مقالات وآراء
صوم أهل نينوى والرقم 3// مارتن كورش تمرس
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 17 شباط/فبراير 2025 21:34
- كتب بواسطة: مارتن كورش تمرس
- الزيارات: 588
مارتن كورش تمرس
صوم أهل نينوى والرقم 3
مارتن كورش تمرس
محامي وقاص
لكل حرف ونقطة وكلمة ورقم وارد في الكتاب المقدس. ورد الرقم ثلاثة في الكتاب المقدس لأكثر من ثمانون مرة فقط في العهد الجديد. لا محالة يرمز إلى حالة ما يريد الرَّبُّ منها لنا بركة. دعونا كمؤمنين ننظر إلى صوم الباعوثا لأهل نينوى من خلال نظرة بركة عددية:
• الآب والابن والروح القدس (2كورنثوس13: 14).
• يسوع ومريم ويوسف (متى2: 13).
• الِيصابات وزكريا ويوحنا المعمدان (لوقا1: 13).
• ثلاثة مظال يسوع والنبيان موسى وإيليا (متى17: 4).
• اللص الذي على اليمين والذي على اليسار والرَّبُّ وسطهما (متى27: 44).
• صلب الرَّبّ وبقاءه ثلاثة أيام في القبر (مرقس8: 31).
• ثلاثة مرات ينكر بطرس، الرَّبَّ يسوع (متى26: 34).
• ثلاثة مرات يسأل الرَّبُّ، بطرس (يوحنا21: 15-17).
• النبي يونان وبقاءه في بطن الحوت ثلاثة أيام.(متى12: 40).
وجد الرقم 3 حصته لدى الله من بين بقية الأرقام. لقد رمز الرقم 3 إلى حالات أو نبوات أو وعود بها نؤمن بأن الله صادق في كلامه الوارد في الكتاب المقدس (2 تيموثاوس 3: 16). لأن إرادة الله هي الترابط المتكامل في نظام إلهي مترتب بشكل لا تشوبه شائبة ولا تحكمه الصدفة بل الإرادة الإلهية. أن الغاية من صوم الباعوثا؛ وكما يسميه أهلنا ولا زال بـ(صومِت نينواي) معناه (صوم أهل نينوى)؛ كانت إنقاذ أهل نينوى (يونان 1: 2)، من شرورهم! لذلك كلف الرَّبُّ النبي يونان لكي يقوم بهذه المهمة، لكننا نعلم أن النبي يونان تهربَ من أداء المهمة المقدسة بسبب كراهيته للأَشُّوريين أهل نينوى الذين سبوا بجيوشهم اليهود.
لم يعلم يونان بأنه حتى في تهربه من أداء المهمة، لن يقوى على التخلي عن مهمته الرئيسة، بل على طريق هروبه وجد نفسه ينقل رسالة التبشير بالخلاص إلى ملاح السفينة وبقية الركاب وهم مسافرون إلى ترشيش (مملكة إسبانيا حاليًّا)، فكانوا من المبشرين الأوائل لأهل بلدهم. والآن إليكم الدروس المستقاة منه على سبيل الذكر وليس الحصر:
1. الصوم: نفهم من مهمة النبي يونان بركة الصوم، دون أن نغور في عمق فوائدها وكأننا نشبه الداخل إلى بستان من الورود فيقطف واحدة ويخرج بها ليبقى يشمها إلى أن تذبل. دعونا نبتهج بعطر كل الورود دون أن نقطف حتى نقدر أن نترك لمن من بعدنا أريجها. الصوم بركة لنعلمها لأولادنا دون أن نحتكر بركتها.
2. التكريس: لقد اختار الله النبي يونان ليكرسه للقيام بعمل وتنفيذ مهمة كبيرة لخلاص الأنفس الضالة في مدينة نينوى زمانذاك. الدرس لنا هو هل نستفاد نحن من خطة الفداء حينما أرسل الله الآب ابنه لخلاص أنفسنا؟
3. الخوف: ( رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ.) مزمور111: 10) خاف النبي يونان من عقاب الله لكنه اطمئن لأن الله محبة فائقة الحدود، فكان خوفه كخوف الابن من والده حينما لا يسمع نصيحته بتغيبه عن الذهاب إلى المدرسة.
4. الصبر: يعلمنا الرَّبُّ بأنه صبور على تعدياتنا وخطايانا. الدرس لنا هو أن نرجع عاجلًا عن طريق خطايانا مستفيدين من صبر الله.
5. التربية والتأديب: للْرَّبِّ مختلف الوسائل في التربية (يونان1: 4) لأنه يحبنا "لأنَّهُ هكَذَا أحَبَّ الله الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لُهُ الْحَيوةُ الأبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16)، ولا يسد باب التوبة في وجوهنا بل يفتح لنا أبواب عديدة إلى أن ننصاع ونمتثل لأرادته، كيف لا ونحن نعيش في زمن النعمة.
6. الصلاة: يوجد في مهمة النبي يونان درس الصلاة (يونان1: 6). حيث ظهر اتصال النبي يونان مباشر مع الرَّبِّ دون أية وساطة على الأرض.
7. الإيمان: كل من كان على متن السفينة المتجهة إلى ترشيش، آمن بالرَّبِّ (يونان1: 16). الدرس هو أن نؤمن بالرَّبِّ ونثق بوعوده.
8. الشفقة: على الرغم من الريح الشديدة التي أرسلها الرَّبُّ (يونان 1: 4) وبعد أن اتفق الملاحون فيما بينهم على رمي أمتعتهم في البحر، وجدوا أن الطريقة لم تنفع، علمو أن السبب هو النبي يونان. لكنهم أشفقوا عليه وصرخوا إلى الّرَّبِّ (يونان 1: 14 – 16) من كل أعماقهم لكي يبرأهم من دمه. الدرس هو ألا نشفق على بعضنا البعض؟ كي نقدر أن نسامح الخاطئ من بيننا.
9. التبشير: على ما يبدو وبكل وضوح بأن عمل الرَّبِّ مع النبي يونان لم يقف في بطن الحوت، بل تجاوزه ليتحول كل من كان على متن السفينة إلى مبشر، لتسير السفينة بهم إلى ترشيش وقد تحولوا بقوة روح الله الى مبشرين وقد رؤوا بأم أعينهم عمل الرَّبِّ على السفينة وفي البحر. الدرس هو أن لم نقدر أن نكون مبشرين(95% من المسيحيين غير مبشرين). إذًا لنكون بأعمالنا مرآة لرَّبِّنا في الأمم.
المحامي والقاص، مارتن كورش تمرس لولو