مقالات وآراء
هل هناك الله يستحق العبادة.!؟// يعكوب ابونا
- تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 29 كانون2/يناير 2025 21:14
- كتب بواسطة: يعكوب ابونا
- الزيارات: 578
يعكوب ابونا
هل هناك الله يستحق العبادة.!؟
يعكوب ابونا
عندما عجز الانسان عن فهم وادراك الاشياء المحيطة به، شكلت له لغزا معبرا عن صغره امامها وعجزه عن مقاومتها، لكبرها وعظمتها، بعثت لديه الخوف، ولكي يؤمنّ شرها، فاتجه لممارسات طقوس العبادة لها لارضائها..
مثل الشمس والقمر والنجوم، كما اخذت الأحداث والظواهر الطبيعة مثل الزلازل والبراكين والصواعق التي أرهبته، فانبعث ولاءه إلى تلك القوى خوفًا من بطشها، ولكي يتقي شرها ويكسب عطفها فاخذ يقدم طقوس لها ويعبدها. كما كانت للاحلام والروئ دور في حياة الانسان فاخذ يعبر عنها بصور ورمزيات فاصبحت تماثيل والاوثان تصور واشخاص يمارس امامها ولها طقوس عبادية، فوصلت تلك العبادة الى تشخيص المعبود كونه الله، وهكذا صنع الانسان له الهاً،
وهكذا صنعت كل مجموعه بشرية الله لها، يستحق وحده العبادة دون غيره،
يقول "(هنري برجسون)" لقد وُجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنه لم توجد قط جماعة بلا ديانة"...
انتهى الاقتباس
وبما اننا امام مجموعة من الاله، لذلك سنبدأ بالحديث عن احد هؤلاء الاله الذي توصل اليه الفكر البشري ليعبده ..؟؟
اختلفت الاراء وتباينت منذ القدم على معرفة الله الحقيقي من خلال تلك العبادات ، وللوصول الى حقيقة وجود الله الذي يستحق العبادة، بعد ان صنع الانسان له الله ليعبده، توصل الفكر الانساني الى الاعتقاد بان هناك اللهاً هو خالق كل الاشياء، بما فيهم الانسان نفسه، وهو جدير بالعبادة، فبعد ان كان الاله من صنع الانسان ظهر من يقول ان الله هو من خلق الانسان؟ ولكن هناك من ينكر وجود الله اصلا،..
كتب عالم النفس سيجموند فرويد أن أي شخص يؤمن بوجود إله خالق هو شخص واهم يتمسك بهذه المعتقدات نتيجة عامل "تحقيق الأماني" الذي ينتج عنه ما اعتبره فرويد موقفاً غير مبرر." ..
وأكَّد كارل ماركس بأن كل من يؤمن بالله لابد وأنه يعاني خللاً عقلياً بسبب هذا التفكير المريض. فوصل الامر عند الفيلسوف فريدريك نيتشه ان يعلن "موت الله" يقول بكل صراحة أن الإيمان هو بمثابة رفض الحقيقة...
واليوم الملحدين يدعون أن الإيمان بالله لا سند عقلاني له......
صحيح لايمكن للعقل الانساني ان يجد سندا عقليا مقنعا لوجود الله ـ لسبب بسيط لان العقل الانسان عاجز ان يعرف الله بمكنوناته، لان الله روح مطلق غير محدد، وهو خالق الكون بما فيه، كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان "؟؟ يوحنا 1 : 3 ".
فان كان كل شئ به كان، سيكون حتى ناكرين "لله" ، ضمن هذا الوجود الكوني الذي خلقه الله، وكونهم من هذا الوجود، او بغيره كما يعتقدون، فهم لم يدركوا منه الا يسيرا.. بدليل ان العلم والعلماء، لم يقدموا توضيح او فهما عقليا علميا بديلا عن ماهية الكون وتنظيماته وتوازنه ولاهوت ديمومته وبقاءه بهذه الصورة العجائبية، فان كانوا عاجزين عن فهم اجزاء منه، فكيف لهم ان يفهموا الكل؟ والله خالق الكل..؟؟
المنطق يقول، ان عدم وصول العقل الانسان لادراك شئ لا يعنى عدم وجوده بل يثبت عجز ذلك العقل عن الوصول لفهم الشئ الموجود بالدلاله المعرفية.
"قال الجاهل في قلبه، لا يوجد الهي" (مزمور 1:14). .
لان رغم كل ما توصلت اليه الدراسات الحديثه والبراهين العلمية والفلسفية التي تشير اليوم لتتحدث بعيداً عن الكون الأزلي، وتتجه نحو خالق أزلي. فتوصل العلماء الى ان يعترفون بأن للكون بداية،".
وهذا الاعتراف قرينه على ان ما له بداية، اذا له نهاية، وعلة سببيه لوجوده. فمن الناحية العقلية الجدلية يكون ربط السبب بالنتيجة مطلوب، من هنا يكون اقرارهم واعترافهم بان للكون بداية ونهاية، وهذا يثبت اذا بأن الكون ليس أزلي...؟؟
يعلَّق لي ستروبل الملحد سابقاً، والذي وصل إلى نتيجة منذ سنوات عديدة مضت قائلاً: "أدركت أساساً أنه لكي أظل ملحداً يجب أن أؤمن أن لا شيء ينتج كل شيء؛ العدم يعطي الحياة؛ العشوائية تنتج الدقة؛ الفوضى تنتج المعرفة؛ اللاوعي ينتج الوعي؛ واللامنطق ينتج المنطق. هذه الخطوات الإيمانية كانت كبيرة جداً بالنسبة لي، خاصة في ضوء القضية المؤكدة لوجود الله. بكلمات أخرى، في تقديري فإن النظرة المسيحية إلى العالم تبرهن على مجمل الأدلة أفضل كثيراً من النظرة الإلحادية إلى العالم."..
إدعاء الملحدين – "عدم وجود إله"، وهذا هو معنى الإلحاد – هو إدعاء لا سند له من الجهة الفلسفية" ..
ويقول الفيلسوف والعالم القانوني مورتيمر آدلر "يمكن برهان نظرية وجود إيجابية، أما نظرية الوجود السلبية، تلك التي تنفي وجود شيء، فلا يمكن برهانها، وبما ان النتيجة يجب أن تعكس سببها. وبناء عليه لا يمكن لأي ملحد أن يفسر كيف يمكن لكون بلا شخصية أو معنى أو هدف أو أخلاق، أن يخلق بالصدفة كائنات (نحن) لها شخصية وهدف ومعنى وأخلاق. هذا الأمر، من وجهة النظر السببية، يدحض تماماً فكرة الكون الطبيعي الذي تولد منه كل الأشياء الكائنة. لهذا في النهاية، فإن مفهوم الكون الأزلي أمر مستبعد". ..انتهى الاقتباس
رغم هذا الاختلاف والتباين الا ان الكتاب المقدس يقدم لنا البناء المعرفي لهذا الوجود بكل بساطة، ليقودنا ان نعرف بان يكون للخليقة خالق، ففي سفر التكوين 1: 1 "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ." هذه الجملة البسيطة تعد من اكثر المفاهيم تحديا في مواجهة الفكر الالحادي واللاديني، فعلى سبيل المثال وليس الحصر ان المجرة التي نحن جزء منها تدور حول نفسها بسرعة 784 الف كيلو متر في الساعة يلزمها 200 مليون سنة لتكمل دوره واحدة حول نفسها، وهناك الملايين من المجرات مثلها، بالاضافة الى وجود عدد من النجوم في الكون يساوي عدد حبات الرمل التي على شواطي العالم اجمع، بالاضافة خلائق اخرى، ..
فهل وصل العقل الانساني ان يفهم ويفسر كيف تسير هذه الخليقة بهذا النظام وبهذه دقة المتناهية،؟؟ لان لا عقليا ولا منطقيا ولا علميا يمكن ان نقبل بان الصدفة يمكنها ان تنظم وتبرمج كل هذا التوازن في الكون، لا بل حتى عجزوا عن فهم وادراك اعضاء جسم الانسان وبناءه النفسي ذاته،؟ ،لانه من المستحيل ان تتمكن الطبيعة من خلق جسم انسان او اي كائن حي بهذه الدقة وهذا التوازن والتناغم بين اعضاء جسم الانسان بدون تداعيات.؟؟
ومن جهة اخرى نجد ان اية الخلق المشار اليها اعلاه، تقدم لنا ثلاث حقائق عظيمة هي. أولا، الله واحد. ثانياً، الله إله شخصي وهو خارج إطار الخليقة.، وثالثا، الله كلي القدرة وأبدي. الله موجود منذ الأزل، وهو موجود الآن، وسيظل موجود دائماً، وقد خلق كل الأشياء من العدم بكلمته. يقول سفر إشعياء 43: 7 أن الله خلقنا لمجده. ويقول مزمور 19: 1-4 "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَماً وَلَيْلٌ إِلَى لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً. لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ. لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ. فِي كُلِّ الأَرْضِ خَرَجَ مَنْطِقُهُمْ وَإِلَى أَقْصَى الْمَسْكُونَةِ كَلِمَاتُهُمْ".
يضيف أحد اللاهوتيين في تعليقه على سؤال عن الله "إن الإنسان لا يسأل عن الله، بل إن وجود الإنسان في حد ذاته يتحدث عن وجود الله." وفي (رسالة رومية1 : 19و20 ) اذ معرفة الله ظاهرة فيهم، لان الله اظهرها لهم، لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى انهم بلا عذر". ...
والله: "هو الكائن الأسمى؛ خالق وحاكم كل الخليقة؛ الموجود منذ البدء الذي له كل القوة والصلاح والحكمة وذو سلطان وقدوس ."الله " يحفظ العالم (كولوسي 1: 16و17) .. رومية 1 : 20 " لا يوجد عذر للانسان الذي لا يؤمن بالله، ". حتي ان الناس باتوا بلا عذر"......
ولكي نفهم اكثر لنسائل ما هي طبيعه الله وما صفاته،
اولا - طبيعة الله:
البشير يوحنا في انجيله الاصحاح الرابع : 24 الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي ان يسجدون"..
واما الرسول بولس برسالة لاهل غلاطية 5 : 22 " ..
واما ثمرة الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان وداعة تعفف" ...
وفي الاصحاح 3 : 5 يوحنا
الله واحد في ثلاثة أقانيم، الله الآب، الله الإبن، الله الروح القدس (متى 3: 16-17).
والكلمة صار جسدا وحل بيننا " يو 1 : 14 " الله غير محدود (تيموثاوس الأولى 1: 17)، الله لا مثيل له (صموئيل الثاني 7: 22)، اله لا يتغير (ملاخي 3: 6). اله موجود في كل مكان (مزمور 139: 7-12)، كلي المعرفة (متى 11: 21)، كلي القدرة والسلطان (أفسس1؛ رؤيا 19: 6 )".
فهو حاضر في كل مكان، عالم بكل شئ، تجلت محبته الازلية في اكمل صورها عندما خلق خليقته والبشر جميعاً، حتى لما سقط ادم في الخطية ظهرت محبته في النعمة الفائقة للخطاة في تدبير فدائهم وتقديسهم، وهكذا فالمحبة أخص صفات الطبيعة الإلهية منذ الأزل وإلى الأبد، وفي (1يو 4: 7-13)..
ثانيا - شخصية الله
اعلن الله لنا بعض صفاته: الله عادل (أعمال الرسل 17: 31)، محب (أفسس 2: 4-5)، صادق (يوحنا 14: 6)، قدوس (يوحنا الأولى 1: 5). عطوف (كورنثوس الثانية 1: 3)، اله رحمة (رومية 9: 15)، واله نعمة (رومية 5: 17). الله يدين الخطية (مزمور 5: 5) ولكنه أيضاً يقدم غفراناً (مزمور 130: 4)." الله محبة "1يوحنا 4: 8 " .
ثالثا - عمل الله
عمل الله ينبع من طبيعته، عمل الله في الماضي خلق العالم لانه احبه (تكوين 1: 1؛ أشعياء 42: 5)؛ في الحاضر الله يحفظ العالم (كولوسي 1: 17)؛ هو يتمم مشيئته الأزلية (أفسس 1: 11) والتي تتضمن فداء الإنسان من لعنة الخطية والموت (غلاطية 3: 13-14)؛ هو يجذب الناس إلى المسيح (يوحنا 6: 44)؛ وهو يؤدب أولاده (عبرانيين 12: 6)؛ وفي المستقبل أنه سيدين العالم (رؤيا 20: 11-15) ..
رابعا - العلاقة مع الله
عندما تجسد الله (الكلمة) (يوحنا 1: 14). أصبح "الله ظاهر بالجسد" بشخص يسوع المسيح ابن الانسان ليكون "جسراً" وواسطه بين الله والناس (يوحنا 14: 6؛ تيموثاوس الأولى 2: 5). لان تجسد الإبن مكننا أن ننال غفران الخطايا (أفسس 1: 7)؛ والمصالحة مع الله (يوحنا 15: 15؛ رومية 5: 10)، والخلاص الأبدي (تيموثاوس الثانية 2: 10). ففي المسيح "تجسد كل ملء اللاهوت" (كولوسي 2: 9). و" يو 3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حيوة الابدية"..
المسيح لم يعدنا أبداً بما هو سهل، لكنه وعد فقط أن يساعدنا بضيقاتنا، قال لنا أن نتوقع الضيقات (يوحنا 16: 33) والتجارب (يعقوب 1: 2و3 "). ولكنه قال أيضاً أننا إذا طلبنا منه سوف يعطينا، و1يو 4: 6-11 نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا ومن ليس من الله لا يسمع لنا .4: 8 ومن لا يحب لم يعرف الله لان الله محبة" و" رو 5: 8 ولكن الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطات مات المسيح من لاجلنا".. و " يو 14 : 27 سَلاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. ".. في انجيل متى 22: 36 – 39 وَسَأَلَهُ يَا مُعَلِّمُ، أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ.))..
علينا ان نقف امام هكذا الله، ونسائل هل هناك الله بهذه الصفات وهذه القدرات يمكن القياس عليها لنعبده..؟؟
مزيدا من المعرفه اللاهوتية في كينونة الله الواحد، وبالدلائل المنطقية وقرائن ثبونية نجد قوة الله وقدراته ." متي 11 : 5 " ..
العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون، طوبى لم لا يعثر في"..
هذه اعمال والعجائب هي حصرا بعمل الله وحده، كيف لها ان تتم على يد يسوع المسيح اذاً،؟ كانت تتم على يد يسوع المسيح لانه لم يكن كبقية الانبياء والرسل ليسائل الله ان يساعده في تحقيق هذه العجائب، لانه الله الظاهر بالجسد،؟ فكان يامر فينفذه امره فورا
يقول في الاصحاح 25 من انجيل متي 31 – 45.
ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده، ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء، فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار، ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم لاني جعت فاطعمتموني. عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فاويتموني عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فاتيتم الي، فيجيبه الابرار حينئذ: يارب متى رايناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك؟ ومتى رايناك غريبا فآويناك، او عريانا فكسوناك، ومتى كنت مريضا او محبوسا فاتينا اليك، فيجيب الملك: ويقول لهم الحق اقول لكم: بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم.
ثم يقول ايضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس وملائكته، لاني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني كنت غريبا فلم تاووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني،
حينئذ يجيبونه هم ايضا: يارب متى رايناك جائعا او عطشانا او غريبا او عري عريانا او مريضا او محبوساً ،ولم نخدمك فيجيبهم: قائلا الحق اقول لكم بما انكم لم تفعلوا باحد هؤلاء الاصاغر فبي لم تفعلوا فيمضي هؤلاء الى عذاب ابدي والابرار الى حياة ابدية" ..
يجب ان نفهم البعد اللاهوتي في دينونة الاعمال، الاعمال ليست اساس دخول الانسان الملكوت بل هي اظهار نعمة الله في حياتنا، لانه يقول "المعد لكم منذ تاسيس العالم" بمعنى قبل وجود اي عمل يقوم به، فقد اعد لهم، فالعلاقة المحورية في فهم المعنى تقوم على العلاقة مع المسيح، اي الايمان الخلاصي بالمسيح، فالاعمال تكون ثمرة الايمان، وليس العكس، يقول الرسول بولس برسالته الى اهل افسس 2 : 8-10 "لانكم بالنعمة مخلصون بالايمان، وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد لأننا نحن عمله, مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة, قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها"..
يسوع المسيح هو الله الظاهر بالجسد، هو الاله الذي خلق الانسان على صورة تجسده، ليمثله في الارض بلا خطيئة، واعطاه الفكر والعقل وارادة وعاطفة، ليحفظ ما خلقه الله لانه كل ما خلقه الله كان حسنا، واعطاه حرية الاختياران يطيعه او يعصاه، وليبين الانسان طبيعة ايمانه يعكس عن طريق ما يمتلكه من محبة وصبر وصفح ولطف وامانه، وهذا هو ثمرة الايمان وهذه هي اساس قيم الانسان السامية، التي ترفع الانسان الى السمو الروحي . فالانسان خلق لكي يمثل الله في الارض، ويتكاثر لمجد اسم الله، وينتج في الارض وينظمها ويديرها، تكوين 1 : 26 و27.
ولكي نكون مختارين بالحق كابناء المسيح، علينا ان نشابه المسيح ونعمل عمله، يقول الرسول بولس في رسالة غلاطية 2 : 19 "مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا فيّ" هكذا يجب ان نحيا في المسيح الذي وجد لنا طريق الخلاص،
ففي انجيل متي 5 : 38 – 48 .
سمعتم انه قيل: عين بعين وسن بسن، واما انا فاقول لكم: لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا، ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا،
. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه أثنين، من سالك فاعطه ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده
ويقول سمعتم انه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك ؟
واما انا فاقول لكم: احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم لكي تكونوا ابناء ابيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الاشرار والصالحين ويمطر على الابرار والظالمين لانه ان احببتم الذين يحبونكم فاي اجر لكم؟ اليس العشارون ايضا يفعلون ذلك؟. وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون؟ اليس العشارون ايضا يفعلون هكذا؟. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل"..
يسوع المسيح قدم نفسه ومات على الصليب، من اجل خلاص جميع البشر، لم يطلب من احد ان يموت عوضا عنه، بل مات هو عوضا عن الجميع، ولا طلب ان يدافع عنه احد، لانه الله قدير على كل شئ، وتبينّ قوته وقدرته وانه ليس الله ضعيف فلم يطلب من احد ان يضحوا او يموتوا او يتقاتلوا ويذبحوا ويسلبوا وينهبوا وينكحوا وياسروا ويغتصبوا باسمه لنشر دينه او تعاليمه، لان هذه الاعمال انسانية وارضية، من يقوم بها ويسلك هذه السلوكيات الاجرامية يدان بالقانون الوضعي الانساني، فيكف لها ان تكون مباحه بالقانون السماوي،؟؟ فالله الذي لايستطيع ان يدافع عن نفسه ودينه وكتابه فهذا الله ضعيف لايستحق العبادة..
لذلك نجد المسيحيين يتجاوز عددهم ثلاث مليارات من البشر بدون قتل او ذبح او حرب او غزو، بل بكلمة محبة الرب انتشرت ولازالت تنتشر بين البشر..
الله المسيحيين يسوع المسيح، قال بكل وضوح، كلُّ شيء قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف الابن الا الآب ولا أحد يعرف الآب الاّ الابن، من أراد الابن أن يُعلن له، تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم. إحملوا نيري عليكم وتعلّموا مني لأني وديع ومتواضع قلبي فتجدوا راحة لنفوسكم لأن نيري هيِّن وحملي ضعيف".. ..
يسوع يطلب ان يحمل اثقال الناس المتعبين ليخفف عنهم اثقالهم ، ويطرق ابوابهم ويقول هاانذا واقف على الباب واقرع ان سمع احد صوتي وفتح الباب ادخل اليه واتعشئ معه وهو معي" رؤيا 3 : 20
فالمسيح لا يدخل عنوة على قلبك، بل ان طلبت منه ان يحمل اثقالك وهمومك واتعابك ويريحك فهو يفعل ذلك لكي يعطيك الخلاص الابدي، ما اروعك ايها القدوس.
بعد ان تعارفنا على الله المسيحيين يسوع المسيح..
سيكون لنا حديث اخر عن الله اخر، مقارن بما وجدناه بالمسيح، لنجد الفرق بين هذه الاله، وايهما الاله الحقيقي الذي يستحق ان نعبده ونمجده دائما وابدا... امين ..
يعكوب ابونا ................. 28 /1 /2025