مقالات وآراء
الصديق عبد الحسين شعبان في ميلاده الثمانين// محمد جواد فارس
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 18 آذار/مارس 2025 19:48
- كتب بواسطة: محمد جواد فارس
- الزيارات: 1122
محمد جواد فارس
الصديق عبد الحسين شعبان في ميلاده الثمانين
محمد جواد فارس
طبيب وكاتب
نحتاج الى حرب جديدة، أسلحتها الكتب وقادتها اهل الفكر
وضحايها الجهل والتخلف.
الروائي الروسي (دوستويفسكي)
في 21 اذار الجاري الذي نحتفل فيه في كل عام بعيد الربيع (نوروز) يصادف ميلاد الصديق الدكتور عبد الحسين شعبان.
وهذا العام للذكرى طعم خاص، بالصديق المناضل والحقوقي البارز، الذي يعتبر أحد مفكري العرب، قضى القصد الأكبر من حياته في الكفاح الفكري والعملي بين العمل الثقافي والأكاديمي، وقدم رؤى سياسية وفكرية متقدمة، أقول ان هذا العام له نكهة خاصة لأن الصديق شعبان يبلغ 80 عام من عمره ولديه اليوم 80 كتابا مطبوعا.
الصديق المفكر والكاتب الكبير الذي استعانة بمنجزاته الجامعات ومراكز الأبحاث وشخصيات عديدة كبرى عربية وكردية، وألقى محاضرات في أعرق الجامعات العربية والعالمية، أحتفت فيه مدينة النجف الاشرف مؤخرا، حيث كان الاحتفال تظاهرة ثقافية متميزة، حضرها شيوخ عشائر ورجال دين ومثقفين واعلامين وأكاديميين وجمهور غفير من أنحاء العراق كافة، واستمعوا لما قال عنه عدد من المتحدثين ومن بينهم من ال سميسم وال الحكيم وال عوينة وغيرهم.
وثمانون عام وهو يروي شجرة المعرفة بالمحبة والدفاع عن مصالح الفقراء والمظلومين، تحمل بسببها الاعتقال والتعذيب عدة مرات، فظلا عن اضطراره للهجرة أكثر من مرة.
في النجف الاشرف مدينة الامام علي، التي نشأ وترعر فيها وجالس الخطباء والشعراء والمثقفين والدارسين في الحوزة، كان شعبان متصالحا مع محيطه ومع مدينته، وظل يأتي على ذكرها وفضلها عليه، وهو أبن العائلة المرموقة، حيث كانت لأكثر من 500 سنة تحتل مكانة السدانة في الحضرة العلوية المطهرة ورئاسة المرشدين الدينيين الذين يحق لهم الخدمة في حضرة الامام علي.
لم ينسى شعبان وهو في عز تألقه واجتيازه أعلى المواقع العلمية الهم العربي بشكل عام والهم الفلسطيني بشكل خاص، وكان سباقا في الدفاع عن العروبة وفلسطين ضد الصهيونية، وجاهر بذلك في المحافل العالمية.
وكم كان بودي حضور احتفالية النجف الاشرف، خصوصا وتربطنا مع رموزها علاقات طيبة مثل السيد صاحب جليل الحكيم، رفيق درب شعبان أيضا، وعدد من خيرة المناضلين، حسين سلطان وباقر ابراهيم واخرين.
لقد عملت مع الصديق عبد الحسين شعبان منذ أكثر من 6 عقود من الزمن، حيث كان في القيادة العليا لاتحاد الطلبة، وحضرنا لقاءات ومؤتمرات عديدة، اضافة الى عملنا في الحزب الشيوعي لغاية المؤتمر الرابع، واعرف مؤهلاته القيادية واطروحاته الفكرية واتساع ثقافته، اضافة الى تواضعه وحبه للناس، فضلا عن شجاعته وجرأته.
وارتبطنا بتشكيلة المنبر الشيوعي، وكان موقفنا من الحرب العراقية- الايرانية، ادانة من اشعل الحرب وادانة من استمر فيها، ولم نقبل بأي اجتياح للحدود العراقية.
ولا يمكن ذكر د. شعبان، دون ذكر علاقته المتميزة بالجواهري ومظفر النواب، وقد اسهم في الكتابة عنهما مما شكل اضافة جديدة للمكتبة العربية، فضلا عن علاقته المتميزة مع المبدعين العراقيين الأخرين والعرب، وقد كتب عنهم بما يعلي من شأن الثقافة. ويعتبر شعبان من ابرز قادة الراي ومن أكثر الشخصيات التي انشغلت بحقوق الانسان ونال جائزة ابرز مناضل في العالم العربي في العام 2003 في القاهرة.
امتاز الصديق أبو ياسر باستقلاليته الفكرية ووضوح رؤيته ومنهجه الخاص في معالجة المشكلات والتحديات وهو لا يتردد في المراجعة والنقد والنقد الذاتي.
شخصيا وبعيدا عن السياسة فأنا ارتبط والدكتور شعبان بعلاقات عائلية متينة، ولا يمكن ان أنسى انه كتب مقدمة جميلة لكتابي الموسوم (نصف قرن في رحاب الحركة الشيوعية)، وهو لم يبخل بمساعدة العراقيين والعرب حين كان رئيسا للمنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا، ويساعد طاقم عمل في تزويد الكتب الرسمية الى السلطات البريطانية لتزكية طالبي اللجوء.
اليوم وقد بلغ الصديق شعبان الثمانين من عمره، لا يسعني الا تهنئة متمنيا له حياة سعيدة ولأبنتيه المحامية سوسن والشاعرة سنا الفخر بوالدهما، وكان قد بذل جهود في تربيتهما وتعليمهما، وحصلتا على شهادات عليا بتفوق.
أتمنى له الصحة والنشاط الدائم والمواصلة في استكمال رسالته الانسانية في الابداع والعمل لمسيرة باهرة يعتز بها كل عراقي وعربي بالمناضل الأممي البارز.
للعزيز الدكتور شعبان العمر المديد وباقة ورد حمراء بمناسبة عيد ميلاده الثمانين.
طبيب وكاتب