مقالات وآراء
يوميات حسين الاعظمي (1283)- مانشيت/ 7 تطورات فنية
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 24 كانون2/يناير 2025 20:16
- كتب بواسطة: حسين الاعظمي
- الزيارات: 853
حسين الاعظمي
يوميات حسين الاعظمي (1283)
مانشيت/ 7 تطورات فنية
حلقات مقتطعة من كتابي (افكار غناسيقية). بعض المانشيتات الداخلية من الفصل السادس والبحث المقدم الى مؤتمر الموسيقى العربية الدولي الخامس والعشرين (اليوبيل الفضي) في دار الأوبرا المصرية، الموافق تشرين الثاني 2016.
البحث (روافد الموسيقى العربية المعاصرة).
***
مانشيت / 7 تطورات فنية
إن الفترات الزمنية التي ظهر فيها الفنانون الكبار، وأن تكن متقاربة جداً خلال القرن العشرين، أمثال ظهور عبد العزيز محمود، وعبد الحليم حافظ، ومحمد قنديل، وكارم محمود، ومحمد رشدي، وفاروق هلال وعادل مأمون، ورضا علي ومحرم فؤاد، وسيد درويش، وأم كلثوم، ومحمد القبانچي، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش، وأسمهان، وليلى مراد، وناظم الغزالي، ووديع الصافي، وبليغ حمدي، وصباح فخري، وفيروز، وغيرهم الكثير. تعتبر انعطافا في الفن العربي بحق لوقوع بعض الأحداث الفنية المهمة منها مثلاً، الابتكار العظيم لجهاز التسجيل الصوتي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشـرين، الذي أمسـى الانعطاف الهائلة في تاريخ العقل البشـري، الذي قورن بابتكار الكتابة في بلاد الرافدين(3200 ق م) وكذلك تأسيس الإذاعات العربية بأزمان متقاربة في أقطار الوطن العربي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وفي نفس الأزمنة تأسست معاهد الفنون الجميلة الرسمية التي تخرَّج منها الكثير من فناني العرب الكبار الذين اصبح لهم شأن كبير في الموسيقى العربية.
إن هذه الحقبة من ظهور الفنانين المار ذكرهم، ومن خلال نتاجاتهم التي امتازت بعناصرها الفنية والجمالية والذوقية، حيث يمكننا أن نطلق على العقود الزمنية الأولى من القرن العشرين بـ(حقبة التحول)، والعقود التي تقع في منتصف القرن بـ(حقبة التجربة) ونحن مطمئنون. وبانتقاء تعبير عام عن هذه الحقبة التي يمكن أن نقول أن بداياتها كانت تواصلاً مقنعاً بين أواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين، إذ يسعنا القول أيضاً أن هذا النوع من النتاجات الغناسيقية التي خلفها لنا فنانونا الكبار، يمثِّل معرفة وادراك بأن الفطرة وحدها أمست لا تكفي ولا تواكب تطورات العصر العلمية والجمالية.
حقبة التجربة
إن قضية الغناء والموسيقى العربية في هذه الحقبة التي انحصـرت بين ثلاثينيات وستينيات القرن العشـرين والتي اطلقنا عليها(حقبة التجربة) أي حقبة انتصاف القرن العشرين والتي تعتبر امتداداً أصيلاً لحقبة التطورات والتغيرات والتحولات التي انحصـرت في الثلث الأول من القرن العشرين التي اطلقنا عليها بـ(حقبة التحول) التي كانت هي الأخرى منعطفاً للبشرية جميعاً، قبل حقبة التجربة طبعاً، والتي كانت بوادرها في الوطن العربي منذ أواخر القرن التاسع عشـر متزامنة مع السـرعة المذهلة في تطور الصناعة والتكنلوجيا بصورة عامة وأجهزة الحفظ والنشر والتسجيل والاتصال.
إن (حقبة التجربة) ستبقى مستمرة بشكل أكثر إدهاشا وذهولاً كلما مضـى الزمن، طالما أن الحياة ومتغيراتها أصبحت سريعة بصورة تكاد تكون تعجيزية بحيث أصبح اللحاق بها أو مواكبتها أمراً صعباً يحتاج إلى وعي كبير وثقافة متحضرة ومتفتحة.
إن حقبة (التجربة) هذه تفترض الحيرة بصورة مباشرة، إذ تفترض أن الوسائل والإمكانيات الثقافية والفنية والموسيقية عاديَّة ولاتُلبِّي كل الطموحات في بلورة إبداعاتنا وتأصيلها لمعالجة مشاكل المجتمع العاطفية والذوقية، (إن المشاكل الفنية موجودة في كل مجتمع وهذه هي مشكلتنا، ولابد لها أن تكون قابلة للحل الإبداعي) (هامش1). إن هذه الحقبة أيضا تفترض علاوة على ذلك، بأن المتلقي يكون قد قطع شوطاً هاماً في عملية الفهم والإدراك الذاتي، إذا ما تعلَّم أن يحيا بالمعرفة، وهذه هي (التجربة) التي ينبغي أن يعيشها الجميع.
والى حلقة اخرى ان شاء الله.
هوامش
- الشوك، علي-أسرار الموسيقى.
صورة 1 / حسين الاعظمي في بناية الاذاعة والتلفزيون العراقية عام 1987.
صورة 2 / حسين الاعظمي مدير معهد الدراسات الموسيقية يلقي كلمة المعهد في الاحتفال السنوي لطلبة واساتذة المعهد يوم 19 /5 /2005.