رجالها وابطالها، ولتمتد لابادة الشعب بكامله..
هكذا كانت الامور تسير حتى وجدوا بان التخلص من شخص البطريرك مار شمعون ايشاي ضرورة ملحة تتطلبها مصالحهم كونه قائد شعب وامة ناضلت من اجل تحقيق اهدافها للعيش بكرامة وامان، فكان الوقوف بوجهه وبوجه مطاليبه حتى بعد نفيه خارج العراق، لانهم كانوا يخشون صوت الحق الذي يمتلكه، ومناداته بمعانات شعبه والمطالبة بحقوقه المشروعة، امام الدولة والراى العام العالمي..
فكان الموقف البريطاني السلبي بوجه كل مساعيه، ليس لذنب اقترفه شعبنا بل لحق طلبوه، وهذا ما لايخدم المصالح البريطانية، فرفضت كل مطاليبه ومنعت التجاوب مع مسعاه، لان بريطانيا كانت تسعى لتحقيقه مصالحها من خلال دعم ومساندت الحكم الملكي العراقي.
فما كان من البطريرك بعد ان سدت كل الطرق امامه في نيل مطالب وحقوق شعبه، الى ان يلتجئ كمسعى اخير، الى مناشده كنائس العالم عسى ان يجد تجاوبا او مسعى او مخرجا ينقذ شعبه من خلال تدخلهم.
فرفع مذكرة الاستعطاف الى الكنائس بالعالم ـ ويسردها نصا، يوسف مالك التلكيفي المناضل الاشوري الذي يصفه يوسف ناظر في كراسه، بانه علم شامخ في سلسة الابطال الميامين الذين جاهدوا بانفسهم فجعلوا منها وقودا لهذا الحق المضاع امثال اغا بطرس والبطريرك الشهيد مارشمعون بنيامين والملك ياقو الملك اسماعيل وغيرهم من فروع هذه الدوحة المباركة التي انبتها تربة اشور الخصبة... انتهى الاقتباس
ففي كتابه الخيانة البريطانية للاشوريين ح2 ص 201 – 204 ... يذكر ..
الملحق "ي"
استعطاف.
مــن مار شمعون (۲۱) بطريرك الاشوريين ... الى ..
كافة الكنائس المسيحية
تحتم على اوضاع الاشوريين الحالية الخطيرة، وأول شعب اعتنق المسيحية، لأطلب واحسرتاه، استعطافا يائسا من كافة الكنائس المسيحية في العالم للمجيء الى مساعدة الاشوريين في العراق الذين اصبحوا عرضة للانتهاك والتنكيل والمذابح خلال شهر آب 1933 بسبب التعصب الديني المتاجج تحت مسمع وانظار أعظم امبراطورية مسيحية في العالم لسوء الحظ..
ان الظروف المريرة التي تمر بها الأمة والكنيسة الاشورية في هذه المرحلة لهي احلك وأقتم الفترات من تاريخها الطويل.
كانت الامة الاشورية قد فقدت موطنها الاصلي فـي تركيا منذ دخولها المحتوم ساحة الحرب العالمية الاولى 1914 - 1918 الى جانب الحلفاء وبالأخص الانكليز مقابل وعدهم بالوطن والاستقلال التام الذي يمكنهم من الازدهار والنمو على ضوء خطى وتعاليم المسيحية. فاستغل الانكليز مهاراتهم الحربية وولائهم لهم خلال الثمانية عشر سنة الاخيرة، بأمل ان هذه سترد لهم الصنيع بالمثل حتما..
اما العلاقة الانكليزية - العراقية التي تدرجت على عدة تغيرات جذرية، كانت قد تطورت اخيراً في شكل المعاهدة البريطانية- العراقية المعقودة في 30 حزيران 1930 والتي تغاضت عمدا عن المسألة الاشورية تاركة اياهم بدون موطن، وفي أمس الحاجة للحكومة البريطانية التي تبنت منذ عام 1929 وبدون قيد أو شرط، دعم قبول العراق في العصبة حتى تاريخ دخولها عام 1932، متغاضية عن التوصيات الموضوعة اصلا من اجل حماية مصالح الاشوريين.
وقمنا منذ عام 1930 وما بعد بالتعبير امام عصبة الامم عن مخاوفنا المقرونة بالبراهين عما سيكون عليه المستقبل بدون الحماية الفعّالة .
ان لجنة الانتدابات الدائمة لم تكن تشعر بها وحسب بل وشاركتنا المخاوف ايضا، بينما سعى السير فرانسيس المندوب السامي السابق علي العراق وسفير جلالته البريطانية الان، وبالنيابة عن حكومته لتبني المسؤولية الخلقية فيما اذا برهنت العراق عن عدم جدارتها بالثقة الموضوعة فيها لتجد عصبة الامم نفسها مرغمة على السكوت حيال الاعلان البريطاني، مقتنعة بالضمانات الورقية لحماية ارواح وممتلكات الاقليات العراقية. فقدمنا احتجاجنا وقلنا ان الضمانات الورقية "أو" المسؤولية البريطانية الخلقية" غير كافية لحمايتنا ما ان تترك الحكومة العراقية المتعصبة طليقة اليد. وعبرت بدوري بناء على الرأي العام الاشوري عن الحتمية في وجهة النظر هذه عبر استعطافي المؤرخ في ايلول عام 1931 الموجه الى عصبة الأمم بأن "القضاء التام علينا سيتيع حالما يرفع الانتداب مالم توضع الضمانات الاكيدة لحمايتنا في المستقبل" ..
كانت قد مرت تسعة اشهر فقط على رفع الانتداب حينما تحققت مخاوفنا المبنية على الخبرات والتجارب لتصبح حقيقة مطلقة بمذابح الاشوريين الجماعية في لواء الموصل والمناطق العراقية الاخرى.
بعد معارضة شديدة من جانب الحكومة العراقية وبدون نصير للدفاع عن وجهة نظرنا، فقد قرروا اخيرا تعيين خبير في شؤون التوطين في مركز المستشار وبدون اية صلاحيات أخرى. وكان من الطبيعي كونه أجير الحكومة العراقية أن يسعى في تطبيق سياستها الهادفة نحو تحطيم عقيدتنا ولغتنا وعاداتنا وتقاليدنا وبقاؤنا كامة وشعب، عبر الامد المقدر القادم. واذا نظرت الحكومة العراقية بالخطورة الى مشروع التوطين فلم تجد أفضل وسيلة من التحريض وتشجيع العناصر المسلمة المتعصبة ضد الاشوريين للتخلص منهم. فمرت الحملات الصحفية في كافة نحاء العراق ولمدة خمسة اشهر بدون رقابة أو تحد ومهيئة الرأي العام العراقي لحرب "الجهاد" حيث تجلى الايمان العربي في هذه الآونة بالذات بأبرز ملامحه عبر عقيدتهم العالمية بأن المعركة القادمة انما حرب بين الهلال والصليب. ووضعوه قيد التنفيذ اخيرا في السابع من آب 1933 بعد ان تطوعت مئات الالاف من العرب المقاتلة حفنة من "الكفار". "
فقتلوا الرجال العزل من السلاح، وقتلوا النساء والاطفال في ابشع مذبحة جماعية بفتح نيران الرشاشات والبنادق عليهم وأطلق الجيش العراقي النظامي النيران على جماعات اخرى من الاشوريين بعد ربطهم بالحبال بينما كان وزير الداخلية ووزير الدفاع ووزراء آخرين على مبعدة بضعة كيلومترات من منطقة المذابح،.
فقتلوا الكهنه ومثلوا بجثثهم واعدموا النساء بعد الاعتداء عليهن ولم يكن مصير الشباب والكهنة الذين لم ينصاعوا للاوامر بالتحول الى الاسلام وافضل من مصير غيرهم اما المرتزقه العرب وقد تلقوا تعليماتهم واسلحتهم من السلطات المحلية،
بناء على اوامر السلطات المركزية في بغداد، قاموا بنهب ممتلكات وقطعان وماشية الاشوريين بحرية تامة، وحرقوا الكتب المقدسة واضرموا النيران بالقرى،
أما الاطفال المتشبثين بأوليائهم المأخوذيـن للذبح فقد لقوا حتفهم في الحال بينما استعملوا الحراب في بقر بطون الحوامل من النساء..
حدثت كافة هذه الأعمال المريعة الهمجية بناء على اوامر السلطات المدنية والعسكرية العراقية وبالرغم من قيام قلة من المرتزقة الأكراد وبتحريض الحكومة العراقية وتزويدها الأسلحة بالمشاركة فى هذه المخازي البربرية، الا ان اعمال امثال هؤلاء الأكراد يجب الا يحمل الانطباع بأن الاكراد عامة كانوا يفضلون اعمال بني جلدتهم.
أما الطيارون البريطانيون فلم يكن بوسعهم فعل شئ عدا تصوير المناظر المريعة من الجو بينها منع القائمون في خدمة الحكومة العراقية من زيارة مناطق المذابح..
ان القائمة بأسماء شهداء الأشوريين التي في حوزتي سأجعلها معروفة للعالم في الوقت المناسب، وسيدرك اولئك الذين خبروا الشنائع المقترفة عام 1894/ 1896
وعام 1915 مدى وحشية المذابح المقترفة بحق شعبي هذه المرحلة من القرن العشرين.
لا أجد، تحت وطأة الظروف الحالية، سبيلا عدا استعطاف كافة الكنائس والمنظمات المسيحية في العالم لاستعمال تأثيرها القوي الصالح في جعل هذه الحقائق معروفة للعالم بأسره ومساعدة قضية شعبي أمام حكوماتها عبر منظمة عصبة الامم..
انني ارغب لأبين حقيقة في الأمر حيال ماسبق بان تقديمي هذا الاستعطاف من اجل الدعم المسيحي لنا ليس سبب كوننا مسيحيون فقط، بل لكوننا مضطهدين بسبب مسيحيتنا ليس الا.. أما التعاليم المسيحية في العدالة والمحبة الانسانية فتجعلني أشعر بثقة تامة حيال المساعدة التي احاول جهدي لأجدها قادمة..
ومع ان قضية الاشوريين قد تبنتها عصبة الأمـم الان، الا انني استنجد لأية مساعدة ممكنة أكانت للمسألة هذه أو القضية بمجملها وسيسعدني تزويدكم بمثل هذه التفاصيل..
اخيرا، وبالنيابة عن شهداء شعبي وأمتي، فانني ادعو الرب ليكلل مساعيكم بالنجاح....
التوقيع
ایشاي شمعون
بطريرك الاشوريين
بنعمة الرب
قوسيا / قبرص 20 ایلول 1933
بعد مكوث قداسته في قبرص لفترة انتقل بعدها إلى انكلترا ومنها الى مدينة شيكاغو بولاية الينوي الامريكية سنة 1940.
لان منذ منتصف القرن التاسع عشر تعرض شعبنا للضغوطات القمعية التي تعرضوا لها ابناء شعبنا في الشرق الأوسط، واستمر هذا خلال القرن العشرين فأد ذلك إلى تسارع وتيرة الهجرة بشكل كبير. كان أكبر تجمع آنذاك في مدينة شيكاغو الأمريكية، حيث قطن بها نحو 30,000 من أتباع كنيسة المشرق. فكان اختياره للهجرة للولايات الامريكية للالتقاء بشعبه هناك، فاخذ يعمل بكل جد وعزيمه لخدمة الكنيسة، حصل البطريرك مار شمعون على الجنسية الأمريكية عام 1949. فأعاد تأسيس البطريركية في شيكاغو عام 1950. ساعدته الكنيسة الأسقفية الأمريكية في تأسيس عدة كنائس خاصة في مدن مثل غاري وفلينت ويونكيرس ونيو بريتن وفيلادلفيا وترلوك وسان فرانسيسكو. كما تم إنشاء مركز لاهوتي في مقر كنيسة المشرق بشيكاغو عام 1950، حيث أعيد طبع بعض كتب الطقوس وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية.. وانتقل بعدها إلى مدينة سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، واستقر في مدينة سان هوزيه.
وإعادة تنظيم الكنيسة فقام بتشكيل أبرشية في الولايات المتحدة وكندا وأعاد ربط أبرشيات المهجر بالشرق الأوسط خلال زياراته المتعددة إلى إيران ولبنان والكويت في الخمسينات. وفي سنة 1954 حول مقره إلى سان فرانسيسكو حيث دأب على ترجمة كتب آباء الكنيسة إلى الإنكليزية.
أصبحت لإيران أبرشية برئاسة الأسقف دنخا خننيا سنة 1958، فقام الأخير بتحويل كرسيه من شمال العراق إلى طهران. ونظرًا للعلاقة الجيدة بين البطريرك وشاه إيران محمد رضا فهلوي نتج عنها تمثيل الآشوريين في البرلمان الإيراني سنة 1964 فقام البطريرك بزيارة لإيران بنفس السنة.
غير أنه لم يتمكن من زيارة العراق حينها بسبب رفض السلطات العراقية لذلك بالرغم من إعادة تنظيم الكنيسة بتعيين أساقفة على أربيل وكركوك وبغداد والبصرة خلال الستينات..
عادت السلطات العراقية وسمحت له بالدخول سنة 1970 بعد سبعة وثلاثون عام من نفيه، كما اعترفت السلطات به رسميا كزعيم لكنيسة المشرق في العراق. غير أن السلطات السورية لم ترضخ لطلبه بزيارة رعيته في الخابور، غير أنه زار لبنان حيث رسم أسقفين على لبنان والخابور، عاشت رعية كنيسة المشرق فترة من عدم الاستقرار في جنوب الهند بعد وفاة مطرانها طيموثاوس أبيمالك سنة 1945. عين توما درمو مطرانًا هناك، وما ياخذ على البطريرك ايشاي هذا التعين لانه وهو يعرف بان درمو كان ضد قانون الكنيسة ونظامها، وكانت معارضته علنية للبطريركية وللنظام الوراثي البطريركي..؟؟
أصدر البطريرك قرارًا في آذار 1964 أعلن فيه عدة تغييرات في الكنيسة، من ضمنها استقدام التقويم الغريغوري وتقصير فترة الصوم الكبير بالإضافة لتعديلات طقسية. أثرت هذه التعديلات ريبة بعض أساقفة الكنيسة في الشرق الأوسط الذين رأوا فيها «تغريبًا» للكنيسة، انتهزوها المعارضون المدفوعين بحزازيات عشائرية التي كانت دوما ضد الكنيسة والباطريكية، وخاصة منهم عشيرة تياري، فسهلت تمرد الكاهن إسحاق نويا الذي قام بحجة الحفاظ على التقويم اليولياني القديم بالرغم من تحذيرات أسقف ومطران بغداد له، الا انه عين نفسه بطريركًا على كنيسة المشرق القديمة، بدعم المنتفعين من تلك العشائر.
حجتهم بذلك كانت واهية لاتستقيم مع الواقع الراهن انذاك، بدعوى ان غياب الطويل للبطريرك ايشاي عن زيارة العراق،؟؟
وطبعا هذا مردود لانهم وهم يعلمون بان حكومة العراق قد اسقطت عنه الجنسيه العراقية ومنع من دخول العراق. وحاول مرات عديد طلب السماح له بزيارة العراق الا انه رفض طلبه،.؟؟
والحجة الاخرى النظام الوراثي للكنيسة. رغم ان هذا النظام لم يكن مستحدثا بل كان له مئات السنين، وليس هناك اي اجماع سابق او قرار اسقفي على الغائه او تبديله؟ رغم ان البطاركه الشمعونيين والعائلة الشمعونية طلبوا اكثر من مرة بالغاء الثوريت الا ان السنهودس والشعب كان يرفض ذلك ويصرون على بقاء هذا النظام،
اما حجة تبديل التقويم اليولياني الى غريغوري، للعلم ان التقويم اليولياني هو تقويم وثني وضعه الامبراطور الروماني يوليوس قيصر سنة 46 قبل الميلاد، في الوقت الذي ان "التقويم الغريغوري" اعتمد "كتقويم للميلاد" يستخدم في معظم دول العالم. وقد تم اعتماده بالقرن 16 الميلادي، من قبل البابا غريغوري الـ 13، الذي قرر الاستغناء عن التقويم اليولياني الذي استخدمته الكنيسة سنوات عديدة، بسبب خطأ، يؤثر إلى عدم القدرة على تحديد تاريخ عيد الفصح بشكل دقيق لاحقاً...
فتبرير الانشقاق حجة بالاصرار على استخدام التقويم اللوياني الوثني اعتقد انها تبرير واهي ليس بمحله..؟. وظهر لاحقا بان هذا التبرير ليس الا حجة لتجمع معارضي البطريركية وخاصة من عشيرة تياري، فكان وسيلتهم وحجتهم لمناصرة الكاهن المنشق والمتمرد الذي أعلن نفسه بطريركا،..
ومع ذلك ان الكاهن اسحق نويا لم ينال رضى وقبول الا قلة قليلة من الكهنة، ودعم ومساندت بعض من عشيرة تياري فوجدوا بان ضالتهم هي بمطران الهند توما درمو سنة 1965 ليضعوا انشقاقهم وانقسامهم وكنيستهم تحت زعامته،. فطبعا قبل درمو ذلك لانه كان ينتهز اي فرصة ليساهم بانشقاق الكنيسة.؟؟
وفي سنة 1968 انتقل توما درمو إلى بغداد ورسم ثلاث أساقفة، الذين بدورهم قاموا بعزل شمعون إيشاي وانتخاب درمو بطريركًا على كنيسة المشرق القديمة محله، توفي توما درمو سنة 1969 فخلفه أدي الثاني جيورجيس في 1972م لغاية 2020 ، وخلفه البطريرك كوركيس الثالث يونان، ولازال..
ومن الجانب الاخر كان من الطبيعي ان تاخذ التدابير والقرارات من قبل البطريرك مار شمعون إيشاي فقام بعزل توما درمو في الهند وتعيين خلف له. وفي عام 1970، سمحت السلطة العراقية بدخول مار شمعون ايشاي العراق بعد 37 عامًا من نفيه، وأعيدت له جنسيته التي سُحبت نتيجة أحداث سميل. اعترفت السلطات به رسميًا كزعيم لكنيسة المشرق. يُقال إن سلطة البعث في ذلك الوقت طلبت منه بعض المسائل التي تخدم مصالحها، الا انه رفض ذلك باباء وبكرامة. وهناك من يربط بين رفضه وزواجه واغتياله، حيث أُتهمت المخابرات العراقية بذلك..
استشهد البطريرك مار شمعون ايشاي في 6 نوفمبر 1975 على يد القاتل المجرم دافيد ياقو ملك إسماعيل من عشيرة تيار العليا.
في 17 أكتوبر 1976، تم انتخاب خلف له خلال اجتماع حضره أساقفة آشوريون وإيطاليون وإنكليز باختيار دنخا الرابع خننيا مطران إيران. "يذكر البطريرك ساكو في كتابه سير بطاركة كنيسة المشرق ص 156: "دنحا ( 1976 – 2015 ) ، لا نعرف لماذا سمى بالرابع لان ليس ثمة الثالث ،" انتهى الاقتباس
نقول للعلم البطريرك ساكو ان تقويم بطاركة كنيسة المشرق المعتمد يرد ذكر ( 1- دنحا الاول 1265 – 1281 ) 2 – ( دنحا الثاني 1329 – 1359 ) 3- ( دنحا الثالث 1359 – 1368 ) 4- ( البطريرك دنحا الرابع 1976 – 2015 ).
وبذلك تم وضع حد للبطريركية الوراثية التي خدمت كنيسة المشرق بفرعيها (القوش– وقوجانس) بكل اخلاص وتفاني وايمان لآكثر من ستة قرون، بدأ في القوش من زمن شمعون الباصيدي 1480 – 1838 يوحنا هرمزد"، وابتدأ في قوجانس عام 1692 على يد البطريرك شمعون دنخا، وانتهى باستشهاد البطريرك مار ايشاي 1975م...
كما شهد نفس العام كذلك تغيير اسم الكنيسة بإضافة صفة "الآشورية" إليها لتصبح "كنيسة المشرق الرسولية الجاثليقية الآشورية المقدسة". أسس دنخا خننيا كرسيه في إيران حتى بداية الحرب العراقية الإيرانية حين انتقل إلى شيكاغو...
شهدت فترتا الثمانينات والتسعينات موجة هجرة لأبناء كنيسة المشرق من إيران والعراق، بسبب السياسات القمعية وحواجز الهجرة التي اتبعتها الحكومة. ارتفعت وتيرة الهجرة بشكل كبير...
وبعد وفاة البطريرك الراحل مار دنخا الرابع في 26 مارس 2015، اجتمع سينودس الآباء في كنيسة مار يوحنا المعمدان في عنكاوا، أربيل، إقليم كردستان العراق، في الفترة من 16 إلى 18 سبتمبر 2015. في يوم الجمعة 18 سبتمبر، انتخب أعضاء المجمع المقدس غبطة الميترافوليط مار كيوركيس صليوا ليكون الجاثيليق البطريرك الواحد والعشرون بعد المئة على كرسي ساليق وقطيسفون. تمت رسامته وتتويجه في كنيسة مار يوحنا المعمدان يوم الأحد 27 سبتمبر 2015.
ولد البطريرك مار كيوركيس صليوا في الحبانية، العراق، يوم 23 نوفمبر 1941. قدم استقالته عام 2020 بسبب الظروف الصحية. في 8 سبتمبر 2021،
انعقد المجمع المقدس لكنيسة المشرق الآشورية في مقر الكرسي البطريركي في كنيسة مار يوحنا المعمدان في عنكاوا، وتم انتخاب الأسقف مار أوا روئيل بطريركًا على كرسي ساليق وقطيسفون، ليتم تسميته مار أوا الثالث روئيل. تمت مراسم التنصيب في كاتدرائية القديس مار يوخنا المعمدان في العراق، بحضور جميع الآباء وممثلي الكنائس الشقيقة ومسؤولين في حكومة إقليم كردستان وجمع كبير من أبناء شعبنا الآشوري .. .
نتمنى من الرب أن يمنح بطريركنا الجليل مار أوا العمر الطويل وحياة مفعمة بالإيمان والمحبة، وأن يسدد خطاه في خدمة كنيسته وشعبه وامته الآشورية العريق..
في الحلقات السابقة تحدثنا عن سلسلة بطاركة الشمعونيين في قوجانس الذين ينتمون بالاصل الى نفس الدوحة المقدسة لبطاركة عائلة بيت ابونا في القوش، لذلك سنكمل الحديث عن سلسلة بطاركة كنيسة المشرق في دير الربان هرمز -------- في القوش ...
يعقوب أبونا................14 / 1 / 2025