مقالات وآراء
دونالد ترامب وشريعة الغاب// محمد حمد
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2025 21:11
- كتب بواسطة: محمد حمد
- الزيارات: 600
محمد حمد
دونالد ترامب وشريعة الغاب
محمد حمد
قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كشر الرئيس ترامب عن انيابه "الامبريالية" الحادة. وأعلن على الملأ بلسان سليط ملؤه الثقة والتحدي بانه سوف يفترس الضعفاء في هذا العالم. كما لمّح في أكثر من مناسبة بأن شريعة الغاب، التي تفضلها واشنطن، ستكون هي السائدة في العلاقات الدولية على مدى السنوات الأربع القادمة. وستكون بكل تأكيد سنوات مشحونة بالرعب والقلق والتوجّس وانعدام اليقين في أغلب القضايا الدولية الهامّة.
ومنذ الأسابيع الأولى لجلوسه على عرش إلامبراطورية الأمريكية بدأ ترامب في بعثرة كل شيء كان موضوعا في مكانه بشكل طبيعي ومناسب. فعمّت الفوضى الهدامة محل ما كان إلى حد ما هادئا وتحت السيطرة . ثم امتدت مخالبه الدامية إلى أسرار وخفايا الدولة العميقة في واشنطن. ومرحلة من سبقه في المكتب البيضاوي.
وحذّر الجميع، بما فيهم الملياردير ماسك "ايلون كفاءة" بان امريكا يجب أن تعود دولة عظيمة حتى لو اقتضى الامر تهجير أكثر من مليوني فلسطيني قسرا من وطنهم ورميهم في غياب المجهول.
ان الغريب في شخصية الرئيس ترامب أنه غريب الأطوار. متقلّب المزاج وثرثار لا يملّ من تكرار نفس الكلمات والجمل ولنفس المواضيع، وأغلبها تخضع لالف تأويل وتفسير. كما أنه من صنف الرجال الذين يطلقون الكلام "على عواهنه" دون الاهتمام بردود فعل الآخرين.
لقد قام الرئيس ترامب بشن حملة أو "صولة فرسان" على الكثير من الوكالات والمؤسسات الفيدرالية لأنها حسب تعبيره تهدر الأموال بلا فائدة ولا منفعة. وكانت "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" اول ضحايا هذه الحملة الضارية. وتكفّل بها أحد فتيان الذكاء الاصطناعي. اقصد الملياردير ايلون بن ماسك الذي مسك العصا من طرف واحد.
يقولون إن تلك الوكالة أهدرت ملايين الدولارات على أمور لم تأت بالنفع على امريكا.
ثم توجّه مستر ماسك بإيعاز وتشجيع من الامبراطور ترامب نفسه، إلى فتح سجلات وزارة الدفاع "البنتاغون" وراح ينبش في الوثائق السرية والعلنية بحجة الفساد وهدر الأموال. وكل هذه "الخبصة" والضجّة من أجل التوفير وترشيد النفقات والسيطرة على السُبل التي يتسلل منها المال العام إلى جهات مشبوهة، حسب قولهم.
كما أن دونالد ترامب وعد مصر والأردن بمنحهم "أموال ضخمة" إذا وافقوا على خطته النازية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من غزة.
وقد يجد المواطن الأمريكي العادي أن ترشيد وخفض النفقات الحكومية أمر رائع جدا. خصوصا وأن العهد البائد للمخرف جو بايدن بالغ كثيرا في كرمه "الحاتمي" خصوصا مع كل من ناصب روسيا العداء وفرض عليها العقوبات الجائرة.
ومع كل هذا الهوس بتوفير المال وترشيد النفقات وشد الاحزمة على البطون، طبعا ليس بطن ايلون ماسك وامثاله.
يريد دونالد ترامب "شراء غزة" كعقار خارج امريكا يضاف إلى عقاراته المتعددة. كما يريد شراء جزيرة غرينلاند أيضا.
ولحد الآن لا احد يعرف السعر الحقيقي الذي وضعه دونالد ترامب لشراء قطاع غزة؟ وهل هو بالدولار الامريكي ام بالشيكل الاسرائبلي؟ ومن اين يأتي بالاموال لشراء اوطان الآخرين وتهجيرهم بالقوة ؟
سنبقى ننتظر الجواب على هذه الاسئلة من فخامة الرئيس المصرى السيسي وجلالة الملك الأردني عبد الله الثاني.
وقيل قديما:
وعند جُهينة الخبر اليقين !