مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1282)// مانشيت/ 6 تكملة نظرة نقدية
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 22 كانون2/يناير 2025 19:38
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 860
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1282)
مانشيت/ 6 تكملة نظرة نقدية
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السادس والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الخامس والعشرين (اليوبيل الفضي) في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2016 م.
البحث (روافد الموسيقى العربية المعاصرة).
***
مانشيت / 6 تكملة نظرة نقدية
إن على الجيل المعاصر والجيل الحاضر والجيل اللاحق من المغنّين والموسيقيين أن يتجاوزوا بمراحل كبيرة المستويات الفنية التي كان عليها الأداء الغنائي والموسيقي في النصف الأول من القرن العشـرين، وإلا أين تطور هذه الثقافة والدراسة المتاحة بشكل جيد في النصف الثاني من هذا القرن..؟
إن أجيالا كثيرة من مؤدي النصف الأول عانت كثيرا من قلة الفرص الثقافية والدراسات الأكاديمية لغرض تطوير أدائهم الغنائي والموسيقي ولكن مع كل ذلك تركوا آثارا جيدة.
من ناحية أخرى، يجب ألا يدهشنا اهتمام النقاد الموسيقيين العرب بالنتاجات الغناسيقية المنجزة في حقبة انتصاف القرن العشرين وما بعده، إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن هذه النتاجات كانت في المقدمة عرضة لحركة نقدية نشطت في نفس الحقبة الزمنية التي بلغت هدفها نوعا ما.
إن آثار هذا الاهتمام من قبل نقاد الموسيقى العرب تبدو محسوسة في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بعدئذ، التي زخرت بها المجلات والجرائد اليومية العربية في تلك الحقبة من انتصاف القرن، ومازالت على هذا النشاط حتى وقتنا الراهن أكثر من أي وقت مضى، ولا مجال للشك في كل الأحوال بتأثر الموسيقى العربية الحديثة والمعاصرة بكافة نواحيها وبنوعية وقوة هذا النقد.
لقد قلنا بأن هذا النقد الموسيقي كان موضوع الاهتمام السائد لدى الوسط العربي الفني سواء على صعيد النقاد أو المؤدين أو الجماهير المحبة والمستمعة للموسيقى والغناء، حيث أشرنا إلى أن الفنانين الغناسيقيين كمتخصصين إضافة إلى المتلقي، لم يكونوا عديمي الاهتمام تماماً، إلا أن الأثر البالغ للاتجاه النقدي لم ينحصر في تبيان صحة الأداء من حيث شكله ومضمونه ومستوى فنونه، أو لم ينحصـر في هذا الموضوع بشكل رئيسي، لأن تطور النقد الموسيقي العربي في هذه الحقبة كان عملية ثورة (هامش1) في التنبيه إلى ضرورة تطور النواحي الفنية في الأداء، وكذلك إحداث ثورة على الطرق التدريسية والتعليمية للغناء والموسيقى العربية التي كان يعلَّم فيها العلوم الموسيقية وفنون الأداء الغناسيقي من جيل إلى آخر.
إن هذه الحقيقة قد تكون ضئيلة الأهمية لو أنها تُميِّز فقط ظهور الفنانين الكبار عبد الحليم حافظ، وناظم الغزالي، وفريد الأطرش، وكارم محمود، وزهور حسين، ومحمد قنديل، وغيرهم الذين يُعدّون ضمن أفضل مغني القرن العشـرين. ولا يهمنا هنا إذا كان الاهتمام النقدي بمشكلات الأداء الغناسيقي هو الذي أدى إلى هذا التطور أو أن الاثنين لم يكونا سوى انعكاس لحاجة المؤدين إلى بعث الحياة في فنـِّهم الأدائي، فأول ما يهمنا هو حقيقة كون العقد الخمسيني قد شهد مثل هذا التطور في الفكر والمفاهيم الفنية للأداء الغناسيقي، أو بالأحرى في الغناسيقى العربية على وجه العموم، وأن النتيجة الجليِّة للغناء والموسيقى العربية، كانت انتعاشاً وتبديلاً وتطوراً في الكثير من التعابير الأدائية والتأمُّلات الحسيَّة والخيالات الحالمة.
ونحن نستهل النصف الثاني من القرن العشرين فنحن نستطيع في الأعم الأغلب قياس مدى هذا التطور في الأساليب الأدائية والبنائية اللحنية التي تمثلت منذ(حقبة التجربة) التي نستطيع أن نحددها بشكل تقريبي من منتصف الثلاثينات حتى منتصف الستينات من القرن العشرين، إلا أن الواضح على كل حال هو أن الفنانين الغناسيقيين في الوطن العربي، الذين يمتازون بممارستهم لهذه الفنون الأدائية الغناسيقية، بغض النظر عن الحدود الإقليمية للدول العربية، قد اكتسبوا دفعاً جديداً وروحاً جديدةً واتجاهاً تعبيرياً خيالياً تأمُّليَّاً ولو بشكل نسبي نحو فنِّهم الأدائي ولأول مرة في تاريخ هذا الغناء والموسيقى العربية.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
- الثورة revolution: عملية تغيير جذري وشمولي وحاسم للأوضاع بصورة عامة، سواء في الفن أو غير الفن.
اثناء جنرال بروفة يوم 24 /3 /2009 في دار الاوبرا الاذربيجانية يظهر من اليمين علي اسماعيل جاسم وداخل احمد وحسين الاعظمي وسيف وليد واديب الجاف خلال مهرجان عالم المقامات في باكو العاصمة الاذرية.